الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

في ذكرى وفاته.. تعرف على ‏الجانب الإنساني بحياة خالد صالح ‏

الجمعة 25/سبتمبر/2020 - 08:27 م
خالد صالح
خالد صالح

تحل اليوم الذكرى السادسة لوفاة الفنان الراحل خالد صالح، الذي ترك لنا ‏إرثاً فنياً عظيماً، حيث قدم ما يقرب من 70 عملاً فنياً، منهم حوالي 16 ‏مسلسل، و32 فيلم، و5 مسرحيات، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات ‏الإذاعية.‏

واشتهر خالد صالح بإتقان أدوار الشر والجبروت، والأدوار المركبة، ‏ورغم ذلك كانت شخصيته الحقيقة تتسم بالطيبة، وحب الخير، والعطاء، ‏حيث قدم العديد من الأعمال الخيرية، وكانت حياته مليئة بالجانب ‏الإنساني، وتقديم المساعدة لكل من يحتاجها.‏

الأعمال الخيرية



حرص صالح في كل بلد زاره على زيارة أحد الجمعيات الخيرية، أو ‏مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة أو ماشابه حيث أنه اعتبر ذلك واجب ‏عليه أداءه، وسبق له زيارة مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال في دبي، ‏وترك مهرجان الشرق الأوسط للسينما، في أبوظبي لمدة 3 أيام، لكي ‏يشارك في حفل تدشين مستشفى سرطان الأطفال الجديد في السودان. ‏

وكان صالح ذات مرة ‏في طريقه للتصوير، فمر على مقهى بجوار أحد ‏المقابر، ووجد العمال يتناولون إفطارهم، فنزل من سيارته وتناول معهم ‏الفول والطعمية بكل تواضع، على الرغم من أنه كان يعاني من متاعب ‏صحية في القولون، وعندما ربح مبلغ 5 مليون جنيه بعد نزاعه مع شركة ‏دعاية وإعلان، طلب من مدير أعماله أن يتبرع بكل المبلغ لأكثر من ‏مستشفى.‏

واستنجد عمال بصالح كانوا يعملون في مطعم يملكه أخوه، وعندما تم ‏تسريحهم، ذهب الفنان إليهم جميعًا في بيوتهم، وأعطاهم راتبهم كاملاً، ‏بل وأكثر من ذلك، وعندما عاد أخوه من الأراضي المقدسة بالسعودية ‏حيث كان يؤدي الحج، أعادهم إلى عملهم. ‏

وتحدث الأديب تامر عبد رب النبي في تصريحات صحفية، عن ‏موقف ‏عايشه بنفسه مع الفنان الراحل، حين فوجئ بمكالمة منه، يسأله ‏عن أحد ‏العمال الذي كان يعمل لدى شقيقه، وترك العمل، واتصل به ‏ليشكو له ‏ظروفه. ‏

كما كشف المؤلف والسيناريست محمد نبوي موقف إنساني آخر لـ ‏‏"صالح" في تصريحات صحفية أيضاً، أن صالح توجه إلى البنك ليسحب ‏منه 40 ألف جنيه، وعندما تأخر السائق عليه، استقبل سيارة تاكسي، كان ‏قائدها رجلاً مسنًا، لم يتعرف عليه، فأدار معه حوارًا، وأخذ الرجل يشكو ‏له من أنه يقوم بإنفاق كل ما يتحصل عليه على علاج زوجته، وعمليات ‏الغسيل الكلوي التي تجريها، فنزل الفنان من التاكسي وترك له جميع ‏المبلغ الذي سحبه من البنك. ‏

أبرز أعماله



شارك خالد صالح في أول فيلم له "خلي الدماغ صاحي" وسط بطولة ‏جماعية، ولفت إليه الأنظار بشدة في فيلم "محامي خلع" عام 2002، ‏حيث ظهر في مشهد صغير بالفيلم في دور القاضي، لكنه أدى الدور ‏بشكل مبتكر ومتميز بشدة، وسرعان ما سطع نجمه بقوة، واشتهر بأداء ‏أدوار الشر والأدوار المعقدة‎.‎

وتأتي أشهر أعمال صالح السينمائية كالتالي: (تيتو، عمارة يعقوبيان، ‏ملاكي إسكندرية، عن العشق والهوى، ابن القنصل)، وأهم أفلامه على ‏اﻹطلاق كان فيلم "هي فوضى" من بطولته المطلقة، والذي تم إنتاجه عام ‏‏2007 من إخراج يوسف شاهين، وخالد يوسف.، وعن أهم أعماله التليفزيونية، قدم عدة مسلسلات لا تنسى مثل: (حلاوة ‏الروح – الريان - تاجر السعادة - بعد الفراق - سلطان الغرام).‏

وكان آخر عمل يشارك فيه خالد صالح قبل وفاته هو فيلم "الجزيرة 2" ‏في عام 2014، استكمالاً للجزأ الأول من فيلم "الجزيرة"، من بطولته ‏برفقة الفنان أحمد السقا، وعُرض الفيلم بعد وفاته.‏

وفاته



أصيب صالح منذ حوالي 24 عاماً بآلام حادة في قلبه، وعرف حقيقة ‏مرضه حيث شخص بمرض وراثي في القلب وأن قلبه عليل لا يقوى ‏على تحمل أي أعباء أو مجهود، ولكنه لم يستسلم وخضع لجراحة ناجحة ‏منذ سنوات.‏

ثم تعرض لأزمة قلبية نتيجة الإجهاد الشديد، الذي بذله أثناء تصوير ‏مسلسله "موعد مع الوحوش"، وتعرض لآلام حادة في منطقة الصدر، ‏أثناء تصوير مسلسله الأخير "حلاوة الروح". ‏

حاول صالح إخفاء تعرضه لبعض المتاعب الصحية التي دخل على أثرها ‏مركز أمراض القلب، لكن الأطباء أخبروه بضرورة خضوعه لعملية قلب ‏مفتوح لتغيير شريان وصمام في القلب، فخضع لها في سبتمبر عام ‏‏2014، إلى تغيير صمام بالقلب، حيث أجريت له العملية في مركز القلب ‏بأسوان، وأجرها له جراح القلب العالمي، الدكتور مجدي يعقوب‎.‎

ورغم ذلك، توفي صالح فجر الخميس عن عمر يناهز 50 عاماً بعد ‏تدهور حالته الصحية أثر إجرائه العملية؛  وشيع جثمانه ‏فجر الجمعة من مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة‎.، في عام 2014.