الموساد يكشف تفاصيل صادمة حول عملية تفجير أجهزة البيجر لدى حزب الله
كشف تحقيق صادم تم بثه الليلة الماضية (الأحد) في برنامج "60 دقيقة" الذي تبثه شبكة "سي بي إس" الأمريكية، تفاصيل كثيرة تتعلق بإحدى أكثر عمليات الموساد جرأة وهي عملية "بيجر"، حيث أنه بضغطة زر واحدة، بحسب التحقيق، فجرت إسرائيل آلاف من أجهزة النداء ومئات أجهزة الراديو في وقت واحد في لبنان وسوريا في 17 و18 سبتمبر 2024.
وقالت صحيفة معاريف العبرية أنه كان على نصر الله نفسه أن يراقب من مخبأه رجاله ينفجرون أمام عينيه عندما قاموا بتفعيل أجهزة الاستدعاء التي تم الاستيلاء عليها، بحسب التحقيق. وقال: "يمكنك أن ترى في مقطع الفيديو الأخير له أنه محطم، والأشخاص الذين كانوا في المخبأ المجاور له تلقوا رسالة من جهاز البيجر، وقد رأى الانفجارات بأم عينيه". وقد تركه هذا الحدث في خطاباته التالية "بعيون متواضعة كزعيم أدرك أنه خسر المعركة".
وأشارت الصحيفة أن العملية تسببت في خسائر دماء غير مسبوقة من جانب حزب الله: ما لا يقل عن 59 قتيلاً، أربعة منهم مدنيون، ونحو 4500 جريح، مئات منهم في حالة خطيرة. وبحسب التحقيق، فإن إسرائيل استهدفت إصابات خطيرة من أجل الضغط على موارد المنظمة وإرسال رسالة واضحة: لا تعبثوا مع اليهود.
وخططت المؤسسة الاسرائيلية للعملية حتى أدق التفاصيل وأجرت دراسة متعمقة لاختبار نوع الضجيج الذي من شأنه أن يدفع الشخص إلى إخراج الجهاز من جيبه، وقامت بقياس الوقت الدقيق - 7 ثوان - الذي يستغرقه السحب خارج الصافرة. تم تصميم الانفجار بحيث يتطلب الأمر الضغط على زرين لضمان أقصى قدر من التأثير. ورغم هذه الاختبارات، بحسب مصادر أجنبية، حدثت قصة مفاجئة في مكتب رئيس الوزراء عندما شك نتنياهو في متانة الجهاز ورمى به عرض الحائط. والنتيجة: ثقب في الجدار موجود حتى يومنا هذا، وبقي جهاز النداء بدون خدش.
و وفقا للتقرير العبري لقد قام الموساد باقتحام لسلسلة التوريد وقام بتفعيل الوكيل الأصلي لشركة "غولد أبولو" التايوانية، الذي عرض على حزب الله 1000 جهاز مجاناً. بحلول سبتمبر 2024، كان لدى المنظمة 5000 جهاز تنبيه محاصر.
وقال اثنان من مسؤولي الموساد، الذين تمت مقابلتهم في المقابلة بأسماء مستعارة، ووجوههم مغطاة ومزودة بحاجز الصوت، وصفوا كيف تم توقيت العملية بعناية فائقة. ووفقا لهم، وبسبب مخاوف الجانب الإسرائيلي من احتمال أن يشك حزب الله في الأجهزة، فقد تقرر تفعيل أجهزة الاستدعاء في 17 سبتمبر من خلال رسالة مشفرة. وفي اليوم التالي - أثناء تشييع الضحايا - تم تفعيل أجهزة الاتصال اللاسلكي التي كانت مزروعة منذ عقد من الزمن.
كما أوضح مسؤولي الموساد الذين تمت مقابلتهم في البرنامج، إنه في اليوم التالي للانفجارات، كان السكان اللبنانيون خائفين حتى من استخدام جهاز التحكم عن بعد لمكيف الهواء.
وعندما سُئل في التحقيق عن الصورة الأخلاقية لإسرائيل، أجاب مسؤول الموساد بشكل قاطع: "عليك أولاً أن تتأكد من عدم قتل أبناء شعبك، ثم يمكنك البدء في التعامل مع الصورة الأخلاقية".
الرسالة الموجهة إلى أعداء إسرائيل واضحة ومروعة: قد تكون عملية النداء مجرد قمة جبل الجليد من قدرات الموساد، وعلى كل من يفكر في إيذاء إسرائيل أن يفكر مرتين.