الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
رياضة

"من رحم المعاناة يولد الأمل".. هل يسير سيسيه على خطى أيمن أشرف؟

الأحد 28/مارس/2021 - 02:14 م
أيمن أشرف ورزاق سيسه
أيمن أشرف ورزاق سيسه

شهد الدورى المصرى حالة مأساوية لزراق سيسيه لاعب الفريق الكروى الأول بالنادى الاتحاد السكندرى، بعدما تعرضت والدته وشقيقتيه إلى حادث أدى إلى مصرعهما.

يعد رزاق سيسيه من أبرز وأهم المحترفين الأجانب فى الدورى المصرى، حيث يلعب حاليا فى صفوف الاتحاد السكندري معارا من الزمالك للموسم الثالث على التوالي، حيث نجح فى إثبات ذاته وتألقه ين جماهير زعيم الثغر وإحرازه للأهداف وصنعته لها، والتى جعلت الأضواء تتسلط عليه من جديد وخاصة الزمالك  لاستعادته لقيادة  هجوم الفارس الأبيض فى الموسم المقبل.

وتلقى رزاق سيسيه خبر وفاة والدته واثنين من أخواته، والذى وقع كصاعقة عليه وشل بدنه وعقله وتفكيره، كالآلة التى تم خلع الدينامو منها لتقف كالجثة الهامدة.

وتعرضت والدة اللاعب واثنين من شقيقاته إلى حادث أليم فى كوت ديفوار والذى أدى إلى وفاة الثلاثة، فى صدمة موجعة تلقاها سيسه خلال الأيام القليلة الماضية.

وتذكرنا هذه الحادثة، بالفترة الصعبة التى مر بها أيمن أشرف لاعب الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى، عندما تعرضت والدته وشقيقته لحادث أليم أدى إلى وفاتهما، والذى تشبه تماما وتتطابق التفاصيل مع حادثة اللاعب الإيفوارى ولكنها بختلاف الأشخاص.

وادي المصائب 


فى سبتمبر 2016، تلقى أيمن أشرف عندما كان لاعبًا فى صفوف فريق سموحة، خبر مرعب وهو وفاة والدته وشقيقته أثناء عودتهما من الإسكندرية عندما كانوا يزورونه للاطمئنان عليه، وتمثل هذه الذكرى كابوس متوحش فى حياة اللاعب.

وكان وقتها تتوالى المصائب على أيمن أشرف، حيث فى عام 2015 قد تعرض للإصابة بالرباط الصليبى وهو على أعتاب المنتخب، ثم الحادثة الشنيعة التى تعرضت لها عائلته، وجعلت يقع فى وادى الاكتئاب والاستسلام للمعاناة.

قصة أيمن أشرف اهتزت لها القلوب وأزرفت الأعين لها دموعًا، والتف حوله الجميع، وأبرزهم حلمى طولان المدير الفنى للفريق الكروى الأول بنادى إنبى، الذى ذهب إلى منزله عندما قرر اللعب اعتزال كرة القدم بعد إصابته بحالة من الهلع واليأس، وبث فيه روح القتالية والأمل من جديد للعودة للعب كرة القدم.

النجاح المقدس


وخلقت المعاناة من أيمن أشرف جبل صامد، ليعود من جديد وينضم إلى صفوف الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى، لتبدأ قصة من النجاح المقدس، ويثبت اللاعب نفسه وسط نجوم الأهلى ويحجز مقعدًا أساسيًا وسط تشكيل الفريق.

وبدأ الانتصارات والانجازات تكتب نفسها بالذهب فى كتاب حياة أيمن أشرف، حيث توج ببطولة الدوري المصري ودوري أبطال إفريقيا وكأس مصر، بل وشارك فى مباريات كأس العالم للأندية، وقدم مباريات من أعظم مبارياته فى حياته الكروية، حتى تغنى به جماهير النادى الأهلى والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" معلقين على صورته "من رحم المعاناة يولد الأمل" وحجز لنفسه مكانا كبيرا فى قلوب جماهير النادى الأهلى.

فيفا يتغنى بنجم الأهلى 


ونشر فيفا تقريرًا خاصًا عن صخرة النادى الأهلى الجديدة: " سيبقى الأربعاء 16 سبتمبر 2016 محفورًا في ذاكرة لاعب الأهلي المصري أيمن أشرف حيث كانت والدته رفقة شقيقته في الإسكندرية لزيارة أيمن أشرف، لكن القدر شاء أن يتعرضا إلى حادث مرور أدى إلى مفارقتهما الحياة، كانت تلك الليلة بالنسبة لأيمن أشرف كالكابوس".

"اللاعب كتب على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر في وقت سابق، منذ سنتين رحل أغلى اثنين عندي أحاول أن أنسى كي أعرف كيف أعيش؟ لكن كل يوم يحصل أمر يذكرني بهما كنت أفضل فقدان الذاكرة لكن للأسف أتذكر كل التفاصيل فلم أعد أشعر بأي ألم ما دام لا يوجد ألم أكثر من هذا".

"كلمات أيمن أشرف تدل على حزنه العميق في تلك الفترة من حياته، ولم يضاه ذلك الحزن مصيبته في 2015 حينما أصيب بالرباط الصليبي لما كان على اعتاب المنتخب الوطني أثناء تولي شوقي غريب قيادة المنتخب الأول، ولكن الإصابة جعلت اللاعب يغيب طويلًا عن الملاعب، لتتوالى المصائب على ايمن أشرف لكنه مع مرور الوقت عرف كيف يلملم جراحه ويعود للحياة الطبيعية ويطوي صفحة حزينة قد تبقى في ذاكرته لكنها لم تؤثر على مشواره الكروي الرائع ".

فهل نسخة جديدة من عزيمة أيمن أشرف ومن رحم المعاناة يولد الأمل، على شكل رزاق سيسه ويعود من جديد ليتألق فى حياته الكروية ويتغنى العالم بصموده، وسيسمع لرسالة ناديه الاتحاد السكندري عندما قال له "رزاق سيسيه.. كن قويا فنحن دائما معك" أم سيستلم للمعاناة..؟