أستاذ جامعي: رحيل إلياس خوري خسارة فادحة للثقافة العربية
أكد يسري عبد الله، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان، أن رحيل إلياس خوري خسارة فادحة للأدب العربي، مشيرًا، إلى أنه اتسم بالتعدد؛ فهو كاتب وروائي وأكاديمي ومفكر وناقد، مشددًا، على أنه يتبني موقف سياسي يعبر عن وجهة نظر متحررة.
ولفت "خوري" خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن كتابات خوري تعبر حالة من التنوع الخلاق، لافتًا، إلى أن ميلاده ورحيله كانا مرتبطين بالقضية التي تنباها وأخلص فيها وهي القضية الفلسطينية.
جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيي
واستكمل، أنه ولد عام 1948 وتوفى عام 2024 في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، لافتًا، إلى أنّ مجمل النتاج الإبداعي لإلياس خوري يصب في مسارات مختلفة تعتد جميعها بكتابة السرديات الكبرى.
تبنى القضايا الكبرى ومثلت محور كل رواياته
وأشار، أنّ الأديب الراحل تبنى القضايا الكبرى ومثلت محور كل رواياته، لافتًا إلى أن كل رواياته تنحاز إلى المقموعين والمهمشين، ولافتًا، إلى أنّ كتابا كثر تبنوا القضية الفلسطينية من خلال كتاباتهم ورواياتهم، لكن إلياس الخوري تميز عنهم في أنه تعامل فلسطين ولبنان على أنهم قضيتين متداخلتين بشكل كبير، وهو ما ظهر بشكل واضح في روايته «باب الشمس».
وتوفي الكاتب والروائي اللبناني الكبير إلياس خوري عن عمر يناهز الـ 76 عاما في بيروت، حيث يعد إلياس خوري أحد أبرز الكتاب اللبنانيين، ومن أشهر رواياته كانت رواية باب الشمس.
وفاة إلياس خوري
ولد إلياس خوري في 1948 لعائلة أرثوذكسية من الطبقة المتوسطة في منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية في بيروت، وكان أعسرًا، وفي سن الثامنة بدأ يستمتع بقراءات جرجي زيدان وتعلم منها الكثير عن الإسلام وخلفيته العربية، ولاحقًا توقف عن قراءة روايات زيدان واعتبرها جاهلة وساذجة، وبدأ في قراءة أعمال كُتاب آخرين، وقد أهتم بقراءة ثلاثة أنواع وهي الأدب العربي الكلاسيكي، والنصوص الأدبية المرتبطة بالحداثة، والروايات الروسية لكتاب مختلفين مثل بوشكين وتشيخوف.
حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1966 من ثانوية الرأي الصالح في بيروت، وفي 1967 سافر خوري البالغ من العمر 19 عامًا إلى الأردن وزار مخيمًا للاجئين الفلسطينيين والتحق بحركة فتح المنظمة المقاومة في منظمة التحرير الفلسطينية، وغادر الأردن بعد مقتل وطرد آلاف الفلسطينيين في أعقاب محاولة الانقلاب على الملك حسين في أيلول الأسود.
درس التاريخ في الجامعة اللبنانية وتخرج منها عام 1971، وفي العام التالي حصل على الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس.
تزوج وأنجب أطفالًا، وأصبح روائيًا ناجحًا وله العديد من الروايات المنشورة.
انضم إلياس إلى مجلة مواقف في عام 1972، وأصبح عضوًا في هيئة التحرير، وخلال الفترة من 1975 إلى 1979 ترأس تحرير مجلة شؤون فلسطينية بالتعاون مع محمود درويش، وعمل محرر لسلسلة ذكريات الشعب الصادرة عن مؤسسة البحوث العربية في بيروت بين عامي 1980 و1985، وكان مدير تحرير مجلة الكرمل من 1981 إلى 1982، ومدير تحرير القسم الثقافي في صحيفة السفير من 1983 إلى 1990، وعمل أيضًا مدير فني لمسرح بيروت من 1992 إلى 1998، ومدير مشارك في مهرجان سبتمبر للفنون المعاصرة.
نشر إلياس روايته الأولى في 1975 بعنوان «لقاء الدائرة»، وكتب سيناريو فيلم «الجبل الصغير» في 1977، الذي تدور أحداثه خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومن أعماله الأخرى «رحلة غاندي الصغير» التي تدور حول مهاجر ريفي يعيش في بيروت خلال أحداث الحرب الأهلية.