الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

"اشتباك شرس" و"اتهامات متبادلة" في مناظرة ترامب وبايدن

الأربعاء 30/سبتمبر/2020 - 01:08 م
بايدن
بايدن

شهدت الولايات المتحدة الامريكية شهوراً من الأحداث المتفرقة في الحملات الانتخابية، تحت سيطرة فريق من موظفي الحملات التى تديرها بإحكام لكن كل ذلك قد انتهى مع الحظات الاولى التى بدأت فيها المناظرة وخيم عليها التوتر والأعصاب وتبادل الاتهامات بالكذب بينهما.

وكانت حملة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب في وقت سابق اصدرت قبل الانطلاق للمناظره التى كان ينتظرها ملايين الامريكين قائمة بمجموعة من الاسئلة التى  يجب أن يجيب عليها جو بايدن في المناظرة".

وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن السؤال الأول، موجه إلى هانتر بايدن والتحويل البنكي البالغ 3.5 مليون دولار الذي تلقاه من ملياردير روسي عندما كان والده نائباً للرئيس في عام 2014، وهو ادعاء ورد في تقرير جمهوري لمجلس الشيوخ صدر مؤخرًا.

كان بايدن يستعد لهذه الهجمات، وفقًا لشخص مطلع على استعداد الحملة نقلت عنه مجلة بوليتيكو، وفقًا لفحص الحقائق الذي أجرته وكالة أسوشييتد برس في يوليو، أظهر مقطع الفيديو هذا عام 1985 بايدن يستخدم الكلمة أثناء قراءة بيان عنصري أدلى به أحد مشرعي الولاية خلال عملية إعادة تقسيم الدوائر في لويزيانا، وكان بايدن يستجوب المرشح تحت القسم حول التعليقات.

يمكن أن توفر القائمة نظرة ثاقبة على لهجة ومضمون ما كانت حملة ترامب تستعد للمناظرة الأولى. فيما يلي نسخة مختصرة من بعض الموضوعات والأسئلة الرئيسية.

قيل إن بايدن بدأ في جامعة ولاية ديلاوير، بينما تقول الجامعة إنه ليس لديها سجل بذلك، لماذا لم يقدم بايدن ترشيحات لمنصب قاضية المحكمة العليا؟.. هل سيوافق بايدن على اقتراحات الديمقراطيين بإضافة المزيد من القضاة إلى المحكمة العليا؟.. هل سيقوم بايدن برفع الضرائب وما الذى كان سيقوم به بشكل مختلف عن الاقتصاد؟.. لماذا أخذ شهرين للموافقة على حظر سفر ترامب إلى الصين؟.

واصلت حملة ترامب توجيه أسئلتها إلى بايدن وقالت، هل يتغاضى بايدن عن تبرع موظفي حملته بالمال لصندوق مينيسوتا للحرية ، الذي أنقذ أحد المشاغبين الذي زُعم لاحقًا أنه أطلق النار على ضابط شرطة؟.. هل يجب أن يتلقى الأشخاص غير المسجلين مزايا الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي؟.. هل يدعم بايدن أي قيود على الإجهاض؟.

وفى البداية، أكد منسق المناظرة كريس والاس، أن الأسئلة والقضايا التى ستناقشها المناظرة لم يتم إطلاع المرشحين لانتخابات الرئاسة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب والمرشح الديمقراطى، جو بايدن عليها، مطالبا الجمهور بعدم الهتاف أو تأييد أو رفض ما يقوله المرشحان.

وطرح والاس أول سؤال على المرشحين حول قاضية المحكمة العليا الأمريكية، إيمى كونى باريت، وعندما زعم ترامب أن بايدن يريد دفع البلاد نحو "الطب الاشتراكي" ، أكد الديمقراطي أنه ليس اشتراكيًا.

ورد بايدن على هجمات ترامب الأوسع ضد الديمقراطيين بقوله: "أنا الحزب الديمقراطي الآن، ومؤكدا أن إضافة إيمى كونى باريت إلى المحكمة العليا كانت طريقته في الوفاء بهذا الوعد، وكان بايدن حريصًا على التمييز بين معارضته للآثار السياسية المحتملة لتأكيد باريت ونظرته إليها كقانونية ، قائلاً "إنها تبدو كشخص جيد جدًا".

وانتقل كريس والاس، إلى السؤال الثانى، وهو عن وباء كورونا وجهود كل منهما في التصدي للوباء، ولماذا على الأمريكيين أن يثقوا في كل منهما بدلا من الأخر؟، ليقول ترامب إنه إذا ترك الأمر لمنافسه بايدن كان سيموت الملايين لأنه لم يكن ليغلق البلاد حفاظا على الأرواح واستشهد بما قاله طبيب البيت الأبيض انتوني فاوتشي أنه قام بالأمر الصحيح، وأضاف أنه قام بتوفير الأجهزة وكل ما احتاجته المستشفيات لعلاج المرضي، وهاجم ترامب منافسه بايدن قائلا: "لقد كان الوضع كارثي تحت إدارتك خلال أزمة H1N1" المعروفة بانفلونزا الخنازير.

من جانبه، انتقد بايدن استجابة ترامب لوباء الفيروس التاجى، مشيرًا إلى أن البلاد لا تزال تسجل حوالي 40 ألف حالة جديدة يوميًا، وفي إشارة إلى تعليقات ترامب لبوب وودوارد بأنه قلل من خطورة الفيروس لتجنب إثارة الذعر ، قال بايدن لأمريكا: "لا داعي للذعر، لقد أصابني الذعر"، وأضاف ساخرا ان ترامب قال للناس احقنوا نفسكم بالمطهرات وقاطعه ترامب "انتم تعلمون ان الامر كان مزحة".

وبعد مقاطعة سأل والاس كل من الرئيس ترامب ومنافسه بايدن عن إعادة فتح الاقتصاد وفعالية ارتداء أقنعة الوجهـ قال بايدن مهاجما ترامب: ليس لديه خطة ولا يعرف ماذا يفعل، وألقى باللوم على ترامب وإدارته فيما يتعلق بأعداد الوفيات بسبب كورونا، ورد ترامب، قائلا: "خطتى فعالة وأنقذت الملايين بشهادة الحكام الديموقراطيين".

وقاطعهما والاس، قائلا، إن إدارة ترامب دائما ما زعمت أن لقاح كورونا على وشك الحصول على موافقة، ليرد ترامب: "من المتوقع أن يكون لدينا لقاح قبل الأول من نوفمبر والجيش جاهز لإيصاله للمواطنين"، وبعد أن انتقد بايدن رد فعل ترامب على جائحة فيروس كورونا، رد الرئيس ساخرا من قلة معلومات خصمه، قائلا: "لا يوجد شىء ذكي فيك يا جو".

وخلال جزء مطول من السباق، تقاتل الاثنان حول من سيتعامل مع قضايا العرق، وبلغت ذروتها في وصف بايدن ترامب بأنه عنصري، فيما قال جو بايدن، إن الرئيس ترامب يحاول تحويل كل شيء إلى عنصرية الليلة، مؤكدا أن الرئيس لم يفعل شيئًا تقريبًا" للأمريكيين الأفارقة خلال فترة رئاسته.

وعند سؤاله عن سبب كونه أفضل في معالجة قضايا العرق، هاجم بايدن ترامب لأنه راوغ في التجمع اليميني العنصري في شارلوتسفيل عام 2017 بالرد على الاحتجاجات وحقيقة أن المتظاهرين خارج البيت الأبيض قد نُقلوا بالقوة في وقت سابق من هذا العام، حتى يتمكن الرئيس أن يمشى إلى كنيسة قريبة، وتابع بايدن: "هذا رئيس يستخدم كل شيء لمحاولة إثارة الكراهية العنصرية والانقسام، وهذا الرجل لم يفعل شيئًا تقريبًا للأمريكيين السود.

وتحول النقاش نحو تغير المناخ، حيث سأل الوسيط كريس والاس المرشحين عن حرائق الغابات المدمرة الأخيرة على طول الساحل الغربي، فألقى ترامب باللوم في الحرائق على سوء إدارة الغابات، على الرغم من أن خبراء المناخ يقولون إن الحرائق ناتجة بشكل أساسي عن مستويات قياسية من الجفاف والحرارة، والتي تُعزى إلى تغير المناخ.

وعندما سئل عما إذا كان يدعم الصفقة الخضراء الجديدة، قال بايدن إنه لم يفعل ذلك لأنه لديه خطته الخاصة بالمناخ، قائلا: "أؤيد الخطة التي طرحتها، والتي تختلف عما يسميه بالصفقة الخضراء الجديدة المتطرفة وأن خطتى المناخية ستدفع تكاليفها بسبب الإيرادات التي ستدرها.

وركز الجزء الأخير من المناظرة على نزاهة الانتخابات،  ليؤكد المرشح الديمقراطى، جو بايدن خلال  إجابته على تشجيع الأمريكيين على التصويت، قائلا "أنزلوا وصوتوا، وستحدد أصواتكم نتيجة هذه الانتخابات، عليكم أن تصوتوا بأى طريقة مناسبة لكم سواء عن طريق البريد أو عن طريق الذهاب إلى لجان الاقتراع ، سواء مبكرا أو يوم الانتخابات، المهم أن تصوتون".

وأشار بايدن إلى هجمات ترامب على التصويت عبر البريد، والتي ادعى الرئيس (بدون دليل) أنها ستكون عرضة لعمليات الاحتيال على نطاق واس، ومؤكدا أن ترامب نفسه صوّت عبر البريد في السنوات الأخيرة.

واختتمت المناظرة الرئاسية الأولى بسؤال كريس والاس كلا المرشحين عما إذا كانا سيلتزمان بالحث على الهدوء وتجنب إعلان النصر حتى يتم التحقق من نتائج الانتخابات بشكل مستقل.