الدكتورة سهير الفيل: الفارابي أول مَن صاغ الفلسفة الإسلامية في ثوبها الكامل
الإثنين 15/مارس/2021 - 12:35 م
قالت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن المؤتمر يحمل تهنئة ضمنية واحتفالًا بالمرأة في شهرها بوجود ثلاث من السيدات الأزهريات في مؤتمر خاص بالفلسفة يشاركن فيه بالعمل في اللجنة العلمية للمؤتمر، مضيفة أن هذا المؤتمر يطل على العالم بقياداته الأزهرية المنفتحة فكريًا ليدحض الافتراض الخاطىء لدى كثير من الناس بأنه ليس هناك إسهام للمرأة في مجال الفكر الفلسفي، وقول مغلوط مفاده أن كل الفلاسفة من الرجال وليس هناك امرأة فيلسوفة، ويبنون على هذه المقدمات المغلوطة نتائج خاطئة تروج لمفاهيم تقلل من شأن التفكير العقلاني عند المرأة والذي يعد التفكير الفلسفي شكلًا من أشكاله، ليأتي تفوق العديد من النماذج النسائية في العديد من المجالات ليدحض هذه التهمة لما لهن من باع كبير على مر العصور وفي كل الحضارات.
من جانبها أوضحت الدكتورة سونيا الهلباوي، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الحديث عن جوانب التراث المضيئة التي تخاطب عقل الإنسان ووجدانه، وتجمع ما فرقته الاختلافات الفرعية لمن واجبات وقتنا الحالي، ومن ثم توجهت هذه الجهود المباركة نحو المفكر الموسوعي أبو نصر الفارابي الذي استحق بما قدمه للفكر الإنساني لقب المعلم الثاني، ليس لأنه استطاع وبمنهجية نادرة أن يزيل هذا الحاجز الأيدولوجي الذي يعزل الدين عن الفكر الفلسفي، ولكن لأنه وجه الأذهان المتنافرة إلى مصدر واحد للمعرفة يمكن الوصول إليه بطرائق متعددة حسب الوجهة المعرفية والسلوكية، فجاء منهج الفارابي العام محاولة صريحة للتوفيق والمقاربة المعرفية بين العقل والإيمان، بين الفهم والاعتقاد.
وفي ذات السياق أوضحت الدكتورة سهير الفيل، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الفارابي هو أول مَن صاغ الفلسفة الإسلامية في ثوبها الكامل، ووضع أصولها ومبادئها، وأدخل مسألة التوفيق بين العقل والنقل في بنائه الفلسفي، وقد كانت من المسائل الجديدة على الفكر الإسلامي، ولايقف فضل الفارابي عند تفسيره وشروحه للمُصَنفات الأرسطية، ولا عند التمهيد للنهضة الفلسفية في الإسلام، بل بما لديه من أنظار إبداعية، ومُصنفات في الحكمة العلمية والعملية عميقة سامية، كما تعد فلسفته من الفلسفات ذات المعالم الواضحة، والأهداف المحددة، تترابط أجزاؤها ببعضها البعض إرتباطًا وثيقًا بحيث تبدو منسجمة متناسقة، كل ذلك جعل الفارابي يحظى بلقب" المعلم الثاني".
ويهدف المؤتمر إلى تعميق صلة الأجيال الحاضرة بعلمائهم ورموزهم لإدراك ما قدموه لتاريخ الإنسانية وما يمكن أن يقدمه حاضرهم قياسًا على ما قدمه ماضيهم خصوصًا أنه ماض يضرب بجذور عميقة في التاريخ الإنساني وله أبعاد متنوعة أثرت تأثيرًا إيجابيًا في الحضارة الإنسانية.
ويستمر المؤتمر، الذي تنظِّمه الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع سفارة دولة كازاخستان، على مدار يومين بمشيخة الأزهر، بمشاركة شخصيات دولية، عبر تقنية «فيديو كونفرانس»، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، واهتمامه بالرموز العلمية والفكرية للأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل وعلى امتداد رقعتها الجغرافية، وتعدد أعراقها التي يجمع بينها الإسلام.