الحكومة الجزائرية تطالب فرنسا مجددا بالاعتراف بجرائمها الاستعمارية
الإثنين 08/فبراير/2021 - 09:45 م
جدّدت الحكومة الجزائرية على لسان المتحدث باسمها عمّار بلحيمر، مطالبتها فرنسا بالاعتراف "بجرائمها" الاستعمارية، بعد نشر تقرير المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا حول مصالحة الذاكرة بين البلدين .
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية "AFP" عن بلحيمر، في حوار مع صحيفة المساء الجزائرية الحكومية، إن المقاومة التي تأتي من فرنسا في عدم الاعتراف بجرائمها، لها أسبابها المعروفة من قبل أصحاب الحنين إلى الماضي الاستعماري ووهم الجزائر الفرنسية.
وقال المتحدث بإسم الحكومة الجزائرية، أن المجرم عادة يعمل المستحيل لتفادي الاعتراف بجرائمه، إلا أن سياسة الهروب إلى الأمام هذه لا يمكن أن تطول، وحيّا بلحيمر، العمل والاتصالات التي انطلقت بين الطرفين، باسترجاع جماجم الشهداء" الذين قتلوا في بداية الاحتلال الفرنسي في القرن التاسع عشر، لكنه اعتبر أن العمل، يبقى متواصلا لافتكاك المزيد من الإنجازات وتحقيق الإنجاز المعنوي الأهم وهو الاعتراف بجرائم فرنسا الاستعمارية.
فى المقابل، لم يصدر أي رد فعل من الرئيس عبد المجيد تبون الموجود في ألمانيا للعلاج من مضاعفات إصابته بكوفيد-19 أو من مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي الذي يفترض انه قام بعمل مواز مع نظيره بنجامان ستورا.
ورفضت المنظمة الوطنية للمجاهدين "محاربو حرب التحرير الجزائرية"، رفضت التقرير لأنه تغاضى عن الحديث عن الجرائم المتعددة التي ارتكبتها الدولة الفرنسية، باعتراف الفرنسيين أنفسهم.
وكان الرئيس الفرنسى، "إيمانويل ماكرون" قد كلف "بنجامان ستورا"، أحد أبرز الخبراء المتخصصين بتاريخ الجزائر الحديث، في يوليو الماضى، بإعداد تقرير دقيق ومنصف حول ما أنجزته فرنسا حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر، والتى انتهت عام 1962، وما زالت حلقة مؤلمة للغاية في ذاكرة عائلات ملايين من الفرنسيين والجزائريين.
وما زال تقرير المؤرخ الفرنسي الذي قدمه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 20 يناير، يثير الكثير من الجدل والانتقادات في وسائل الإعلام وبين المؤرخين في فرنسا والجزائر.
ورفض ستورا الاتهامات التي وجهها اليه جزائريون حول دعوته إلى عدم اعتذار فرنسا عن 132 سنة من الاستعمار للجزائر، حيث قال: "لقد قلت وكتبت في تقريري أنني لا أرى مانعا من تقديم اعتذارات من فرنسا للجزائر على المجازر المرتكبة".
وكان ماكرون قد وعد باتخاذ خطوات رمزية، لمحاولة المصالحة بين البلدين، لكنه استبعد تقديم الاعتذارات التى تنتظرها الجزائر.