الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

أستاذ الطب النفسي: التطرف نزعة بشرية فيها غلو وعنف

الأربعاء 02/أكتوبر/2024 - 09:32 م
محمد المهدي
محمد المهدي

قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، إن هناك نزعة طبيعية في النفس البشرية للتطرف، مشيرًا إلى أن التطرف يحمل نوعًا من "السحر" يجعله أكثر لفتًا للانتباه من الأفكار المتوازنة.

 

 وقد أوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات تليفزيونية، أن الشخص المتوازن غالبًا ما لا يلفت النظر، بينما الأفكار المتطرفة، سواء كانت فكرية، سياسية، اجتماعية أو دينية، تثير اهتمامًا أكبر.

 

ثم أشار إلى أن التطرف الديني يتميز بخصوصية لأنه يكتسب طابعًا مقدسًا في عيون الناس، مما يجعله أكثر خداعًا، بينما يكون التطرف السياسي أكثر وضوحًا ورفضًا من المجتمع،  لافتا إلي أن التطرف، بغض النظر عن نوعه، يتجسد في الغلو والإسراف والابتعاد عن الاعتدال.

 

وأوضح أستاذ الطب النفسي أن هناك ثلاثة أنواع من التطرف من الناحية النفسية:

 

1. التطرف الفكري: يتمثل في انغلاق العقل على أفكار معينة، مما يجعل من الصعب مناقشتها أو تعديلها.
  
2. التطرف الوجداني: يتجلى في وجود مشاعر قوية تجاه قضايا معينة دون وجود معرفة كافية أو عقلانية تساند هذه المشاعر.
  
3. التطرف السلوكي: يظهر في سلوكيات تتجاوز المتطلبات الشرعية، وأحيانًا يفرض الشخص سلوكياته على الآخرين.

 

وأكد أستاذ الطب النفسي، أن التطرف السلوكي يمكن أن يتحول إلى تطرف عنيف، مما يمثل تهديدًا حقيقيًا، مشيرا إلى أهمية التعامل مع هذه الأنواع من التطرف بحذر، وضرورة الحوار والنقاش لتجنب تحول التطرف الفكري والوجداني إلى سلوك عنيف.

 

وفي سياق متصل، أكد فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أهمية الأخوَّة الإنسانيَّة بوصفها ضرورة وجوديَّة لا غنى عنها، وأن هذه القاعدة التي رسَّخها الإسلام على العصور وبناها سيِّدنا رسول الله ﷺ، لولاها لتحوَّلت الحياة الإنسانيَّة إلى غابة، حيث يأكل القويُّ الضَّعيف.

 

الأخوَّة الإنسانيَّة ضرورة وجوديَّة رسَّخها الإسلام عبر العصور

 

وقد أضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال حديثه اليوم الأربعاء في ندوة عن «الأخوة الإنسانية.. ضرورة وجودية» بالجامع الأزهر، أنه لا شكَّ في أنَّ الأخوَّة الإنسانيَّة ضرورة حتمية للحفاظ على استقرار المجتمع البشري، ومن دونها تُباد الحياة. وقد جسَّد سيِّدنا رسول الله ﷺ هذا المعنى بزيارة مرضى غير المسلمين، ووثيقة المدينة المنوَّرة كانت خير شاهدٍ على تلك الأخوَّة التي رسَّخت البِرَّ والقِسط في التعاملات.

 

وقال فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن القرآن الكريم أكَّد هذه المبادئ السامية في دعوته إلى وحدة العنصر الإنساني، حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ﴾، ليوضح بذلك أنَّ الناس جميعًا من أصلٍ واحد وهو التراب فكلنا لآدم وآدم من تراب، ولا يوجد في المنظومة الإنسانيَّة أُناسٌ خُلقوا من ذهبٍ وآخرون خُلقوا من فضَّة، فالكل لآدم وآدم من تراب. ومن هنا تتجلى القيم الإنسانيَّة السامية التي تجمع بين البشر دون تمييز، وهي القيم التي رسَّخها رسول الله ﷺ في كل معاملاته.