الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

ماري منيب.. ماتت بعدما أضحكت الجماهير بخمس ساعات وبكى عليها "عبد الناصر"

السبت 23/يناير/2021 - 07:34 م

مجرد أن نراها على الشاشة نعلم علم اليقين أننا سنضحك ونسعد بالفيلم
هي واحدة من نجمات فن الكوميديا المعدودات في تاريخ السينما المصرية بل وتعد رائدة فنانات الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح، فلم تظهر فنانة كوميدية وتنجح وتستمر حتى آخر يوم في عمرها مثلها
نجمة الكوميديا الأولى في تاريخ السينما العربية والمسرح أيضًا
ماري سليم حبيب نصر الله، مواليد بيروت، 11 فبراير 1905، ثم انتقلت مع أهلها إلى مصر وعاشت وتعلمت فيها، عاشت في حي شبرا وبعد وفاة والدها اشتغلت في مهن كثيرة حتى تتكفل بأسرتها، وبدأت حياتها الفنية كراقصة ومغنية في شارع عماد الدين ثم جاءتها الفرصة الكبيرة عندما مرضت الفنانة إحسان الجزيرلي فاستعان والدها فوزي الجزيرلي بماري منيب بديلة لها لتؤدي دورها علي المسرح وقد كان ونجحت نجاحاً باهراً مما جعل إحسان الجزيرلي تغار منها ولما أحست بذلك ماري انسحبت من الفرقة وانضمت لفرقة الريحاني عام 1937 وكانت الانطلاقة الكبرى، وقدمت أروع المسرحيات التي شكلت شخصيتها الفنية وأبدعت في دور  "الحماة" وجذبتها السينما المصرية فكانت أشهر أدوارها "العزيمة، انتصار الشباب، بابا أمين،  حماتي قنبلة ذرية، الحموات الفاتنات،  منديل الحلو،  شباك حبيبي،  الأسطى حسن، هذا هو الحب، حماتي ملاك، أسمر وجميل".

 

وأحبها الجمهور وتعلق بها فكانت تميمة النجاح لأي عمل فني بمجرد أن يراها الجمهور على المسرح أو السينما يصفقون ويهللون قبل أن تنطق بكلمة. 
كانت أول زيجاتها في القطار مع فوزي منيب الذي أخذت اسمه فتبادلا النظرات والحب وتم الزواج وعمرها 14 عاماً وأنجبت منه 3 أولاد ثم تم الطلاق بينهما. 

وتزوجت للمرة الثانية من زوج أختها الراحلة فهمي عبد السلام والتي وافقت على الزواج منه حتي تراعي أولاد أختها الأربعة وفاء منها وأشهرت إسلامها على يد حماتها التي اختارت لها أيضًا اسمها الجديد "أمينة" وظلت تحتفظ باسمها الفني بل قامت حماتها بتحفيظها القرآن الكريم كله وذهبت معها لأداء فريضة الحج فكانت نعم الحماة التي لم تجسدها ماري منيب على الشاشة،  وعاشت تربي أولادها  وأولاد أختها الذين ينادونها بكلمة "ماما" وقامت عليهم حتى علمتهم وزوجتهم وهم من ساهموا بمنحها لقب الأم المثالية قبل وفاتها بعام وحصلت على هذا اللقب وقالت: "دا عندي أحسن من جائزة نوبل".

وكانت تحب جدًا تربية القطط فكان لديها أكثر من 100 قطة تراعيهم في غرفتها بالمسرح وفي منزلها حتى أنها كانت تقول: "أنا الوحيدة في العالم اللي عندي مزرعة قطط".



وظلت تقدم أعمالا فنية مسرح وسينما حتى آخر أيامها لم تنقطع ابدًا عن الفن وظلت وفية لمسرح الريحاني فهي أحد أهم أعمدة مسرح الريحاني وظلت في هذه الفرقة ما يزيد على ثلاثين عامًا حتى انفصلت عنه بعد وفاة بديع خيري الذي كان لها الأخ والصديق والسند فقامت بإنشاء فرقة مسرحية لها وقامت ببطولة أول مسرحياتها وكانت من إخراج عبد المنعم مدبولي، ولكن سقطت سقوطًا مدويًا مما جعلها تحزن واكتفت بالسينما فقط فقدمت آخر أفلامها {لصوص لكن ظرفاء} مع أحمد مظهر وعادل إمام عام 1969 في نفس العام الذي رحلت فيه ولم تر هذا الفيلم وكانت وفاتها في 21 يناير 1969 وذلك بعد ما عادت من المسرح بعد ما أدت دورها في المسرح وكانت تُضحك الجماهير بل وكانت في الكواليس بمنتهى البهجة والصحة وخفة الدم وعادت إلى منزلها وقبل أن تذهب إلى حجرة نومها للراحة قامت بإطعام القطط والكلاب في منزلها ثم نامت حتى جاء زوجها وأولادها لإيقاظها من نومها ولكن كانت قد فارقت الحياة وكانت صدمة كبيرة ليست في منزلها أو أسرتها فقط بل في جموع الشعب المصري حتى أن الزعيم جمال عبد الناصر بكى عليها وأرسل مندوباً عنه في تشييع جنازتها التي كانت جنازة شعبية كبيرة حتى أن مسارح مصر أغلقت في يوم وفاتها حدادًا عليها.



رحمها الله وغفر لها وأسكنها فسيح جناته.