الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

هل تعجز "الموسيقيين" أمام مطربي المهرجانات؟.. أزمة لم تنتهي منذ ‏‏"بنت الجيران".. النقابة في حالة "لغبطيطا".. وزمن "حمو بيكا" لا ‏يوقفه أحد

الخميس 24/سبتمبر/2020 - 11:12 م
أغاني المهرجانات
أغاني المهرجانات

ساءت الأحوال الفنية في مصر بالآونة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق ‏بالموسيقى التي سيطر عليها طابع المهرجانات الشعبية، حتى أن كبار ‏الفنانين بدأو يتجهون إلى هذا النمط في أغانيهم.‏

ورغم أن فن الموسيقى الشعبية يرجع إلى عصور قديمة، وبدأ ازدهاره ‏على يد الفنان الراحل"محمد رشدي" صاحب الأغنية الشهيرة "كعب ‏الغزال"، إلا أنه كان يتسم بالرقي والإبداع وقتها، ويختلف تماما عن ‏المهرجانات التي لا نجرأ على القول بأنها تُمثل هذا النوع من الفن.‏

لا نعتبر أغاني المهرجانات سوى إنتاج مزعج، يصاحب معظمها ‏انحطاط بالكلمات، وموسيقى صاخبة كل هدفها لفت الانتباه، حتى تجبر ‏الجمهور على الاستماع إليها.‏

وتسببت بالفعل أغاني المهرجانات في تغيير الذوق العام للأسوء، فأصبح ‏لها جمهور عريض، يستعد لسماع أي إنتاج من صُناع هذا النمط، بل ‏ويدافع عن من يحاول إيقافهم.‏

وتكمن الكارثة في أن جمهور المهرجانات يضم فئة الشباب والأطفال، ‏مما يعني أننا نواجه أزمة كبيرة في تربية الأطفال الذين يتأثرون بسماع ‏كلمات تلك الأغاني، التي لا يصلح بعضها للسماع، فتفسد اخلاقهم، ‏وأذواقهم منذ الصغر، ولكننا لا ننكر أن هناك ما يطيب من هذه الأغاني، فليس كلها مبتذل، ‏وذات كلمات مسيئة، بل معظمها، وهي نوع فن جديد لا بأس به إذا ‏أحسنا توظيفه.‏

الشكل الفني للمهرجانات ‏

تعتمد موسيقى المهرجانات علي نوع موسيقى التكنو المختلطة بالراب، ‏والتي تتم صناعتها عن طريق برامج إلكترونية مع إدخال صوت ‏المغني، أما الكلمات يرتبط بعضها بالمناطق الشعبية في مصر، والامثال ‏والمواويل المصرية المشهورة.‏

تاريخ أغاني المهرجانات



بدأت المهرجانات في أواخر عام 2007، وذاع صيتها مؤخراً في الفترة ‏ما بين (2011 –2012)، ويعتبر كلاً من الدويتو "أوكا وأورتيجا"، ‏وفريق "الدخلاوية" هم رواد هذا النمط، حيث ظهرت ملامح المهرجانات ‏وانتشرت على أيديهم.‏

تطورها

ظهرت بعد ذلك موسيقى المهرجانات في كثير من الإعلانات التجارية ‏علي شاشة التليفزيون، وتطورت صناعتها بتأليف الألحان والكلمات، ‏ولاقت رواجاً لدى سائقي التاكسي والميكروباصات وأبناء الطبقات ‏الفقيرة.‏

وسرعان ما انتشرت لدى كافة الطبقات الاجتماعية المصرية، ولم يعد ‏يخلو زفاف أو حفل خطبة من أغاني المهرجانات، كما يصاحبها نوع من ‏الرقص الشعبي الذي يتناسب مع الإيقاع الموسيقي الصاخب، الذي يؤديه ‏الشباب والفتيات في المناسبات. ‏

ثم ساء تقديم المهرجانات بصورة كبيرة مؤخراً، وتجرأ مطربيها على ‏وضع كلمات غير لائقة، لا يصح وضعها بعمل فني محترم، وتعرضت ‏لانتقادات كثيرة، كما لاقت تأييد من الكثيرين، فاختلفت الأراء حولها. ‏

أزمة مطربي المهرجانات مع نقابة الموسيقيين



أصدر نقيب الموسيقيين هاني شاكر مؤخراً، قراراً بحظر التعامل مع ‏مطربي المهرجانات الشعبية بشكل نهائي، وقام بإيقافهم عن الغناء. ‏

وحدثت الأزمة عقب منح نقابة الموسيقيين عضويتها للمطرب حسن ‏شاكوش، المشارك في مهرجان "بنت الجيران" مع المطرب عمر كمال، ‏الذي صدر مؤخراً ولاقى رواجاً كبيراً بين الجميع، وجاء موقف هاني ‏شاكر بسبب ما يحتويه المهرجان من كلمات بذيئة، مثل "هشرب خمور ‏وحشيش".، فأصبح عمر كمال يعاني من الإيقاف، كما ينتظر ‏شاكوش خطوة نقابة ‏الموسيقيين، التي أُعلِنت قبل أيام عن مقاضاته؛ ‏بسبب مشاركته في دويتو ‏غنائي مع الفنان أحمد سعد.‏

أغاني المهرجانات لا تموت



لم يتوقفا كلاً من حسن شاكوش وعمر كمال عن الغناء رغم إعلان نقابة ‏الموسيقيين عن قرارها بوقفهما، ونجاح جهودها في إيقاف الحفلات، ‏فغادر شاكوش وكمال مصر، وتوجهوا إلى تونس لإحياء حفلاتهم الغنائية ‏بها، بل وتم تكريمهما على مهرجان "بنت الجيران"، وحصد المهرجان ‏الذي حقق ملايين المشاهدات، على لقب الأفضل.‏

ولا تزال ظاهرة المهرجانات مستمرة، ولم يتوقف مطربيها أمثال حسن ‏شاكوش، وعمر كمال، وحمو بيكا، حيث يستخدمون المنصات ‏الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالهم الغنائية، ‏ويقيموا حفلات عديدة بالدول العربية. ‏

ونجحوا بالفعل في الوصول لعدد هائل من المتابعين والجماهير، وكان ‏آخر تلك المهرجانات التي أحدثت ضجة كبيرة مهرجان "لغبطيطا" ‏لشاكوش وكمال، ومهرجان "اخواتي" لفريق "صواريخ" مع المطرب ‏شحتة كاريكا.‏