"فشلنا في التنبوء بهجوم 7 أكتوبر".. استقالة قائد "8200" تفضح فشل منظومة الاستخبارات الإسرائيلية
أعلن يوسي ساريئيل، قائد وحدة 8200، استقالته من منصبه، وهي الوحدة التي تعد العمود الفقري للاستخبارات الإسرائيلية كانت مسؤولة عن جمع وتحليل المعلومات الحساسة، لكنها أخفقت في تقديم التحذيرات اللازمة لمنع واحدة من أكثر الهجمات دموية في تاريخ إسرائيل.
ووفق تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فقد أثارت تلك الاستقالة جدلًا واسعًا حول أداء الأجهزة الأمنية ومسؤوليتها عن حماية دولة الاحتلال الإسرائيلي.
في رسالة استقالة موجهة إلى رئيس الأركان اعترف يوسي ساريئيل، بفشل وحدة 8200 في التنبؤ بأحداث مذبحة 7 أكتوبر، وهو الذي تولى قيادة الوحدة، عام 2021، الذي أشار في رسالته إلى أن المعلومات التي تم جمعها حول مخططات حماس لم تنجح في تحقيق "المعرفة الذهبية" التي كان يُتوقع أن تمنع الهجوم.
وكتب ساريئيل: "في ليلة 7 أكتوبر، فشلنا جميعًا في رؤية الصورة الكاملة وتقييم التهديد المتزايد، هذا الفشل الاستخباراتي يقع بالكامل على عاتقي، وأنا أعتذر بعمق".
موجة استقالات استخباراتية
استقالة ساريئيل ليست الأولى من نوعها، فقد سبقها استقالة عدد من كبار المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي، بما في ذلك رئيس جهاز الأمن الوطني، اللواء أهارون حاليفا.
وتأتي هذه الاستقالات في ظل الانتقادات المتزايدة التي تواجهها الأجهزة الأمنية بشأن "الغطرسة التكنولوجية" واعتمادها المفرط على التكنولوجيا على حساب الأساليب التقليدية في جمع المعلومات الاستخبارية.
وأفاد ساريئيل في رسالته: "على الرغم من أن وحدتنا قدمت سلسلة من التقارير الدقيقة حول استعدادات حماس، إلا أننا فشلنا في ربط النقاط وتحقيق التحذيرات المطلوبة".
وحدة 8200، التي تعتبر واحدة من أكثر الوحدات التكنولوجية تقدمًا بالعالم، مسؤولة عن جمع إشارات العدو وفك رموزها، لكنها تعرضت لانتقادات شديدة بعد الهجوم، إذ فشلت في تقديم تحذيرات كافية عن هجوم حماس المفاجئ.
وأشار ساريئيل إلى أن الوحدة حدثت تقنياتها واستخلاص الدروس اللازمة من الأحداث، وقال: "بدأنا بالفعل في إدخال بعض التحسينات على الاستعداد الاستخباراتي في جميع الساحات".
تحديات ما بعد الفشل
في أعقاب الهجوم، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في إجراء تحقيقات شاملة في أداء وحدة 8200، ورغم بدء التحقيقات منذ أكتوبر، لم يتم حتى الآن إقالة أي ضابط بشكل رسمي، ما أثار غضبًا في صفوف الجيش.
وأكد ساريئيل أن التحقيقات كانت "عميقة وشفافة"، وأن الوحدة فشلت في رؤية التهديد بوضوح، مشيرًا إلى أن الفشل لم يكن فرديًا، بل كان فشلًا في المنظومة الاستخباراتية بأكملها.
أكد ساريئيل في رسالته أن الوحدة بدأت في تطبيق الدروس المستفادة من فشل 7 أكتوبر، وأشار إلى أن الجهود تتركز على تحسين التنسيق بين جمع المعلومات الاستخبارية والاستخدام العملي لها على أرض الواقع، بهدف منع وقوع مثل هذه المفاجآت في المستقبل.
وأضاف: "نحن ملتزمون بتحسين أداء الوحدة والجيش بشكل عام، لضمان أن نكون مستعدين بشكل أفضل لمواجهة التهديدات الإقليمية".
الاستقالة والاعترافات
تعتبر استقالة ساريئيل خطوة غير عادية في تاريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع حجم الاعترافات التي تضمنتها رسالته، وكتب: "لقد تعلمت خلال سنوات خدمتي أن النجاحات والإخفاقات هي نتيجة تقاطع المعلومات والتحليلات، لقد فشلنا في ربط النقاط التي كانت واضحة أمامنا".
وكشفت أحداث 7 أكتوبر نقاط ضعف كبيرة في منظومة الأمن الإسرائيلي، وبينما يسعى الجيش لإصلاح تلك الفجوات، يبقى التساؤل الأهم: هل ستكون هذه الاستقالات كافية لاستعادة ثقة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في نفسها؟