تسليح المستوطنين في الضفة الغربية يشعل الصراع بين القادة الإسرائيليين
قال الدكتور خليل تفكجي، الكاتب والباحث السياسي، إن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إيتمار بن جفير يحاول الدخول على صلاحيات الشرطة الإسرائيلية، وبدء صراع معها حين سلح المستوطنين في الضفة الغربية، الذيين أصبحوا يشكلون دولة خاصة بهم دون قانون شرعي يحكمهم، وعلى هذا الأساس اندلعت موجة من الاستقالات في جهاز الشرطة الإسرائيلي.
القانون الإسرائيلي هو الذي يسري على الضفة الغربية
وأضاف «تفكجي» خلال مداخلة مع قناة «القاهرة الإخبارية» أن اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعتبر أن القانون الإسرائيلي هو الذي يسري على الضفة الغربية وتم تعيين «هلل روت» في الإدارة المدنية، أدى إلى وجود قانونان داخل الضفة أحدهم عسكري وأخر مدني، وهو ماخلق تضارب في الصلاحيات بين أجهزة الأمن الإسرائيلي، وأدت في النهاية إلى تهميش دور الشرطة الإسرائيلية مما دفع عديد من قيادات الشرطة إلى الاستقالة.
وأوضخ الباحث السياسي، أن بن جفير بدء في تشكيل ميليشيات مسلحة من المستوطنين بالضفة الغربية لقمع الفلسطينين والاعتداء عليهم، وهو ما قد ينجم عنه تفجير للوضع في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن كل المسؤولين الأمنين الإسرائيليين باتوا يدركون ذلك ولكن بن جفير يسعى إلى إشعال النار في الضفة ليجد ذريعة للسيطرة عليها.
سائق شاحنة البنزين
وفي وقت سابق، لقى جندي إسرائيلي مصرعه اليوم الأربعاء في الضفة الغربية عندما اقتحم فلسطيني بشاحنة بنزين بأقصى سرعة محطة للحافلات، حسبما ذكرت خدمة الاسعاف الاسرائيلية نجمة داود الحمراء.
وأفادت الخدمة الإسرائيلية إن سائق شاحنة البنزين صدم عمدا محطة الحافلات القريبة من مستوطنة جفعات أساف بكل قوة.
وقالت خدمة "زاكا" للإنقاذ إن جنديا كان يقف في أحد المواقع تعرض لإصابات قاتلة في الهجوم، وأضافت أنه تم القضاء على سائق الشاحنة.
كما ذكرت هيئة البث العامة "كان"، أن المهاجم فلسطيني من قرية قريبة من رام الله. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت قرية رافات.
وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت في وقت سابق أن شخصا واحدا على الأقل أصيب بإصابات خطيرة، فيما يشتبه أنه عملية دهس، بالقرب من مستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية.
من جانبهم؛ أطلق الجنود الإسرائيليون النار على سائق شاحنة وقود حاول دهسهم، وتم إقامة حواجز على الطرق وإغلاق الطريق، بينما تم فحص الشاحنة لمعرفة ما إذا كانت تحمل متفجرات.
ووسط تصاعد التوترات وسلسلة من الهجمات، التي وقعت مؤخرا في الضفة الغربية، دعا ممثل عن المستوطنين الإسرائيليين إلى نشر واسع النطاق لمزيد من القوات البرية في المنطقة.
قصف إسرائيلي
واستشهد خمسة فلسطينيين على الأقل في وقت سابق اليوم في قصف إسرائيلي استهدفهم في مدينة طوباس بالضفة الغربية، وفق ما أعلنت عنه مصادر أمنية وطبية فلسطينية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله في بيان لها إنه تم نقل جثث خمسة شبان فلسطينيين وعدد من الإصابات إلى مستشفى طوباس جراء استهدافهم بغارة جوية.
وقال شهود عيان في مدينة طوباس في اتصال مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن طائرة حربية إسرائيلية استهدفت مجموعة من الشبان الفلسطينيين بالقرب من مسجد التوحيد في المدينة مما أدى إلى مقتل خمسة منهم وإصابة آخرين.
وأوضح شهود العيان أن الاستهداف الجوي جاء بالتزامن مع اقتحام قوات من الجيش الإسرائيلي المعززة بمدرعات وآليات عسكرية المدينة بشكل مباغت بعد منتصف الليل.
وقالت مصادر أمنية في المدينة بأن القوات العسكرية الإسرائيلية طوقت المدينة وحاصرتها بشكل كامل مانعين السكان من التحرك والدخول والخروج من المدينة، فيما شنت في الوقت ذاته حملة تفتيش واسعة في المنازل السكنية بذريعة "البحث عن مطلوبين مسلحين".
وتشهد المناطق الشمالية للضفة الغربية تصعيدا عسكريا إسرائيليا منذ إعلان الجيش عن عمليته العسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين وطولكرم وطوباس قبل أسبوعين بدعوى "تقويض العناصر الفلسطينية المسلحة التي تهدد أمن إسرائيل".