"فتاة تحرش ميت غمر" فى حوار لـ"مصر تايمز": "أناشد النائب العام بالطعن على البراءة.. وعاوزة حقي عشان أعرف أمشي فى الشارع.. واتعرض عليا 50 ألف للتنازل ورفضت"
الخميس 01/أبريل/2021 - 09:39 م
• "بسنت": أناشد النائب العام بالطعن على حكم البراءة عشان عايزة أرجع أمشي فى الشارع تاني.. ومش عاوزة بسنت جديدة
• "فتاة ميت غمر": يوم الحادثة قالولي انتي بتاعتنا كلنا وهنغتصبك.. والناس فى الشارع قالولي "مش هنبلغ البوليس وهنحلها".. وبعد ما بلغت كانوا بيقفوا تحت بيتي وبيهددوني إني هتشوه.. وحملة التشهير بيا خلت صاحب العمارة يطردنا من البيت
"فتاة ميت غمر".. "ضحية ميت غمر".. "فتاة التحرش الجماعي بالمنصورة".. كلها ألقاب أطلقت على الفتاة "بسنت"، بسبب واقعة التحرش الجماعي الشهيرة في شارع بورسعيد .
فجّرت الفتاة "بسنت" الواقعة منذ 4 شهور بتدوينة على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر"، والتي تضمنت واقعة تحرش جماعي بها في شارع بورسعيد، وعقب ذلك تم تداول القضية خلال 3 أشهر في أروقة نيابة ميت غمر ومحكمة جنايات المنصورة؛ كونها شغلت الرأي العام، كما جعلت العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون بوضع عقاب رادع للمتهمين.
100 يوم كانت كفيلة لتحسم القضية ببراءة جميع المتهمين؛ ليسدل الستار على القضية التى انقسم رواد منصات التواصل الاجتماعى بين مؤيد لها ومعارض، كما أثارت استياء عدد من الفنانين ورائدات المجتمع المدني.
ولكن هذه ليست نهاية المطاف، فلم تستسلم الفتاة "بسنت"، المعروفة إعلامًيا بـ"فتاة ميت غمر"، وناشدت المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، فى عدة تغريدات على حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" بالتدخل عقب الحكم ببراءة جميع المتهمين.
وتواصل "مصر تايمز" مع الفتاة "بسنت"؛ لتكشف تفاصيل قصتها منذ أن بدأت فى شارع بورسعيد حتى محكمة جنايات المنصورة.
فى البداية.. حدثينا عن مطالبك فى الوقت الحالي؟
أنا بناشد النائب العام للطعن على حكم براءة المتهمين.. عايزة أعيش حياتي بصورة طبيعية وأعرف أمشي فى الشارع.. وعاوزة كرامتي ترجعلي.. عاوزة حقى وحق كل بنت ومش عايزة بسنت تانية.. كل يوم بيبقا فيه بسنت جديدة.. عايزة مندمش إني مشيت فى الطريق الصح.
- ما كان رد فعلك عقب الحكم ببراءة المتهمين؟
اتصدمت ومكنتش مستوعبة.. وانهارت والدكتورة بتاعتي جاتلي البيت بأدوية عشان أهدأ وأنام.. كنت شايفة الدموع فى عيون صحابي بعد ما حقي ضاع.. حسيت أن كل اللي حصلي ومريت بيه راح فى الأرض.
- ما هى تطورات القضية بعد صدور حكم البراءة ؟
بيوصلني من صحابي إن هما هيرفعوا عليا قضايا تعويض كمان شهرين.. وإنهم هيقدموا بصوري الشخصية اللي على حسابي الخاص بلاغات.. أنا بطلت افتح السوشيال ميديا.. عشان عارفة أن كل حاجة هشوفها هتنزلني الأرض.
- بعد رؤية المتهمين فى قاعة المحكمة.. ما هو رد فعلك؟
لسة متجاوزتش لما عرفت إن القاضي طلبني.. وعرفت أني هشوف اللي أذوني وشهروا بيا.. وافتكرت كل اللى حصل.. وكنت خايفة.. حسيت أنهم لسه حواليا وبيلمسوا جسمي وصوتهم فى ودني وهما بيقولولي إني بتاعتهم.
لما روحت كانت المفاجأة بالنسبالي إن الراجل اللي وصلني قال إنه مشافش حاجة ومكانش فيه حد ماشي ورانا.. وقال أن صاحب الجراج قاله أنا هخليك توصل البنت بس.. ومكانش فيه حد واقف ولا بيمشي ورانا.. مش قادرة أتجاوز أنهم شهدو ضدي.. وقدموا للقاضي ملف فيه صوري الشخصية اللي على حسابي الخاص.
- حدثينا عن حجم المعاناة التي تعرضتي لها بعد الحادث
الناس كلها كانوا بيحاولوا يوصلولي.. وحملات التشهير بيا مكانتش على السوشيال ميديا بس كانت فى البلد.. حتى صاحب العمارة طردنا من البيت.. عشت فى معاناة بعدها وغيرت أكتر من 5 بيوت عشان خايفة يوصلولي.. وعشت أكتر من شهرين بتكلم بصوت عالي عشان مش قادرة أتقبل انهم انتهكوني جسديًا.
- ما الذي دفعك للإبلاغ عن المتهمين.. وهل تعرضتي لأي تهديدات بعدها؟
بعد أول حاجة كتبتها على تويتر لقيت دعم كبير جدًا من الناس.. وكلام النيابة أنهم هيحموني ويجيبوا حقي كل ده شجعني اني أبلغ.. وبعد ما المتهمين اتحبسوا معرفتش انزل من البيت 4 أو 5 أيام.. عشان أهلهم كانوا بيفضلوا واقفين تحت بيتي وبيشتموني ويهددوني أني هتشوه وهتقتل.. كنت بحاول أهرب منهم بأي طريقة.
- هل تعرضتي لأي ضغوط للتنازل عن القضية؟
بعد ما عملت محضر والنيابة اتحركت.. قالولي خدي 50 ألف جنيه واسحبي المحضر وامشي.. كانت أرقام كتير بتتقال.. واتحركت عشان خايفة على باقى البنات.. خايفة ان يبقا فى بسنت تانية.. عاوزة كل واحدة يجيلها حقها.. مكنتش بفكر فى نفسي بس.. كنت بفكر فى كل البنات.
- حدثينا عن تفاصيل يوم الواقعة
كنت رايحة أزور أهلي.. وكنت لابسة لبس عادي أي بنت بتلبسه.. ومكنتش سكرانة زي ما الناس بتقول.. مشيت فى الشارع وبعدين لقيت شباب ماشيين ورايا وبيرموا كلام جنسي عليا.. بعدها وقفت عشان يمشوا قدامي وأبعد عنهم.. لقيتهم واقفين وبيزودوا فى الكلام.
أنا خفت وبدأت أسرع خطوتي عشان أي حاجة ألاقيها قدامي أدخلها لحد ما يمشوا.. أول كافيه دخلته مقولتش أي حاجة كأني داخلة عادي.. قعدت شوية وجيت أمشي لقيت صلاحب الكافيه بيقول أن فيه شباب برا واقفين مستنيني.. وسألني هما دول كانو بيضايقوكي؟.. وقالي ممشيش وهو هيوصلني.. مكنتش متخيلة الموضوع يوصل لكدا.. الوقت لما تأخر قررت أخرج وأمشي.
لما خرجت من الكافيه لقتهم بيجروا ورايا.. فبدأت أمشي بسرعة عشان أخرج للشارع الرئيسي عشان أي حد ينقذني أو يمشوا.. وبعدين بدأ صوتهم يعلى وكلامهم يزيد وقربوا وبدأوا يلمسوا جسمي لما الناس شافتهم كدا بدأ التجمهر بسببهم واتجمع عليا الناس بسببهم.
- ما كان رد فعل المارة فى الشارع بعد مشاهدة الواقعة؟
اللي بدأ يحوش ويحاول ينقذني واللي بيصور.. الحادثة مكانتش فى مكان واحد الموضوع حصل فى مسافة 500 متر.. وبدأت ناس تظهر وناس تجري وهما لسة مكملين ومحاوطنني وبيحاولوا يلمسوني.. قلت للناس يبلغوا البوليس قالولي مش مستاهلة الموضوع هيتحل.
كنت بحاول أكلم حد ينقذني وبعدين الناس دخلوني جراج وبدأوا يخبطوا عليها ويقولولي "هنغتصبك" و"انتي بتاعتنا" و"مش هنسيبك"، وكلام جنسي كتير.. وحاولوا يفتحوا الباب ويزقوا الشباك عشان يدخلولي.
بعدها صاحب الجراج قالي خليكي وانا هجيب عربية أو أي حد يوصلك.. كنت بقوله بلغ البوليس قال "احنا هنحلها".. وبعدين جاب عربية وخدني من إيدي يوصلني ليها.. كان بيخرجني من وسطهم بالعافية وكلهم كانوا بيلمسوا جسمي ويحطوا إيدهم عليا وكانو بيزودوا فى الكلام.
دخلت العربية كان فيه واحد بيسوق وواحد تاني جنبه.. وبعدين ركبتها والسواق اتحرك بالعافية.. العربية والموتوسيكل كانوا ماشيين ورانا.. وبدأ اللي بيسوق يزعقلي ويقولي "انتي السبب".. "هما عملوا فيكي كدة ليه".. فقلتله نزلني على أول الشارع قالي لا لو نزلتي هيغتصبوكي وهيقتلوكي مش هتروحي بيتك.
طول الطريق السواق كان بيضغط عليا وهما كانو ورانا وبيقولولي انتي بتاعتنا.. وطلعنا على الطريق لحد ما توهناهم.. ونزلت بعيد لحد ما وصلت بيتي.
- حدثينا عن رد فعلك بعد وصولك للمنزل؟
أنا روحت وهدومي كانت متوسخة وكنت معيطة وباين عليا اني تعبانة.. كله سألني انتي مالك.. محكتش أي حاجة.. دخلت أوضتي ومكنش مستوعبة اللي لسة حاصل.. مكنتش ناوية أبلغ أصلا ومش عاوزة أعافر على الفاضي.
وكانت محكمة جنايات المنصورة الدائرة السابعة بمحافظة الدقهلية، قضت ببراءة المتهمين فى قضية التحرش والمعروفة إعلاميا بـ "فتاة ميت غمر"، والمتهم فيها 7 شباب، من مدينة ميت غمر، فى 21 مارس الماضى .