الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

"الإعلام والأمن القومى".. الأوقاف تعقد صالون ثقافى (صور)

الخميس 28/يناير/2021 - 09:04 م
وزير الاوقاف وعلى
وزير الاوقاف وعلى حسن رئيس تحرير جريدة الشىق الاوسط

مشارك محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وعلي حسن رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط، ومحمد نوار رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، ووجدي زين الدين رئيس تحرير الوفد، انطلقت فعاليات صالون الأوقاف الثقافي اليوم الخميس بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان: "الإعلام والأمن القومي" وذلك بحضور عدد من الأئمة والواعظات ولفيف من الإعلاميين والصحفيين مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية والتباعد الاجتماعي.

وفي كلمته خلال الندوة أكد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن مفهوم الأمن القومي مفهوم شديد الاتساع ، وليس ينحصر في مجرد أمن الحدود المباشرة  بين الدول، بل يتسع ليشمل كل ما يحدث في العالم ، وله صلة وطيدة بالأمن القومي.

مشيرًا معاليه إلى أن الإعلام والدعوة شريكان في بناء الأمن القومي وأن عليهما دورًا هامًا في الحفاظ عليه ، فالإعلام نوعان: بانٍ وكاشف، والإعلام يتسع مفهومه ليشمل كل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، موضحًا أن ثِقل كل صحيفة ليس فقط ما تسوقه وما تقدمه من أخبار، لكن الثِقل الحقيقي لكل صحيفة يتمثل في أمرين: أولهما فيما وراء الخبر، وثانيهما في كِبار الكُتَّاب الذين يُثرُون الصحيفة بكتاباتهم التي لها تأثير في الرأي العام، لأن معظم الأخبار أو بعضها تكون قاسمًا مشتركًا، لكن الذي يميز صحيفة عن الأخرى هو عمق التحليل للأحداث أو ما وراء الخبر.

مؤكدًا معاليه أننا في حاجة غاية الاحتياج إلى قضية معنى المعنى في فهم النصوص ومقاصد النصوص، وهذا ما تقوم عليه قضايا التجديد في فهم مقاصد النص، وليس الجمود عند ظاهر النص، وهذا ما يحتاجه الإعلام أيضًا في قراءة ما وراء الخبر، والصحفي البارع هو من يجيد التقاط هذا المعاني، فالإعلام والدعوة يحتاجان خبرات ومهارات خاصة ، ولا مجال فيهما لغير المؤهلين ، فهناك قواسم مشتركة بين الخطابة والإعلام أهمها دقة ما يقال.

كما أكد على أن إعلام الجماعات الإرهابية لا علاقة له بالمهنية بل هو محض أكاذيب ، وأن من لم يحصن نفسه بالاطلاع الدائم والتثقيف المستمر يتجاوزه الزمن.

وفي كلمته وجه علي حسن رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط الشكر لوزارة الأوقاف على ما تقوم به في مجال تصحيح الخطاب الديني والاهتمام بالشأن العام في مجمله وتوضيح الرؤية الشاملة بشأنه ، وهو ما يعكس دور العلماء في حماية الشباب من الانخراط والانسياق وراء الجماعات الهدامة، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف لها السبق في الاهتمام بالشأن العام وقضايا الوطن.

 أكد على حسن أن للإعلام دورًا كبيرًا في تزويد الناس بمصادر العلم والمعرفة ، والتأثير على أفراد المجتمع ، وفي إحداث أي تغيير في توجهات الرأي العام وترسيخ المبادئ الأساسية للمجتمع والحفاظ على قيمه وعاداته وتقاليده ونشر قيم الولاء والانتماء ، وهو بذلك يسهم في رفع الوعي لدى عموم الشعب وتنويرهم بأهمية المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، وبالتالي فإن للإعلام دور قومي هام في تشكيل الرأي العام وطرح قضايا وموضوعات يلتف حولها جموع المواطنين.

وأشار حسن إلى أن للإعلام دورًا بارزًا في ترسيخ أسس الوحدة الوطنية والتسامح الديني والسلام الاجتماعي، حيث تقوم وسائل الإعلام برفع الوعي للمواطنين بشأن المخاطر الداخلية والخارجية المحيطة بهم والتي تمُس أمننا القومي، وفي مقدمتها خطر الإرهاب الأسود الذي يستند إلى فكر تكفيري هدَّام يستبيح أرواح الأبرياء، وكذلك إبراز ما تزهو به مصر من وحدة وطنية وسلام اجتماعي، وعلاقات محبة وإخاء واحترام متبادل بين نسيج الوطن الواحد ، تلك اللُّحمة التي صارت بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها سائر المؤامرات.

محذرًا من الانجراف وراء الشائعات والأكاذيب أو التشكيك في الإنجازات الضخمة للدولة المصرية، والتأكيد على ضرورة الاصطفاف الوطني حول قائد مصر وجيشها العظيم وشرطتها الباسلة والذين كان لهم الدور البارز في الحفاظ على كيان الدولة، كما دعا إلى ضرورة الحرص على الحصول على الأخبار من مصادرها المسئولة.

وفي كلمته أعرب  وجدي زين الدين رئيس تحرير الوفد عن سعادته بثلاثة أمور، أولها دعوة لدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف له لحضور هذا اللقاء، مشيرًا إلى العلاقة التي يملؤها الود والحب والاحترام المتبادل بينهما، والثاني عنوان هذا اللقاء الذي له من الأهمية بمكان في هذا الوقت الراهن، والثالث انطلاق هذه الندوة من مقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لما يحمله هذا المكان من روح ورمزية وطنية.

مؤكدًا  أن مفهوم الأمن القومي يختلف من دولة لأخرى، لكن يتفق الجميع في أن الأمن القومي لكل دولة هو صد المخاطر التي تواجه الدولة ، والأمن القومي المصري هو جزء من الأمن العربي كما هو جزء من الأمن العالمي.

كما أوضح أن الإعلام له دور مؤثر في الأمن القومي ولا نستطيع بحال من الأحوال أن نفصل بين الإعلام والأمن القومي، وأن الحرية التي ننشدها هي الحرية المسئولة والمنضبطة، ولا معارضة بينها وبين بناء الدولة، بل إن الإعلام يجب أن يساعد في بناء الدولة والوعي المجتمعي، وأن المعارضة التي تنتهجها صحيفة الوفد هي المعارضة المسئولة التي تساعد في بناء وتقوية الدولة ، وأننا لا يمكن بحال أن نعارض الإنجازات الضخمة والاستقرار الأمني، وأن النَّيل من ثوابت الدولة خط أحمر ويجب أن يتصدى له الإعلام الرشيد.

كما أوضح أن ما يميز الشعب المصري أنه وطني بطبعه وبفطرته ، فعلى الإعلام أن يبرز وطنية وإنجازات هذا الشعب العظيم ويجب أن ينَمِّي في الناس روح الدفاع عن الثوابت الوطنية للدولة والعمل على ترسيخ قيم المواطنة واحترام القانون وقبول الرأي والرأي الآخر.

وفي كلمته قدَّم  محمد نوار رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام الشكر لوزير الأوقاف على دور الوزارة في المرحلة الراهنة ، الدور الذي افتقدناه منذ فترة كبيرة ، حيث أصبح لها دور مجتمعي ووطني ، مؤكدًا أن ما يقوم   الرئيس  عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية إنجاز غير مسبوق ، وأن معالي وزير الأوقاف استطاع أن يُصحح صورة ومهمة رجال الدين في المجتمع، كما غيَّر صورة رجل الدين التقليدي في مصر .

وأشار إلى أن صناعة الاستقرار من أهم الصناعات في الوقت الراهن ، والإعلام له دور مهم جدًا في صناعة الاستقرار ، مؤكدًا أن الإعلام صناعة ثقيلة تحتاج إلى خبرات كبيرة ، وأن وسائل الإعلام ينبغي أن تسابق الزمن في حماية الأمن القومي ، وهذا ما يعمل عليه سيادة الرئيس ، مؤكدًا أن الدولة تستعيد مكانتها بأسرع مما يُتصور وستواجه هذه التحديات الراهنة .

كما أشار إلى أن للإعلام دورًا هامًا في إبراز هذه الصورة الإيجابية ، وأن تطوير الخطاب الديني فيه دور كبير يقع على عاتق إذاعة القرآن الكريم ، كما أن وزارة الأوقاف تقوم بالدور المنوط بها من خلال الأئمة في المساجد ، موضحًا أن فكرة تدريب الأئمة في الهيئة الوطنية للإعلام ، فكرة خارقة وخارج الصندوق ، فدور الأئمة في المساجد دور إعلامي في المقام الأول ، كما أشاد سيادته بتجربة واعظات الأوقاف واصفًا إياها بأنها تجربة رائدة بدأت من مصر وستنطلق منها إلى كل الدنيا.

وفي ختام الندوة أهدى الوزير نسخة من كتاب الله (عز وجل) ، ونسخة من موسوعة الحضارة الإسلامية ، ونسخة من كتاب “هويتنا الواقية في زمن العولمة "ونسخة من كتاب “في رحاب فن المقال"، لكل من السادة الضيوف المحاضرين في الندوة، تقديرًا لمشاركتهم الكريمة وجهودهم الإعلامية والوطنية.