سهير البابلي أسطورة الضحك التي أضحكت الملايين وبكت أمام الكعبة

إمبراطورة الكوميديا، أول فنانة كوميدية تحتل أدوار البطولة في السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون.

ابتسامتها العريضة، شموخها على المسرح، تلقائيتها التي تفوق الجميع.. كل هذا جعل منها سيدة الكوميديا الأولى بلا منازع. 

فمن منا ينسى أو يستطيع أن ينسى بكيزة هانم الدرملي أو سكينة أو أبلة عفت في مدرسة المشاغبين أو الدخول بالملابس الرسمية أو حتى دورها الصغير مع العندليب عبد الحليم حافظ في فيلم {يوم من عمري}.

سهير حلمي محمود البابلي مواليد مدينة دمياط 14 فبراير 1935 

بدأت حياتها الفنية من خلال مسرح التليفزيون في أدوار ميلودراما ولغة عربية فصحى حتى رأى فيها عبد المنعم مدبولي ممثلة كوميدية ونجح ظنه فقدمها في مسرحيات كوميدية بأدوار صغيرة ونجحت نجاحًا فاق كل التوقعات حتى توقعات مدبولي نفسه، إلى أن جاء دورها الأهم في مسرحية {نرجس} مع حسن عابدين وأصبحت هذه المسرحية شهادة الميلاد الفنية لسهير البابلي. 

قدمت أدوارًا صغيرة في السينما المصرية في مطلع الستينات مثل أفلام "أيام الحب وعندما نحب والمرأة المجهولة ووفاء للأبد وجناب السفير".

إلى أن جاء دورها صغير الحجم كبير القيمة عندما قال لها المخرج عاطف سالم: "عايزك معايا هتقفي قدام عبد الحليم حافظ"، طارت من الفرح وذهبت للأستوديو وهي تظن أنها البطلة أمام عبد الحليم حافظ فكانت المفاجأة أن البطلة زبيدة ثروت وأن دور سهير هو دور ثان فبكت وحزنت جداً بل كانت صدمة لها فقال لها عبد الحليم حافظ: "ما تزعليش بكرا الدور الصغير دا يكون وش السعد عليكِ"، وقد كان، أحبها منير مراد الموسيقار والملحن الكبير شقيق ليلى مراد والذي قام بتلحين أغنية "جد ولعب وحب" مع عبد الحليم حافظ فاشترطت على الزواج منه إشهار إسلامه وقد كان.

وقفت سهير البابلي منفردة على المسرح في بطولات مطلقة كممثلة كوميدية في الوقت الذي يعد وقوف الفنانات على المسرح كبطلات منحصر على سميحة أيوب وسناء جميل ومحسنة توفيق.

 

فكانت أول ممثلة كوميدية في تاريخ المسرح العربي يكتب لها خصيصاً مسرحيات خاصة بعد نجاحها الأسطوري في مسرحية "مدرسة المشاغبين".

ومن أبرز أعمالها المسرحية 

الدخول بالملابس الرسمية وع الرصيف وريا وسكينة والعالمة باشا.

أما أعمالها التليفزيونية فكانت أشهر وأهم أدوارها في مسلسل "بكيزة وزغلول" مع إسعاد يونس الذي نجح نجاحاً منقطع النظير فقامت بعمله فيلمًا سينمائيًا "ليلة القبض على بكيزة وزغلول".

كانت آخر أعمالها مسرحية "عطية الإرهابية" و التي تركتها بعد أسبوعين فقط وقررت الاعتزال وارتداء الحجاب وأثار اعتزالها وحجابها ضجة كبيرة في الرأي العام.

تركت عرش النجومية والشهرة واكتفت بعلاقتها مع الله سبحانه وتعالى فسافرت لأداء العمرة وسجدت أمام الكعبة المشرفة تدعو الله أن يكرهها في المسرح وألا تصعد على خشبة المسرح من جديد وكانت تبكي كما وصفت في حديث صحفي لها. 

وعندما ذهبت للشيخ الشعراوي مع نورا قال لها: "انتم أحسن مننا"، فتعجبت من هذه الجملة فقال لها: "انتم سيبتم المجد والشهرة والمال والفخفخة علشان خاطر ربنا إنما إحنا ما سيبناش حاجة إحنا اتولدنا واتربينا كدا ما اتحطناش في اختبار و اختيار زيكم".

بكت سهير البابلي من هذا الكلام الذي أثلج صدرها وهون عليها حملات التشويه ضدها والقضايا المرفوعة عليها من جلال الشرقاوي مخرج مسرحيتها الأخيرة التي تركتها واعتزلت. 

قامت بأداء فريضة الحج مع شادية ونورا وشهيرة ومحمود ياسين ونور الشريف وبوسي. 

وهي باستمرار تقوم بزيارة بيت الله الحرام سنوياً برفقة ابنتها الوحيدة نيفين وقامت بحفظ القرآن الكريم وهي في المسجد النبوي الشريف كما أوضحت.

تركت الفن في قمة مجدها وعطائها ولم تترك أصدقاءها المقربين، مثل يسرا وإسعاد يونس ونورا.

وفي عام 2006 عادت إلى التمثيل من خلال مسلسل قلب حبيبة ولم تسعد بهذه العودة فلم تكررها.

تزوجت سهير البابلي خمس مرات كان أولها من محمود النوري الذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة نيفين، ثم المطرب والملحن منير مراد، وتاجر المجوهرات أشرف السرجاني الذي توفي لتتزوج بعده من رجل الأعمال محمود غنيم كما تزوجت من الممثل أحمد خليل.

متعها الله بالصحة والعافية.