في ذكرى وفاته.. تعرف على الجانب الإنساني بحياة خالد صالح
الجمعة 25/سبتمبر/2020 - 08:27 م
تحل اليوم الذكرى السادسة لوفاة الفنان الراحل خالد صالح، الذي ترك لنا إرثاً فنياً عظيماً، حيث قدم ما يقرب من 70 عملاً فنياً، منهم حوالي 16 مسلسل، و32 فيلم، و5 مسرحيات، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات الإذاعية.
واشتهر خالد صالح بإتقان أدوار الشر والجبروت، والأدوار المركبة، ورغم ذلك كانت شخصيته الحقيقة تتسم بالطيبة، وحب الخير، والعطاء، حيث قدم العديد من الأعمال الخيرية، وكانت حياته مليئة بالجانب الإنساني، وتقديم المساعدة لكل من يحتاجها.
الأعمال الخيرية
حرص صالح في كل بلد زاره على زيارة أحد الجمعيات الخيرية، أو مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة أو ماشابه حيث أنه اعتبر ذلك واجب عليه أداءه، وسبق له زيارة مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال في دبي، وترك مهرجان الشرق الأوسط للسينما، في أبوظبي لمدة 3 أيام، لكي يشارك في حفل تدشين مستشفى سرطان الأطفال الجديد في السودان.
وكان صالح ذات مرة في طريقه للتصوير، فمر على مقهى بجوار أحد المقابر، ووجد العمال يتناولون إفطارهم، فنزل من سيارته وتناول معهم الفول والطعمية بكل تواضع، على الرغم من أنه كان يعاني من متاعب صحية في القولون، وعندما ربح مبلغ 5 مليون جنيه بعد نزاعه مع شركة دعاية وإعلان، طلب من مدير أعماله أن يتبرع بكل المبلغ لأكثر من مستشفى.
واستنجد عمال بصالح كانوا يعملون في مطعم يملكه أخوه، وعندما تم تسريحهم، ذهب الفنان إليهم جميعًا في بيوتهم، وأعطاهم راتبهم كاملاً، بل وأكثر من ذلك، وعندما عاد أخوه من الأراضي المقدسة بالسعودية حيث كان يؤدي الحج، أعادهم إلى عملهم.
وتحدث الأديب تامر عبد رب النبي في تصريحات صحفية، عن موقف عايشه بنفسه مع الفنان الراحل، حين فوجئ بمكالمة منه، يسأله عن أحد العمال الذي كان يعمل لدى شقيقه، وترك العمل، واتصل به ليشكو له ظروفه.
كما كشف المؤلف والسيناريست محمد نبوي موقف إنساني آخر لـ "صالح" في تصريحات صحفية أيضاً، أن صالح توجه إلى البنك ليسحب منه 40 ألف جنيه، وعندما تأخر السائق عليه، استقبل سيارة تاكسي، كان قائدها رجلاً مسنًا، لم يتعرف عليه، فأدار معه حوارًا، وأخذ الرجل يشكو له من أنه يقوم بإنفاق كل ما يتحصل عليه على علاج زوجته، وعمليات الغسيل الكلوي التي تجريها، فنزل الفنان من التاكسي وترك له جميع المبلغ الذي سحبه من البنك.
أبرز أعماله
شارك خالد صالح في أول فيلم له "خلي الدماغ صاحي" وسط بطولة جماعية، ولفت إليه الأنظار بشدة في فيلم "محامي خلع" عام 2002، حيث ظهر في مشهد صغير بالفيلم في دور القاضي، لكنه أدى الدور بشكل مبتكر ومتميز بشدة، وسرعان ما سطع نجمه بقوة، واشتهر بأداء أدوار الشر والأدوار المعقدة.
وتأتي أشهر أعمال صالح السينمائية كالتالي: (تيتو، عمارة يعقوبيان، ملاكي إسكندرية، عن العشق والهوى، ابن القنصل)، وأهم أفلامه على اﻹطلاق كان فيلم "هي فوضى" من بطولته المطلقة، والذي تم إنتاجه عام 2007 من إخراج يوسف شاهين، وخالد يوسف.، وعن أهم أعماله التليفزيونية، قدم عدة مسلسلات لا تنسى مثل: (حلاوة الروح – الريان - تاجر السعادة - بعد الفراق - سلطان الغرام).
وكان آخر عمل يشارك فيه خالد صالح قبل وفاته هو فيلم "الجزيرة 2" في عام 2014، استكمالاً للجزأ الأول من فيلم "الجزيرة"، من بطولته برفقة الفنان أحمد السقا، وعُرض الفيلم بعد وفاته.
وفاته
أصيب صالح منذ حوالي 24 عاماً بآلام حادة في قلبه، وعرف حقيقة مرضه حيث شخص بمرض وراثي في القلب وأن قلبه عليل لا يقوى على تحمل أي أعباء أو مجهود، ولكنه لم يستسلم وخضع لجراحة ناجحة منذ سنوات.
ثم تعرض لأزمة قلبية نتيجة الإجهاد الشديد، الذي بذله أثناء تصوير مسلسله "موعد مع الوحوش"، وتعرض لآلام حادة في منطقة الصدر، أثناء تصوير مسلسله الأخير "حلاوة الروح".
حاول صالح إخفاء تعرضه لبعض المتاعب الصحية التي دخل على أثرها مركز أمراض القلب، لكن الأطباء أخبروه بضرورة خضوعه لعملية قلب مفتوح لتغيير شريان وصمام في القلب، فخضع لها في سبتمبر عام 2014، إلى تغيير صمام بالقلب، حيث أجريت له العملية في مركز القلب بأسوان، وأجرها له جراح القلب العالمي، الدكتور مجدي يعقوب.
ورغم ذلك، توفي صالح فجر الخميس عن عمر يناهز 50 عاماً بعد تدهور حالته الصحية أثر إجرائه العملية؛ وشيع جثمانه فجر الجمعة من مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة.، في عام 2014.