هل تعجز "الموسيقيين" أمام مطربي المهرجانات؟.. أزمة لم تنتهي منذ "بنت الجيران".. النقابة في حالة "لغبطيطا".. وزمن "حمو بيكا" لا يوقفه أحد
الخميس 24/سبتمبر/2020 - 11:12 م
ساءت الأحوال الفنية في مصر بالآونة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالموسيقى التي سيطر عليها طابع المهرجانات الشعبية، حتى أن كبار الفنانين بدأو يتجهون إلى هذا النمط في أغانيهم.
ورغم أن فن الموسيقى الشعبية يرجع إلى عصور قديمة، وبدأ ازدهاره على يد الفنان الراحل"محمد رشدي" صاحب الأغنية الشهيرة "كعب الغزال"، إلا أنه كان يتسم بالرقي والإبداع وقتها، ويختلف تماما عن المهرجانات التي لا نجرأ على القول بأنها تُمثل هذا النوع من الفن.
لا نعتبر أغاني المهرجانات سوى إنتاج مزعج، يصاحب معظمها انحطاط بالكلمات، وموسيقى صاخبة كل هدفها لفت الانتباه، حتى تجبر الجمهور على الاستماع إليها.
وتسببت بالفعل أغاني المهرجانات في تغيير الذوق العام للأسوء، فأصبح لها جمهور عريض، يستعد لسماع أي إنتاج من صُناع هذا النمط، بل ويدافع عن من يحاول إيقافهم.
وتكمن الكارثة في أن جمهور المهرجانات يضم فئة الشباب والأطفال، مما يعني أننا نواجه أزمة كبيرة في تربية الأطفال الذين يتأثرون بسماع كلمات تلك الأغاني، التي لا يصلح بعضها للسماع، فتفسد اخلاقهم، وأذواقهم منذ الصغر، ولكننا لا ننكر أن هناك ما يطيب من هذه الأغاني، فليس كلها مبتذل، وذات كلمات مسيئة، بل معظمها، وهي نوع فن جديد لا بأس به إذا أحسنا توظيفه.
الشكل الفني للمهرجانات
تعتمد موسيقى المهرجانات علي نوع موسيقى التكنو المختلطة بالراب، والتي تتم صناعتها عن طريق برامج إلكترونية مع إدخال صوت المغني، أما الكلمات يرتبط بعضها بالمناطق الشعبية في مصر، والامثال والمواويل المصرية المشهورة.
تاريخ أغاني المهرجانات
بدأت المهرجانات في أواخر عام 2007، وذاع صيتها مؤخراً في الفترة ما بين (2011 –2012)، ويعتبر كلاً من الدويتو "أوكا وأورتيجا"، وفريق "الدخلاوية" هم رواد هذا النمط، حيث ظهرت ملامح المهرجانات وانتشرت على أيديهم.
تطورها
ظهرت بعد ذلك موسيقى المهرجانات في كثير من الإعلانات التجارية علي شاشة التليفزيون، وتطورت صناعتها بتأليف الألحان والكلمات، ولاقت رواجاً لدى سائقي التاكسي والميكروباصات وأبناء الطبقات الفقيرة.
وسرعان ما انتشرت لدى كافة الطبقات الاجتماعية المصرية، ولم يعد يخلو زفاف أو حفل خطبة من أغاني المهرجانات، كما يصاحبها نوع من الرقص الشعبي الذي يتناسب مع الإيقاع الموسيقي الصاخب، الذي يؤديه الشباب والفتيات في المناسبات.
ثم ساء تقديم المهرجانات بصورة كبيرة مؤخراً، وتجرأ مطربيها على وضع كلمات غير لائقة، لا يصح وضعها بعمل فني محترم، وتعرضت لانتقادات كثيرة، كما لاقت تأييد من الكثيرين، فاختلفت الأراء حولها.
أزمة مطربي المهرجانات مع نقابة الموسيقيين
أصدر نقيب الموسيقيين هاني شاكر مؤخراً، قراراً بحظر التعامل مع مطربي المهرجانات الشعبية بشكل نهائي، وقام بإيقافهم عن الغناء.
وحدثت الأزمة عقب منح نقابة الموسيقيين عضويتها للمطرب حسن شاكوش، المشارك في مهرجان "بنت الجيران" مع المطرب عمر كمال، الذي صدر مؤخراً ولاقى رواجاً كبيراً بين الجميع، وجاء موقف هاني شاكر بسبب ما يحتويه المهرجان من كلمات بذيئة، مثل "هشرب خمور وحشيش".، فأصبح عمر كمال يعاني من الإيقاف، كما ينتظر شاكوش خطوة نقابة الموسيقيين، التي أُعلِنت قبل أيام عن مقاضاته؛ بسبب مشاركته في دويتو غنائي مع الفنان أحمد سعد.
أغاني المهرجانات لا تموت
لم يتوقفا كلاً من حسن شاكوش وعمر كمال عن الغناء رغم إعلان نقابة الموسيقيين عن قرارها بوقفهما، ونجاح جهودها في إيقاف الحفلات، فغادر شاكوش وكمال مصر، وتوجهوا إلى تونس لإحياء حفلاتهم الغنائية بها، بل وتم تكريمهما على مهرجان "بنت الجيران"، وحصد المهرجان الذي حقق ملايين المشاهدات، على لقب الأفضل.
ولا تزال ظاهرة المهرجانات مستمرة، ولم يتوقف مطربيها أمثال حسن شاكوش، وعمر كمال، وحمو بيكا، حيث يستخدمون المنصات الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالهم الغنائية، ويقيموا حفلات عديدة بالدول العربية.
ونجحوا بالفعل في الوصول لعدد هائل من المتابعين والجماهير، وكان آخر تلك المهرجانات التي أحدثت ضجة كبيرة مهرجان "لغبطيطا" لشاكوش وكمال، ومهرجان "اخواتي" لفريق "صواريخ" مع المطرب شحتة كاريكا.