تشييع جثمان الشيخ عبد العليم فصادة أشهر قراء القرآن الكريم بكفر الشيخ.. و"نعينع": كان يتمتع بحُب الجميع..و"الهوارى" يكشف سر لقب "فلاحين القرآن".. ورفضه لطلب الأطباء بالتوقف عن التلاوة
السبت 16/يناير/2021 - 02:52 م
شيّع المئات من أهالى مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، مُنذ قليل، جنازة القارئ الشيخ عبد العليم حسن فصادة، أحد أشهر وأقدم قُراء القرآن الكريم بمحافظة كفر الشيخ، وعضو نقابة القُراء، والذى وافته المنية عن عُمر يُناهز الـ73 عاماً، إثر وعكة صحية ألمت به خلال الفترة الماضية، بعد رحلة عطاء حافلة فى خدمة كتاب الله.
وقام أهالى بيلا بأداء صلاة الجنازة على جُثمان "فصادة"، بالساحة المُقامة لصلاة الجنازة أمام مقابر بيلا، مُواصلين تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، فى جنازة مهيبة شارك بها المئات من أهالى المدينة، ومُحبى الشيخ الراحل، مُلتزمين بكافة الإجراءات الوقائية والاحترازية، مع اقتصار العزاء على تشييع الجنازة فقط، وفقاً للإجراءات الاحترازية فى ظل أزمة "كورونا"، واتباعاً للإجراءات الاحترازية التى فرضتها الدولة .
وخيَّم الحُزن على أهالى مدينة بيلا، بعد وفاة "فصادة"، مساء أمس الجمعة، وتحوّل موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، إلى سُرادق عزاء له، ونشر عدد كبير من مُحبيه، وزُملائه من قارئو القرآن الكريم، تدوينات على صفحاتهم الشخصية والرسمية، داعين الله العلى القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويُسكنه فسيح جناته، ويُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وفى سياق متصل، نعى القارئ الدكتور أحمد نعينع، ببالغ الحُزن والأسى القارئ الشيخ عبد العليم فصادة، أحد أشهر وأقدم قُراء القرآن الكريم فى كفر الشيخ، الذى كان يتمتع بحُب الجميع.
وقال "نعينع"، فى منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، : "نُعزى أنفسنا والأمة الإسلامية كلها فى فقد علم من أعلامها الصديق العزيز القارئ الحبيب المُجيد فضيلة الشيخ عبد العليم فصادة، رحمه الله، ورفعه، وأكرمه، ورضى عنه.. من مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ".
وأضاف "نعينع"، خلال منشوره، "كان قارئاً مُتقناً ذو صوت وأداء جميل، التقينا وقرآنا سوياً كثيراً فى المُناسبات القرآنية، كان متواضعاً ذو أخلاق عالية وأحبني لأدائى فى قراءة القرآن، أتقدم بأخلص التعازى لأسرة الفقيد خاصة، وللأمة الإسلامية عامة، ولجميع أهل القرآن فى وفاة الشيخ الجليل"، داعياً الله سُبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجعل مثواه الجنة، وأن يُلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
والشيخ عبد العليم فصادة، من مواليد مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، عام 1947م، وأتم حِفظ القرآن الكريم فى سن العاشرة على يد الشيخ "يوسف شتا"، وعمل مُحفظاً بالأزهر الشريف يُدرس القرآن الكريم وعلومه، كما عُين قارئاً للسورة بمسجد المعداوى، أحد أشهر وأقدم مساجد مدينة بيلا.
سافر "فصادة"، إلى العديد من الدول العربية والإسلامية وبعض دول العالم، ومنها: "جزر القمر، وفلسطين، وأسبانيا، وأمريكا، وألمانيا"، على مدار السنوات الماضية لإحياء أيام وليالى شهر رمضان المُبارك، ضمن بعثات وزارة الأوقاف، كما فاز بمُسابقات قرآنية خاصة بالأوقاف على مُستوى الجمهورية.
أحيا "فصادة"، الكثير من المآتم والحفلات، وقرأ القرآن الكريم مع عدد كبير من مشاهير القُراء فى مصر، منهم: الشيخ أبو العينين شعيشع، والشيخ راغب مصطفى غلوش، والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوى، والشيخ عنتر مسلم، والدكتور فرج الله الشاذلى، والدكتور أحمد نعينع، والدكتور عبد الفتاح الطاروطى، وغيرهم.
وذاع صيت "فصادة"، واشتهر فى بلدته والقرى المُجاورة له من خلال قراءته فى هذه الحفلات، وشهد له الجميع بحُسن الصوت، والتميز فى الأداء، وكان خير سفير للقرآن الكريم فى مُعظم بلاد العالم.
وقال الشيخ عبد السلام الهوارى، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، وأحد المُقربين من القارئ الراحل، أن القارئ الشيخ عبد العليم فصادة كان مُتخلقاً بأخلاق القرآن، وكان زاهداً فى الدنيا ومُتواضعاً، مُضيفاً أن الشيخ الراحل رحمه الله كان ممن يصفون بـ"فلاحين القرآن".
وتابع "الهوارى"، فى تصريحات لـ"مصر تايمز"، "كُنا نجلس فى مقرأة واحدة، وكان الشيخ عبد العليم رحمه الله يأتى بالمُتشابه، وكان الغالبية العظمى من الحاضرين يقرأون من المصاحف وهو يقرأ من الذاكرة أى يقرأ بدون مصحف دون أن يُخطئ، وكُنا فى كل مقرأة نقرأ جزء واحد وهو كان يقرأ الجزء لوحده بدون مصحف، وكان يُراجع القرآن إلى آخر لحظة".
وأكد "الهوارى"، أن الشيخ عبد العليم فصادة كان مريضاً بمرض القلب مُنذ فترة كبيرة ونصحه الطبيب الخاص به بالتوقف عن القراءة حيث معروف أن قارئ القرآن الكريم يقرأ بجميع حواسه وبالتالى سوف يُجهد نفسه ما يُؤثر بالسلب على صحته ولكنه رفض ذلك، قائلاً: "لو امتنعت عن القراءة سوف أموت، والأفضل لى أن أموت وأنا أقرأ القرآن الكريم"، مُشيراً إلى أنه خرج من تحت يده المئات من حفظة القرآن الكريم، داعياً الله العلى القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته، وأن يجعل القرآن الكريم فى قبره مُؤنساً، وعلى الصراط نوراً، وفى القيامة شفيعاً.