السودان يشهد اليوم توقيع إتفاقية سلام تاريخية بين الفرقاء المتناحرين.. وثيقة السلام تدشن لمرحلة فارقة في تاريخ السودان وتنهي عقودا من الصراعات الدموية بين السودانيين
يشهد السودان في وقت لاحق اليوم السبت مرحلة جديدة وفارقة فى تاريخه الحديث، حيث يوقع مع عدة جماعات متمردة على اتفاقية سلام نهائية تهدف لحل عقود من الصراعات الإقليمية التي أدت إلى تشريد الملايين ووفاة مئات الآلاف، فيما تتم المراسم بحضور عدد من زعماء وكبار مسئولي العديد من الدول، ويتوقع أن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة جورتيريس كلمة عقب التوقيع على اتفاق السلام .
وكانت ثلاث
جماعات سودانية رئيسية "فصيلان من إقليم دارفور بغرب البلاد وفصيل ثالث من
جنوب البلاد" قد وقعت على اتفاق مبدئي في أغسطس الماضي وذلك بعد محادثات سلام
استمرت عدة أشهر في دولة جنوب السودان المجاورة، كما وافقت في الشهر الماضي جماعة
متمردة قوية أخرى، وهي "الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز
الحلو، على إجراء محادثات جديدة تستضيفها جنوب السودان/ لكنها لم تشارك في محادثات
السلام التمهيدية.
وقال
توت قلواك كبير وسطاء جنوب السودان في تصريح لرويترز قبيل حفل السبت المقرر في
جوبا إن الهدف هو توقيع اتفاقيات مع كل الجماعات المسلحة، .. مضيفا إن
"الأطراف ستوقع على اتفاقها النهائي...وانطلاقا من ذلك سنواصل الانخراط مع
جماعات المقاومة الأخرى".
ويضع
الاتفاق شروطا لدمج المتمردين في قوات الأمن وتمثيلهم سياسيا وحصولهم على حقوق
اقتصادية وحقوق حيازة أراض، وسيقدم صندوق جديد 750 مليون دولار سنويا على مدار عشر
سنوات لمناطق الجنوب والغرب الفقيرة كما يضمن الاتفاق فرصة عودة المشردين.
وقال
جاك محمود جاك المتحدث باسم فصيل الحلو إن جماعته لن تشارك في الحفل لكنه أوضح
أنها مستعدة لبدء مفاوضات منفصلة مع الحكومة السودانية.
من جانبه قال نائب رئيس الوساطة ضيو مطوك ان لتوقيع على اتفاق السلام في
السودان في جوبا، اليوم السبت، يعد مرحلة جديدة تتمثل في توطيد السلام، مشيرا إلى
أن الحكومة السودانية ستتشكل من جديد بمشاركة حركات الكفاح المسلح خلال الشهر الجاري،
وموضحا أن كل من دولة الإمارات وتشاد و"البعثة المشتركة للأمم المتحدة
والاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور" (اليوناميد) سيحضرون حفل التوقيع
الرسمي بصفتهم الدول الراعية للاتفاق، حيث قد يمتد دور هذه الدول في الدعم إلى
مرحلة ما بعد التوقيع.
وتأتي هذه الخطوة المنتظرة لتنهي حروبا أهلية استمرت 65 عاما راح ضحيتها
أكثر من 10 ملايين بين قتيل وجريح ومشرد.
وفيما يلي أبرز محطات الحرب والسلام في السودان على مدى ستة عقود ونصف:
في الثالث من مارس من العام 1955، اندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان
والتي استمرت 50 عاما قتل خلالها أكثر من مليوني شخص.
وفي 26 فبراير 2003، اندلعت حرب دارفور، التي اعتبرت الأكثر بشاعة في تاريخ
السودان، وراح ضحيتها أكثر من 4 ملايين بين قتيل ونازح.
وبعد نحو عامين، وتحديدا يوم 9 يناير 2005، انتهت حرب الجنوب بتوقيع
"اتفاق نيفاشا" بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية بزعامة الراحل
جون قرنق.
بعد أعوام، وتحديدا في السادس من يوليو 2011، اندلعت الحرب في جبال النوبة
وأحدثت دمارا واسعا في القرى والأرياف وعطلت حياة مئات الآلاف من سكان المنطقة،
وبعد 3 أيام، تم إعلان انفصال جنوب السودان وتكوين دولته المستقلة وعاصمتها جوبا.
وفي 14 أكتوبر 2019، انطلقت في جوبا مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية
وعدد من الحركات المسلحة.
وفي 12 أغسطس 2020، استضافت العاصمة السعودية الرياض مؤتمر دعم السودان
الذي ناقش 9 محاور رئيسية أهمها تمويل متطلبات السلام وإعادة الإعمار.
وفي 31 أغسطس 2020، وقعت الحكومة السودانية اتفاق سلام نهائي بالأحرف
الأولى مع مكونات الجبهة الثورية وحركة تحرير السودان جناح مني أركي مناوي.
وفي الرابع من سبتمبر 2020، وقع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك
اتفاقا مع الحركة الشعبية شمال - جناح الحلو - نص على إطلاق عملية سلام جديدة بين
الحكومة والحركة التي انسحبت في وقت سابق من مفاوضات جوبا.