"نضحى من أجل أمن واستقرار الوطن".. وزير الداخلية يكشف تفاصيل فض اعتصامى رابعة والنهضة
السبت 17/أبريل/2021 - 11:36 م
أسلحة وقنابل وزجاجات مولوتوف والعديد من أدوات الشغب التى استعان بها عدد من العناصر الإرهابية التى تواجدت فى اعتصام لمواجهة قوات الشرطة.
عقب ساعات من فض الاعتصام خرج اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق، فى مؤتمر صحفى عقده بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، حيث أعلن الوزير استشهاد 43 شرطياً بينهم 18 ضابطاً، اثنان منهم برتبة لواء، وعقيدان، تم استهدافهم داخل قسم شرطة كرداسة بطلقات الآر بي جيه، ورغم وفاة الشهداء فإن الميليشيات الإرهابية قامت بالتمثيل بجثثهم.
وفيما يلى نص كلمة وزير الداخلية الأسبق فى المؤتمر الصحفى عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة عام 2013:
إنفاذاً للتكليف الصادر من الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، فقد قامت الوزارة بوضع الخطة وإعداد الاحتياجات اللازمة للتنفيذ من عناصر بشرية مدربه ومركبات مناسبة وقوات متخصصة فى التعامل مع تلك المواقف، وعقد عدة لقاءات لدقة تنفيذ الخطة بأقل حجم من الخسائر حفاظاً على أرواح الكافة، وكانت التعليمات واضحة بعدم استخدام أية أسلحة فى عمليات الفض وأن يقتصر فقط على استخدام قنابل الغاز بعد توجيه عدة إنذارات عبر مكبرات الصوت لمناشدة الجميع بالانصراف عبر الممرات التى تم تحديدها.
وفى إطار حرصنا على سلامة المواطنين، تحملنا الكثير من الإسقاطات التى اتهمنا فيها تارة بالتخاذل وتارة بارتعاش القرار، ولم نكن نقصد من إطالة المدة إلا أن نتيح الفرصة كاملة للحلول السياسية.. حتى نتجنب إراقة نقطة دمٍ واحدة من أبناء الوطن.
فجميعنا مصريون واختلافنا السياسى لا يجب أن يكون أبداً مبرراً للصدام التى تُزهق فيه أرواح من أبناء هذا الشعب الذى نعتز بكل طوائفه ونعمل على خدمة كل أبنائه بلا كللٍ أو ملل، ونضحى من أجل أمنه واستقراره بأعز ما نملك، ونجود بأنفسنا كى ينعم أبنائه بالأمان والسكينة.
ولكن حينما استشعرنا ذلك التعنت الواضح واستمرار التحريض وانتهاج أساليب الترويع وتعطيل مصالح المواطنين وتهديد أمن البلاد كان لابد من اتخاذ القرار الذى يجنب البلاد شر ما كنا قادمين عليه من فتنة لا يعلم مداها إلا الله، وتم تحديد موعداً لبدء الخطة.
إلا أن القوات فوجئت بقيام أعداد من المعتصمين باتخاذ تحصينات ومواقع وإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش بكثافة تجاه القوات التى تحلت بأقصى درجات ضبط النفس.
وقد نجحت القوات التى تعاملت مع الموقف بأعلى قدر من المهنية والاحترافية فى فض اعتصام النهضة دون خسائر، وإحكام السيطرة على المنطقة تماماً، وضبط عدد كبير من مثيرى الشغب وحائزى الأسلحة النارية التى بلغت (عدد 10 بنادق آلية، عدد 29 بندقية خرطوش، عدد 9622 طلقة حية، عدد 6 قنبلة يدية، عدد 5 كباس خرطوش، عدد 55 زجاجة مولوتوف، وكميات من الصدارى الواقية والأجهزة اللاسلكية، وكميات كبيرة من الأسلحة البيضاء وأدوات الشغب).
وفى ميدان رابعة العدوية تحصن عدد من المعتصمين من العناصر الإرهابية ببعض المبانى المرتفعة وأطلقوا النيران بكثافة عالية من أسلحة ثقيلة وآلية وخرطوش على القوات التى كانت حريصه على عدم إزهاق أرواح المعتصمين.
وأصدرت توجيهاتى بالصبر وإطالة فترة الحصار مع تضييق الطوق الأمنى وتعامل رجال العمليات الخاصة البواسل مع مصادر إطلاق النيران، وتمكنوا من اقتحام المبانى التى يتحصن بها تلك العناصر حيت تم ضبطهم وما بحوزتهم من أسلحة، وإحكام السيطرة على الميدان وتأمين خروج المعتصمين منه ، وضبط سيارتى البث الإذاعى والعديد من الأسلحة والمضبوطات عبارة عن "عدد 9 سلاح آلى، طبنجة، عدد 5 فرد محلى، كميات كبيرة من الطلقات، كميات من الصدارى الواقية والأسلحة البيضاء وأدوات الشغب. وجار تمشيط المنطقة والمبانى المحيطة بها.
وفى ذات التوقيت صدرت تكليفات لعناصر جماعة الإخوان بمهاجمة المنشآت الشرطية والحكومية والدينية لإحداث حالة من الفوضى بالبلاد تصدت لها القوات وحالت دون تفاقم التداعيات ودافع رجال الشرطة بكل بساله عن مواقعهم، إلا أن بعض العناصر التى كانت بحوزتها أسلحة ثقيلة وآلية تمكنت من اقتحام بعض المنشآت الشرطية بعد مواجهات عنيفة مع قواتها فى الدفاع عنها، وتم إحباط العديد من تلك المحاولات.
وقد أسفرت أعمال المواجهة خلال اليوم عن استشهاد عدد من رجال الشرطة الأبطال الذين سيذكر التاريخ بسالتهم وتضحياتهم فى الذود عن وطنهم وإرادة شعبهم، وإصابة عدد آخر.
حيث بلغ عدد الشهداء 42 شهيداً منهم 17 ضابطاً، اثنان فى رتبة اللواء وعقيدان، و15 فرداً، وعدد 9 مجندين، وموظف مدنى بإدارة شرطة نجدة الفيوم، وإصابة 211 منهم 55 ضابطاً، و156 فرداً ومجندا العديد منهم فى حالة حرجه. وقد توفى 149 من عناصر الشغب فى جميع المحافظات.
كما تم اقتحام 21 قسما ومركز شرطة، والتعدى على سبعة كنائس، وكذا اقتحام الدور الأرضى بوزارة المالية وإتلاف محتوياته، ومجمع محاكم الإسماعيلية وإتلافه، وسرقة 14 سيارة نقل أموال وتم ضبط إحداها وبداخلها أحد عناصر الإخوان وبحوزته أسلحة نارية.
أبنائى رجال الشرطة: لقد كلفنا الشعب فى ثورة 30 يونيو بمهمة وطنية كبيرة، وحمَلنا المسئولية أمام الله وأمام التاريخ وأمام الأجيال القادمة ونحن قادرون عليها بإذن الله من أجل هذا الشعب العظيم.
وأتقدم بكل الشكر لكافة القوات التى شاركت فى تلك المواجهات ضباطاً وأفراداً وجنوداً، والذين لم يخذلوا شعبهم ونداء وطنهم، وزادوا بكل بسالة عن إرادة ذلك الشعب حفاظاً على مقدرات الوطن واستقراره، وإننا إن شاء الله ماضون فى رسالتنا بكل عزم وإصرار.