باقة ورد في عيد ميلاد يسرا
السبت 20/مارس/2021 - 10:57 ص
قد تختلف علي نجمتك المفضلة قديماً و حديثاً أبيض وأسود و ألوان جيل قديم و جيل جديد ولكن هناك نجمة واحدة إستطاعت أن تكون نجمة كل جيل أنها ليست جميلة الجميلات ولا أفضل ممثلة فى تاريخ السينما المصرية ولكنها من أبسط و أرق و أطيب ملامح و موهبة و حضور
بينها وبين الجمهور أجمل قصة حب لا تنتهي بمرور الزمن قادرة علي إقناعك في كل دور تقدمه ، هي ليست نجمة سينما وتلفزيون كغيرها بل تخطت هذا لتكون واحدة ضمن أفراد كل بيت في مصر إسمها وحده يغني عن أي لقب يسرا سيفين محمد حافظ نسيم مواليد القاهرة 10 مارس عمها ضابط المخابرات المصرية محمد نسيم وعضو الضابط الاحرار.
بدأت حياتها الفنية في أواخر السبعينات فتحمست لها النجمة نجوي فؤاد لتقدمها في فيلم من إنتاج نجوي فؤاد نفسها وبطولة الوجه الجديد يسرا " ألف بوسة و بوسة " مع حسين فهمي والمخرج محمد عبد العزيز ، وفي نفس الوقت قدمها السينمائي الكبير عبد الحليم نصر في فيلم " قصر في الهواء" مع مصطفى فهمي عام 1977 ومن هنا كانت إنطلاقة يسرا التي بدأت كبيرة و قوية .
وكما لو أن السينما المصرية تنتظر قدوم يسرا ليتسابق عليها كبار نجوم الشاشة لتشاركهم البطولة فسرعان ما قدمت مع نور الشريف فيلم بطولتها " فتاة تبحث عن الحب " و " ابتسامه واحدة تكفي" ثم مع عادل إمام في أول أفلامها معه فيلم " شباب يرقص فوق النار" ثم مع محمود عبد العزيز في فيلم " شيطان الجزيره" ومع المخرج الكبير بركات في فيلم " عشاق تحت العشرين" و مع المخرج الكبير حسن الإمام في فيلم" الجنة تحت قدميها".
هكذا بدأت يسرا كبيرة مع الكبار تخطو بخطوات ثابتة قوية وفي أقل من خمس سنوات إستطاعت يسرا أن تكون احدي نجمات السينما المصرية
تأكدت شهرتها و نجوميتها بعد اشتراكها مع رشدي أباظة في فيلمين" دائرة الشك" و فيلم" بياضة" عام 1980 وأحبها رشدي أباظة حباً جديداً في حياته وكانت يسرا آخر قصة حب في حياة ساحر النساء و دونجوان الشاشة رشدي أباظة، ولكن حال بينهما أشياء كثيرة لتتويج هذا الحب السن و المرض ثم الموت إثنان في حياة يسرا الأول.
عادل إمام
فبرغم نجاح عادل إمام مع جميع نجمات السينما اللاتي اشتركن معه إلا أن يسرا تعد هي أهم و أميز و أنجح من وقفت مع عادل إمام وذلك بداية من فيلم "شباب يرقص فوق النار" عام 1978 و فيلم" اذكياء لكن اغبياء" مروراً بفيلم " ليلة شتاء دافئة" والتي حصلت فيه علي أول جائزة في حياتها حتى قدمت مع عادل إمام ما يزيد عن 15 فيلم من أهمهم ( الإنسان يعيش مرة واحدة والافوكاتو وكراكون في الشارع والمولد وعلى باب الوزير والإرهاب والكباب والمنسي وطيور الظلام).
ويعد هذا الثنائي هو آخر أهم ثنائي فني في تاريخ السينما المصرية ، حيث أحب الجمهور رؤية عادل إمام مع يسرا عن غيرها من النجمات وبالفعل لم يفشل فيلماً من هذه الأفلام بل أيضاً كان نجاح هذ الأفلام مدوياً وكان آخر تعاون فني بينهما ظهور خاص ليسرا في مسلسل عادل إمام الاخير" عوالم خفية"، وقال عنها عادل إمام " الناس بتحبني أكتر وأنا مع يسرا".
يوسف شاهين
كان أول تعاون بينهما في فيلم" حدوتة مصرية" عام 1982 ونجحت يسرا في سينما يوسف شاهين حتي أصبحت النجمة الثانية في أفلام يوسف شاهين بعد فاتن حمامة من حديث عدد الأفلام التي أخرجها يوسف شاهين فقد أخرج لفاتن حمامة 6 أفلام ثم يسرا 4 أفلام ( حدوتة مصرية و إسكندرية كمان و كمان و المهاجر و إسكندرية نيويورك ) ، إلي جانب بطولتها لفيلم "مرسيدس " لتلميذ يوسف شاهين المخرج يسري نصرالله وكان هذا الفيلم من إنتاج يوسف شاهين.
وقال يوسف شاهين عن يسرا "معجونة بالفن و الحب" ، ويسرا هي الفنانة الوحيدة من أبناء جيلها التي حظيت بيوسف شاهين كمخرج ومنتج في خمسة أفلام ، قدمت يسرا ثنائي فني مع العبقري أحمد زكي في أفلام ( درب الهوى ونزوة والراعي و النساء وامرأة واحدة لا تكفي والبداية) وكانت ترتبط به فنياً و إنسانياً حتي في مرضه لم تفارقه وكان لموته صدمة كبيرة لها.
وقفت يسرا أمام العمالقة في آخر أفلامهم، مع شادية في فيلم" لا تسألني من أنا" آخر أفلام شادية عام 1984 في دور بنتها بعد إختيار شادية لها بل وظلت تحتفظ بعلاقة حب و مودة بينهما مع سعاد حسني في فيلمين ( الجوع) و( الراعي والنساء) آخر أفلام سعاد حسني وكانت أقرب فنانة لسعاد حسني في هذه الفترة ، مع نادية لطفي في فيلم ( منزل العائلة المسمومة ) عام 1986.
مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف في فيلم" البداية" عام،1986 وهو أحد اجرأ أفلام السينما المصرية علي الإطلاق لما فيه من إسقاط سياسي إجتماعي ، ومع النجم العالمي عمر الشريف في فيلم" ضحك ولعب وجد و حب" وكان معهم عمرو دياب ، بل و ارتبطت مع عمر الشريف في حملة إعلانية لاحدي شركات السيراميك وكان هذا الإعلان له شهرة واسعة بسبب عمر الشريف و يسرا ، بل و شجع الكثير من كبار نجوم الشاشة علي خوض تجربة الإعلان التجاري بشكل فني.
وقفت مع الكبار مثل محمود ياسين في أفلام ( الثأر و الجلسة سرية) ونور الشريف في أفلام ( الصعاليك و عيش الغراب و ارازق يادنيا ودم الغزال ) وحسين فهمي في أفلام ( قبل الوداع و اللعيبة ) وعزت العلايلي في أفلام ( صرخة ندم و بستان الدم )
قدمت يسرا إثنان من أهم أفلام الرعب في تاريخ السينما المصرية فيلم" الإنس والجن" مع عادل إمام عام 1985 ثم فيلم " التعويذة" مع محمود ياسين عام 1987
قدمت في التليفزيون مسلسلات تعد علامات في تاريخ الدراما العربية من اهمها مسلسل " الشاهد الوحيد" مع فريد شوقي ومسلسل" سيدة الفندق" مع كمال الشناوي و أحمد مظهر ، ومسلسل " رأفت الهجان" مع محمود عبد العزيز وهو أحد أهم مسلسلات الدراما العربية علي الإطلاق ، ثم مسلسلات ( حياة الجوهري وقضية رأي عام وفي أيد أمينة وأين قلبي وملك روحي ) حتي آخر أعمالها الدرامية "خيانة عهد" الذي نجح نجاحاً كبيراً وسط مسلسلات رمضانية حافلة
قدمت في المسرح تجارب بسيطة لكنها تحسب لها ( بداية ونهاية و كعب عالي و لما بابا ينام ) مع علاء ولي الدين التي جمعت بينهما صداقة فنية و إنسانية وكان لموته فاجعه لها وقامت بعمل صدقة جارية على روحه
لم تقتصر موهبة يسرا علي التمثيل فقط بل وصلت للغناء فقدمت أكثر من ألبوم غنائي من أشهر ما غنت "الحب" ودويتو مع حسين الإمام وآخر ما غنت أغنية 3 دقات العام الماضي والتي حققت أكثر من100 مليون مشاهدة، كما نالت يسرا العديد من الجوائز الدولية والتكريمات من مختلف أنحاء العالم وترأست لجان تحكيم بل ومهرجانات دولية.
سفيرة للنوايا الحسنة
تم إختيارها في عام 2006 كسفيرة للنوايا الحسنة من قبل برنامج الأمم المتحدة الأنمائي وذلك في إحتفال أقيم في حديقة الأزهر بالقاهرة، من جهتها أكدت مديرة المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن اختيارها جاء لشهرتها الواسعة في الوطن العربي واهتمامها الواسع بالمهمشين والمرأة ورحلتها الفنية الطويلة قدمت خلالها أدوارا متنوعة عن القضايا السياسية والاجتماعية والإنسانية من خلال السينما والتليفزيون ومشاركتها للعديد من الجمعيات الأهلية في نشاطاتهم الإجتماعية
كان آخر تكريم لها هو إطلاق إسمها علي أحد أهم شوارع مدينة الجونة ( شارع يسرا ) وهي الرئيس الشرفي لمهرجان الجونة السينمائي الدولي
تعد يسرا أحد أهم نجمات الشاشة العربية لما قدمته من أعمال فنية ذات قيمة و مضمون أيضا يسرا ليست الأهم فقط بل الأقرب لقلوب الجماهير بصفة عامة.
تتمتع يسرا بقلب نقي مع كل زملاءها في الوسط الفني فلا تعلم هي صديقة لمن و لمن لما تتمتع به من علاقات طيبة حميمية مع الكل ولم نسمع عنها أي خلاف أيا كان مع أحد من زملائها في الوسط الفني بل نسمع ونرى قبلات الحب و عباراته في كل مناسبة عامة و خاصة وهذا ما أكدته كل من ليلي علوي و الهام شاهين و نبيلة عبيد و لبلبة و بوسي و نورا و ميرفت أمين و دلال عبد العزيز وايناس الدغيدي و هالة صدقي و غيرهن الكثير ولا تخلو مناسبة إجتماعية سواء كانت فرح أو عزاء إلا و نجد يسرا في المقدمة
يسرا هي حالة خاصة فمنذ أن بدأت في منتصف السبعينات و هي تتوهج و تتألق يوماً بعد يوم برغم توقف معظم أبناء جيلها إلا أنها إستطاعت أن تكون الوحيدة التي تعبر الزمن لتثبت أنها لا تزال في قمة جمالها الفني والإنساني ويكفي أن كل الأجيال المتعاقبة يعشقون فن و روح يسرا فهي ليست موجودة كإسم فني فقط بل هي موجودة بقوة تنافس أكبر و أهم النجوم الشباب بل و تتفوق عليهم
وهذا المقال ما هو إلا باقة ورد متواضعة في عيد ميلاد محبوبة الجماهير يسرا التي لم تهتم بالالقاب التجارية كغيرها ولكن اهتمت بحب الناس الذي هو أهم من كل الجوائز و التكريمات