لأول مرة.. "عملية بيضاء" بأكبر سجن بتونس بعد عام من حادثة فرار إرهابيين
أجرت الأجهزة الأمنية في تونس، اليوم السبت، "عملية بيضاء" في أكبر سجن في البلاد "المرناقية"، الذي شهد قبل نحو عام عملية هروب نادرة لسجناء من العناصر الإرهابية الخطيرة تسببت في إقالة مسؤولين أمنيين.
وقال المتحدث بإسم الهيئة العامة للسجون والإصلاح رمزي الكوكي، إن العملية تشمل تمرين محاكاة تطبيقي تشارك فيه الوحدات السجنية والإصلاحية بالشراكة مع المؤسستين الأمنية والعسكرية ووحدات الحماية المدنية.
العملية البيضاء
وأضاف المتحدث لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن الهدف من العملية البيضاء هو "تدعيم الجانب العملياتي والتنسيق الأمني وتقييم مستوى الأهبة العملياتية والوقوف على مدى جاهزية جميع منظومات الأمن والسلامة".
ودفعت السلطات بتعزيزات أمنية وعسكرية مكثفة منذ صباح اليوم الى سجن المرناقية للمشاركة في العملية.
ويعد السجن الواقع على أطراف العاصمة غربا، أكبر سجن في البلاد ويضم العدد الأكبر من المساجين ومن بينهم سياسيين معارضين وسجناء متورطين في قضايا إرهاب وجرائم حق عام خطيرة.
وعلى الرغم من أنظمة الحراسة المشددة التي تحيط به، إلا أنه شهد في 31 أكتوبر 2023 عملية هروب نوعية ونادرة لخمسة عناصر إرهابية خطيرة من بينهم متورطين في اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013.
وأعيد القبض على الإرهابيين بعد نحو أسبوع من فرارهم إثر عمليات تمشيط وبحث واسعة.
وفي وقت سابق؛ كشفت مصادر من منظمات إغاثة في تونس اليوم السبت البحث عن 14 مهاجرا مفقودا بعد العثور على مجموعة أولى أمس الجمعة تضم 28 مهاجرا كانوا تائهين في مناطق نائية قرب الحدود الجزائرية.
الحدود الجزائرية
ووفق رواية المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الذي يهتم بقضايا الهجرة، أبعد المهاجرون منذ يوم 26 أغسطس الجاري من قبل السلطات الأمنية من مدينة صفاقس إلى منطقة جبلية بمعتمدية سيدي بوبكر بولاية قفصة على الحدود الجزائرية غربا.
وتقطعت السبل بالمهاجرين هناك بعد أن ظلوا تائهين لمدة أيام قبل أن ينجحوا في إرسال نداءات استغاثة إلى منظمات إنقاذ بمساعدة سكان محليين في مناطق مجاورة.
وقال رمضان بن عمر العضو في المنتدى والمتحدث باسم المنظمة ، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): "عثر على 28 من المهاجرين وطالبي اللجوء. كانوا على مشارف الهلاك واضطروا لشرب المياه الراكدة وحتى البول".
ومن بين الذين عثر عليهم سبع نساء من بينهن ثلاثة حوامل وطفلان. ويجري البحث عن مجموعة ثانية انفصلت عن الأولى تضم 14 شخصا ، وفق رواية الناجين.
ونقلت السلطات بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة ومنظمات أخرى المهاجرين إلى مركز إيواء في تطاوين جنوب البلاد.
وتحاول تونس السيطرة على تدفق المهاجرين الى أراضيها ولا سيما إلى مدينة صفاقس الساحلية والقريبة من الجزر الإيطالية، بنية العبور بحرا إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.
البحر المتوسط
ووقعت تونس في 2023 مذكرة تعاون شاملة مع الاتحاد الأوروبي لكبح التدفقات مقابل حوافز مالية واقتصادية.
وتنتقد منظمات حقوقية في تونس تشديد القيود على التنقل بين ضفتي المتوسط ما يدفع المهاجرين إلى المخاطرة بحياتهم في البحر المتوسط المصنف كأخطر مسارات الهجرة غير النظامية في العالم.
ووفق بيانات منصة "مفقودين" التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، بلغ عدد الضحايا والمفقودين من المهاجرين غير النظاميين في البحر المتوسط 3155 في عام 2023، في حين يزيد عددهم على 30 ألفا منذ عام 2014.