التسلسل الزمنى لتعطل المجرى الملاحى لقناة السويس 7 أيام بسبب السفينة البنمية الجانحة
الإثنين 29/مارس/2021 - 05:37 م
يستعرض "مصر تايمز" القصة الكاملة لجنوح السفينة "إيفرجيفن" فى الممر الملاحى بقناة السويس، والتى أدت إلى توقف الملاحة البحرية فى العالم لمدة 7 أيام متواصلة .
فى تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً يوم الثلاثاء الموافق 23 مارس الماضى أثناء مرور السفينة "إيفرجيفين" التابعة لشركة "إيفرجرين" البنمية، والتى يبلغ طولها 400 متر، وعرضها 59 مترًا، وتبلغ حمولتها 223 ألف طن، وتحمل 18300 حاوية، على ارتفاع 52 متر، علقت فى الكيلو 151 ترقيم القناة من السويس، حيث كان ترتيبها رقم 13 فى قافلة السفن القادمة من الجنوب .
فور وقوع الحادث قامت هيئة قناة السويس بتحريك 3 قاطرات من اتجاة الشمال وتم التعامل مع السفن التى كانت موجود داخل المجرى الملاحى بشكل سريع، وتسبب السفينة فى غلق المجرى الجنوبى لقناة السويس، مما أدى إلى تعطيل أكثر من 300 سفينة من كل دول العالم .
قدمت هيئة قناة السويس جميع الخدمات اللوجيستية للسفن العالقة فى قناة السويس بسبب غلق المجرى الملاحى الجنوبى
شكل رئيس هيئة قناة السويس غرفة عمليات من مختلف التخصصات لوضع خطة عمل لحل الأزمة، وبدأت الغرفة العمل بعد الغطس لمعرفة قاع السفينة الجانحة والرفع المساحى، وتم الاستقرار على استخدام قاطرات للشد والقطر والتكريك والحفر حول مقدمة السفينة، واستمر على العمل خلال 24 ساعة.
يوم الأربعاء الموافق 24 مارس دفعت الهيئة بـ 5 قاطرات بخلاف الحفارات الأرضية، أبرزهم القاطرة "بركة 1" بقوة شد 160 طنًا، وتم تخفيف حمولة مياه الإتزان لتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة بالقناة، وتم استخدام الحفارات الأرضية لرفع الآثار الناجمة عن الحادث على جوانب وستائر القناة والتي تضررت بشكل كبير بالإضافة إلى إزاحة الصخور مقدمة السفينة تمهيدا للبدء في إجراءات تعويمها، كما تم تغيير مواعيد القوافل ومر 13 سفينة من قافلة الشمال وتم إيقافهم فى بحيرات التمساح والمره بسبب عدم حل الأزمة، وتم التواصل مع مالك السفينة لتوحيد الجهود .
وبدأت أعمال التكريك بمحيط السفينة بواسطة كراكتين من كراكات الهيئة وهما الكراكة "مشهور" والكراكة "العاشر من رمضان"، فضلا عن جهود تسهيل عملية التعويم بإزالة الرمال المحتجزة عند مقدمة سفينة من خلال 4 حفارات أرضية، كما شملت جهود التعويم، القيام بأعمال الشد والدفع للسفينة بواسطة 9 قاطرات عملاقة في مقدمتهم القاطرتين "بركة 1" وعزت عادل بقوة شد 160 طنًا لكل منهما .
ويوم الخميس الموافق 25 مارس الجارى أعلنت هيئة قناة السويس، تعليق حركة الملاحة مؤقتا مع مواصلة أعمال تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس، واستعانت الشركة المالكة للسفينة بشركة انقاذ هولندية للمساعدة في عملية التعويم، وهي شركة"SMIT" التي تعد واحدة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في مجال الإنقاذ البحري.
وعقدت الشركة الهولندية اجتماعا، فى يوم الخميس 25 مارس مع لجنة إدارة الأزمات بالهيئة لمناقشة سبل تعويم السفينة، وطرح السيناريوهات المقترحة بما في ذلك إمكانية القيام بأعمال التكريك بمحيط السفينة من خلال كراكات الهيئة، وقامت الشركة في تلك الفترة بتقديم الاستشارات الفنية للهيئة الخاصة بإجراءات تعويم السفينة على أن يتم التعامل من خلال الوحدات البحرية الخاصة بهيئة قناة السويس.
وعرضت عدة دول بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، المساهمة في جهود تعويم السفينة الجانحة، مع استمرار أعمال التكريك.
وفي مساء يوم الجمعة، الموافق 26 مارس، أعلنت هيئة قناة السويس بدء مناورات القطر للسفينة الجانحة من خلال 9 قاطرات عملاقة في مقدمتهم القاطرة "بركة 15 "والقاطرة "عزت عادل" وذلك بعد انتهاء أعمال التكريك بمنطقة مقدمة السفينة بواسطة الكراكة "مشهور"، وهي المناورات التي تتطلب توافر عدة عوامل مساعدة أبرزها اتجاه الرياح والمد والجذر مما يجعلها عملية فنية معقدة لها تقديراتها وإجراءاتها ومحاولاتها المتعددة وفقا لمواضع واختبارات الشد.
وعقد يوم السبت 27 مارس الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس مؤتمرا صحفيا، للتعليق على تطورات جهود تعويم سفينة الحاويات البنمية EVER GIVEN الجانحة بالقناة، مشيرا إلى أن إجمالي عدد السفن المنتظرة في مناطق الانتظار حتى الآن بلغ 321 سفينة يتم تقديم لهم كل الخدمات اللوجيستية، وأن استراتيجية الهيئة لعملية التعويم اعتمدت على ثلاثة مراحل أساسية هى استخدام القاطرات لأعمال الشد، ثم التكريك باستخدام كراكات الهيئة والعودة مجددا لمناورات الشد، وأخيرا اللجوء إلى تخفيف الحمولة، حيث يصعب تنفيذه عمليا ويحتاج لوقت طويل.
ويوم الأحد 28مارس، استمرت جهود تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN من خلال القيام بأعمال التكريك نهارا، وعمل مناورات الشد بالقاطرات في أوقات تتلائم مع ظروف المد والجزر، وبلغت أعمال التكريك بواسطة الكراكة مشهور إحدى كراكات الهيئة في هذا اليوم 27 ألف متر مكعب من الرمال، على عمق وصل إلى 18 مترا، مع مراعاة حدوث انهيارات ترابية من أسفل السفينة للمناطق التي يتم تكريكها، وذلك جنبا إلى جنب مع القيام بمناورات الشد بواسطة قاطرات الهيئة في توقيتات تتلائم مع المد والجزر واتجاه الرياح.
وتم زيادة عدد قاطرات مناورات الشد إلى 12 قاطرة تقوم بالعمل من ثلاثة اتجاهات مختلفة، حيث تعمل القاطرتان على شد مقدمة السفينة، فيما تقوم 6 قاطرات بدفع مؤخر السفينة جنوبا، وتقوم أربع قاطرات أخرى بشد مؤخر السفينة جنوبا.
وتمّ بعد ذلك الدفع بالقاطرتين الجديدتين القاطرة "عبدالحميد يوسف" والقاطرة "مصطفى محمود" للمشاركة فى مناورات الشد بعد اكتمال بنائهما بترسانة بورسعيد البحرية بقوة شد 70 طنًا وانتهاء تجارب البحر وتجارب التشغيل، بما يحقق الاستفادة من إمكانياتهم وقدراتهم التي تواكب أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا صناعة الوحدات البحرية المعاونة، والقاطرتين الجديدتين تتماثلان في المواصفات الفنية، يبلغ طول كل قاطرة 35.87 متر، وعرضها 12.5 متر، بغاطس كلي 5.75 متر، وسرعتها 13 عقدة، كما تمتاز برفاصات ذات قدرة وكفاءة عالية مصنوعة من قبل شركة Voith الألمانية، وماكينات من شركة DAIHATSU اليابانية.
وفي فجر اليوم الإثنين الموافق 29 مارس، بدأت مناورات الشد لتعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة EVER GIVEN بواسطة 10 قاطرات عملاقة تقوم بالعمل من أربعة اتجاهات مختلفة، واشتركت لأول مرة في المناورات القاطرة الهولندية APL GUARD بقوة شد 285 طن، وهي القاطرة التى وصلت مساء أمس الأحد، ضمن فريق عمل شركة SMIT الهولندية للمشاركة فى جهود تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة.
وأعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، فى يوم الأثنين بدء تعويم السفينة بنجاح بعد استجابة السفينة لمناورات الشد والقطر حيث تم تعديل مسار السفينة بشكل ملحوظ بنسبة 80% وابتعاد مؤخر السفينة عن الشط بمسافة 102 متر بدلًا من 4 أمتار، وتمّ استئناف المناورات مرة أخرى مع ارتفاع منسوب المياه إلى أقصى ارتفاع له فى الفترة من الحادية عشرة والنصف صباحا ليصل إلى 2 متر بما يسمح بتعديل مسار السفينة بشكل كامل لتصبح بمنتصف المجرى الملاحى.
ووجهه الفريق ربيع رسالة طمأنة للمجتمع الدولى إستئناف حركة الملاحة مرة أخرى في القناة بعد نجاح تعويم السفينة بشكل كامل قريبا وتوجيهها للانتظار بمنطقة البحيرات لفحصها الفنى.