الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

الراقصة التي وقفت في وجه الملوك و الرؤساء

الثلاثاء 22/سبتمبر/2020 - 03:44 م

إذا تحدثنا عنها فنحتاج لمجلدات فهي لم تكن مجرد راقصة أو فنانة كبيرة بل تخطت كل هذا بكثير حتي صارت إمرأة لها شخصية و شخصية يهابها الملوك والرؤساء وعالية القوم . 

وهنا نسرد فقط مواقفها التي كانت مع السلطة الممثلة في الملوك و الرؤساء.. فلم يكن فنان او انسان يجرؤ علي ما قامت به تحية كاريوكا 

كاريوكا والملك فاروق 

بينما كانت تحية تؤدي إحدى رقصاتها في فندق «الأوبرج» بالجيزة فوجئت بوجود الملك فاروق، حاكم مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952، يجلس في الصالة، ومعه عدد كبير من حاشيته، فسخرت كاريوكا من الموقف، ووجهت حديثها للملك فاروق، وقالت له: «مكانك مش هنا يا فاروق يجب أن تكون في قصر الملك»، فانصرف الملك فاروق غاضبا لكنه لم يوجه أي غضب إلى كاريوكا وسط ذهول الموجودين في الصالة

كاريوكا مع أتاتورك 

عندما كانت تحية كاريوكا في جولة فنية في بيروت ، رفضت أن ترقص أمام الرئيس التركي ومؤسس العلمانية التركية كمال أتاتورك، وذلك بعد ان أهان السفير المصري ، فرد أتاتورك بمنعها من دخول تركيا 

كاريوكا مع عبد الناصر 

تم اعتقالها مرتين لموقفها ضد النظام بعد ثورة 23 يوليو 1952.. وبعد ثورة يوليو 1952، كان لتحية كاريوكا العديد من المواقف السياسية، بل أنها تعرضت للاعتقال على يد جمال عبدالناصر مرتين، الأولى عندما داهم البوليس الحربي منزلها، والذي كانت تقيم فيه مع الضابط كمال صدقي زوجها في ذلك الوقت، وكان معاديا لثورة يوليو سنة 1954، ليخرج البوليس الحربي من منزلها منشورات ضد حركة يوليو و على الرغم من اعتراف زوجها بأنها لا تعلم شيء عن المنشورات، إلا أنه تم اعتقالها لمدة 100 يوما، عانت خلالها من معاملة غير إنسانية.

أما المرة الثانية التي تم اعتقالها فيها فكانت مع عدد من أعضاء الحزب الشيوعي المصري لانتقادهم أداء حكومة جمال عبدالناصر و كانت تهاجم النظام الناصري ، حتى و هي داخل المعتقل الي جانب مشاركتها في مظاهرات الطلبة.. والمدهش ان بعد نكسة يونيو 1967 قامت تحية كاريوكا وحدها بجمع تبرعات من الفنانين و المسئولين و كبار رجال الأعمال و الدولة تبرعات للجيش المصري بل و كانت تحمل السلاح بنفسها للفدائئين حتى عندما قابلها الزعيم جمال عبد الناصر قال لها {  أنتي ست بألف راجل } .

كاريوكا مع السادات 

كانت "تحية كاريوكا" أخفت الضابط محمد أنور السادات في منزل شقيقتها اثناء هروبه بعد مقتل امين بك عثمان و ذلك في العهد الملكي، و كانت حريصة كل الحرص علي سلامته لدرجة أنها كانت تأتيه بالجرائد اليومية داخل عمود الأكل حتي يدرك ما يدور حوله من مجريات الامور و ظل 75 يوماً مختبأ في منزل شقيقتها تراعاه رعاية كاملة هي و أسرتها بالكامل.. وعندما أصبح السادات رئيساً لمصر وقفت معاه و كان يقدرها جداً و لا ينسي لها هذا الجميل 

وفي يوم 3 سبتمبر 1981 قام السادات بمجموعة اعتقالات سياسية من أجل قمع السياسيين المعارضين لإتفاقية كامب ديفيد ، تم اعتقال ما يزيد عن 1536 من رموز المعارضة السياسية في مصر إلى جانب عدد من الكتاب والصحفيين ورجال الدين ، والغاء اصدار الصحف المعارضة 
وكانت تحية كاريوكا ضمن هؤلاء المعتقلين فقالت له وجها لوجه { خبيتك في بيتي وقت ما كان العالم كله بيدور عليك و آخرتها تعتقلني } 

كاريوكا مع مبارك 

في بداية عهد الرئيس مبارك اقيم حفل غنائي كبير و جمع فيه كبار و عمالقة الفن في الحضور منهم فاتن حمامة و فريد شوقي و ماجدة و يحيي شاهين و شكري سرحان و اكثر 150 فنان كبير و صغير من مختلف الاجيال .

وفي نهاية الحفل كان هناك تقليد متبع ان يذهب جمع الفنانين ليسلموا علي الرئيس و يلتقطوا معه الصور التذكارية فجاء احد كبار المسئولين وقال لجمع الفنانين { إستعدوا عشان تقوموا تسلموا علي الريس } .

وفي وسط هؤلاء الجمع الغفير من كبار و صغار الفنانين تصرخ تحية كاريوكا في وجه هذا المسئول قائلة {وهو ميجيش يسلم علينا ليه} فسمعها الرئيس مبارك بنفسه حتي قام لها وسط ذهول كبير من كل الحاضرين و قال لها {ومالوا ياست تحية اقوم اسلم عليكي بنفسي} فسلم علي الجميع والتقط معهم الصور ولم تكتف كاريوكا بهذا فقط بل قالت له {في ناس غلابة كتير من شعبك بينام من غير عشا ياريت ياريس تاخد من ميزانية كل مسلسل و فيلم ولو 1000 جنيه لهم} .

ست بألف راجل كما وصفها الزعيم جمال عبد الناصر 
رحمها الله وغفر لها وأسكنها فسيح جناته