مفيد شهاب: نصر أكتوبر مهد لاسترداد طابا.. وإسرائيل خسرت رهانها على عدم قدرة مصر فى إثبات حقها
السبت 20/مارس/2021 - 03:56 م
أعرب الدكتور مفيد شهاب، عن سعادته بوجوده في أرض الفيروز في تلك المناسبة الغالية وهي الاحتفال باستعادة وتحرير أخر بقعة من أرض سيناء الطاهرة من أيدي الاحتلال الإسرائيلي، بعدما دام لمدة 20 عامًا، حتى تمكن رجال مصر الشرفاء من خلال التحكيم الدولي من استعادة طابا ورأس النقب.
جاء ذلك خلال ندوة «ملحمة طابا في جوانبها التاريخية والسياسية والقانونية»، برعاية اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء وبحضور الدكتور مفيد شهاب عضو هيئة الدفاع عن طابا ووزير التعليم العالي الأسبق والسيد القصير وزير الزراعة، والكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ود. أشرف حسين رئيس جامعة الملك سلمان.
وأضاف أننا جميعًا نرى التطوير الذي حدث ويحدث على أرض شرم الشيخ بشكل خاص ومحافظة جنوب سيناء بشكل عام، وأعبر عن سعادتي بوجودي في الصرح العلمي المتميز جامعة الملك سلمان، التي تجسد العلاقات المتميزة بين مصر والسعودية، قائلًا: «أهنئ محافظة جنوب سيناء بالعيد القومي والذي تم اختيار يومًا عظيمًا وهو تحرير طابا.
وقال: أن أنتصار 6 أكتوبر 1973 كان يومًا عظيمًا على الأمة العربية أجمع ومصر لأنه جاء بعد الهزيمة القاسية التي تلقيناها في عام 1967 والذي أحتلت بعدها أرضنا وعشنا في نكسة وحزن، ولكن إرادة الجندي المصري التي بدأها في حرب الاستنزاف ولم يترك العدو يهنئ بالأرض المحتلة، حتى الانتصار العظيم في أكتوبر 1973 الذي فاجئ العالم أجمع بسبب العبور العظيم لقناة السويس وبعدها القضاء على خط بارليف العائق الترابي الذي تحدت به إسرائيل العالم أجمع بأنه لا يمكن اختراقه، لكن القوات المسلحة العظيمة ببساله ضباطها وجنودها خططت ونفذت وعبرت لتصل إلى النصر العظيم الذي أذهل العالم أجمع.
وأضاف: «مهما تكلمنا عن هذا الانتصار العبقري لن نوفيه حقه، لأنه بفضل تحديات رجال القوات المسلحة في 173 ما كنا نعيش اليوم في الاستقرار والأمن والأمان الموجود بمصر، فتحية للشهداء وتحية للجندي المصري الذي لا يهاب أي شئ»، وأوضح أن انتصار أكتوبر كان ضربة قاسية للإسرائيلين الذي ظنوا أنهم يستطيعون الاحتفاظ بالأرض المصرية، لنبدأ بعدها المفاوضات السياسية والعسكرية، لنصل في نهاية الأمر إلى اتفاق كامب ديفيد برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الاتفاق الذي كان أحد بنوده انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي المصرية في مدة 3 سنوات بداية من 1979 وحتى 25 أبريل 1982 وهو اليوم الذي رفع فيه العلم المصري على أرض العريش، وبالفعل بدأ الانسحاب الإسرائيلي على 3 مراحل، مشيرًا إلى أن مصدر قوة المصريين في التفاوض أثناء معاهدة كامب ديفيد كان انتصار 1973 ولولا التدخل الأمريكي أثناء الحرب لاستكمل المصريين تحرير كامل أرضهم عسكريا بالكامل.
وعقب توقيع الاتفاقية رفض الإسرائليون الانسحاب من كامل الأرض، بحجة أن تلك الأرض هي أرضهم، ودخلنا في مفاوضات معهم للوصول إلى انسحابهم من كامل الأرض ولكن وجدنا هناك مماطلات حول 14 موقع حدودي على شريط الحدود الذي يمتد لـ 91 علامة حدودية من رفح شمالًا وحتى طابا جنوبًا، منهم 9 علامات في الشمال و5 في الجنوب، وتابع: «لأننا كمصريين لدينا كرامة وأرضنا شرفنا وعرضنا فلا يمكن التضحية بأي ذرة من التراب المصري ولذلك رفضنا ترك أي شبر من أرضها ولو كان صغير للغاية».
وأوضح: بعدما وجدنا الصعوبة في الوصول إلى اتفاق بشكل ودي، قررنا التوجة إلى التحكيم الدولي وفقا لاتفافية السلام، والتي كان بنودها إذا حدث خلاف في تنفيذ الاتفاقية فتبدأ بالتفاوض يعقبها التحكيم خال عدم الوصول لاتفاق، وأصرت مصر على التحكيم فيما حاول الإسرائليون اللجوء للتوفيق من خلال طرف ثالث، مضيفًا أن تمسكنا بالتحكيم جاء بسبب أن المحكمة بها قضاة وتأخذ بالقانون الدولي فقط وأحكامها ملزمة نهائية واجبة النفاذ وملزمة غير قابلة للطعن.
وأشار إلى أن الإسرائليون وافقوا في نهاية الأمر بالتحكيم بسبب رفض الرئيس الراحل محمد حسني مبارك الجلوس معهم أو الحديث، وكذلك لتأكدهم من عدم قدرة المصريين على الدفاع عن حقهم أمام المحكمة، وقمنا بتوقيع مشارطة التحكيم في في 11 سبتمبر 1986 مشارطة التحكيم ولجنة طابا، وتكونت المحكمة من 5 محكمين أحدهم مصري والأخرى إسرائيلية و2 محاييدن، مضيفًا: بدأنا عملية التحكيم وقدمنا مذكرات قوية فيما جاءت مذكرات الطرف الأخر ضعيفة، ثم المرافعات الشفوية وبعدها الشهود، وبعدها انتقل المحكمين إلى طابا، لترفع الجلسة للمداولة وإصدار الحكم.
وأضاف د. مفيد شهاب، أن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت التأثير على على مصر زاعمة بأن الحكم سيصدر لصالح إسرائيل وعلينا الموافقة بأن تكون طابا ذات سيادة مشتكرة ولكننا رفضنا الأمر، حتى أصدرت المحكمة حكمها بأن جميع المواقع الموجوده في القضية تابعه لمصر، واوضح أن الدروس المستفادة من تلك القضية أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، ولكن ألا تكون صاحب حق فقط وانما قوي وقادر على الدفاع عن هذا الحق ولديك القوة والقدرة والتصميم والاستعداد للتضحية مقابل الحفاظ على ذلك الحق، لأن القضايا القومية الكبيرة لا تحل بالكلام المرسل وإنما بالإسلوب العلمي والاعتماد على الخبراء المتخصصين، وكذلك وجود الحس الوطني وهو العامل المهم الذي اعتمدت عليه مصر في تلك القضية بعدما تم الاعتماد على محاميين مصريين لشعورهم بأن تلك الأرض هي عرضهم وشرفهم.