بشارة واكيم.. رفض منحة دراسية فى "السوربون".. ومات محتضناً "الريحانى"
السبت 06/مارس/2021 - 02:52 م
هو صاحب أخف دم و روح و حضور بين كل نجوم الضحك فى تاريخ السينما المصرية بل و يعد الأب الروحى للكوميديا بعد الريحانى.. نراه فى أفلامنا الأبيض و الأسود يملئ الفيلم بهجه و سرور بدون مجهود منه هو فقط يظهر على الشاشة وتظهر معه البهجه والإبتسامة.
هو بشارة إلياس واكيم من مواليد 5 مارس 1890 حى الفجالة بالقاهرة.. ابن الذوات والده من أكبر تجار الأقمشة فى مصر ولبنان وسوريا.. تخرج من مدارس الفرير وتعلم الفرنسية بطلاقة حتى أنه كان يهوى نظم الشعر الفرنسى.
ومن أجل حبه وصداقته لأصدقائه فى المدرسة أحب أن يدرس الدين الإسلامى ويحفظ القرآن الكريم معهم فحفظه بالكامل وأصبح فصيحاً بليغاً فى قواعد اللغه العربيه، وكان يقول "أى إنسان عربى لم يدرس ويحفظ القرآن الكريم
مش محسوب على العرب و العروبة".
تخرج من كلية الحقوق بإمتياز مما أهلًه ذلك لمنَحه منحِة دراسية بجامعة السوربون بفرنسا للحصول على الدكتوراه، ولكن عشقه للفن جعله يرفض هذه المنحه ويقرر البقاء فى مصر فانضم لفرقة المحامى عبد الرحمن رشدى المسرحية، فلما علمت أسرته بذلك طردته من البيت وألقت عليه "الزباله"، فنام فى كواليس المسرح وظل يتنقل من فرقة إلى أخرى حتى وصل لفرقة نجيب الريحانى الذى كون شخصيته الفنيه كما نراها .
خفيف الظل المرح بطربوشه وبدلته ورابطة كرافتته وقفشاته التى لا تنسى وإتقانه للهجه الشامية، مما جعل الكل يعتقد أنه من الشوام وليس مصرى حتى أن أحد المخرجين أراده فى فيلم فبعث للسفارة المصرية فى لبنان لترسل له عنوانه فلم تعثر عليه إلى أن رأه صدفه فى "إستديو مصر" وقال له "فينك يا خواجه بشاره أنا دايخ عليك فى لبنان".. ثم رد عليه "إسأل عليا فى الفجاله الصغير قبل الكبير كان دلك عليا".
بدأ حياته الفنية على المسرح وإلى أن بدأت السينما فكان من أوائل الفنانين فى السينما فقدم أروع أفلام الكوميديا والمرح وخفة الظل بدون إستظراف أو إستخفاف.
فكان الباشا أبو دم خفيف فى أفلام "ليلى بنت الفقراء - ليلى بنت الأغنياء - بنت ذوات - قضية اليوم - أحب الغلط - قلبى دليلى".
والفقير إبن البلد فى أفلام "لو كنت غنى - طاقية الإخفاء - غنى حرب - مجد و دموع - قبلنى يا أبى - الآنسة بوسه - العقل فى أجازة"
إلى جانب أدواره الهامه فى أفلام "لعبة الست - كدب فى كدب - تحيا الستات - ليلة الجمعة - حسن وحسن - المغنى المجهول - حياة حائرة - الماضى المجهول - غرام وإنتقام - إنتصار الشباب".
عزف عن الزواج بعد ما فشل فى حبه الأول ثم تقدم لخطبة الفنانة مارى منيب ورفضته ثم ما لبث أن قرر ألا يتزوج خوفاً من دعوة أمه عليه.. "ربنا يبتليك بواحدة توريك النجوم فى عز الضهر"، وقرر أن يعيش مع أخته الأرملة مع أولادها الثلاثة بنات ليراعهم و يتكفل بهم وقد كان .
وعندما علم بوفاة صديق عمره نجيب الريحانى فى يونيو 1949، جاء من تشييع جنازته وقد تغيرت ملامحه تماماً ورفض العمل فلم يعمل فى هذا العام إلا فيلم واحد فقط، وكان قبل وفاة "الريحانى" ولكن بعد وفاته لم يقف أمام الكاميرا وعزف عن الحياة يرفض حتى مقابلة زملائه إلا بديع خيرى إلى أن رحل فى 30 نوفمبر فى نفس العام 1949 .
ودخلت عليه أخته فى غرفة نومه وجدته باكياً محتضنا صورة نجيب الريحانى.