الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

الإرهاب في إفريقيا.. دراسة تكشف نتائج مواجهة الجماعات المتطرفة في القارة السمراء

السبت 24/أبريل/2021 - 03:13 م
تنظيم داعش
تنظيم داعش

تنحصر أطر مكافحة الإرهاب في أفريقيا في المجابهة الأمنية والعسكرية بشكل أساسي، فيما تتغافل الحكومات الأفريقية والمنظمات الإقليمية والقارية والدولية عن تقديم رؤي وأطروحات جديدة يمكن من خلالها معالجة أزمة الإرهاب بعيدا عن الحلول الأمنية والعسكرية.

دراسة لمركز فاروس للدراسات الافريقية كشفت أن معظم الدول الأفريقية ذخرت أسلحتها مرسية التعاون الإقليمي والأفريقي في مكافحة الإرهاب، ففي منطقة الساحل والصحراء تم تدشين قوة الساحل في فبراير 2017 بين دول المنطقة الخمس “موريتانيا، بوركينافاسو، تشاد، مالي والنيجر”، وفي بحيرة تشاد تنشط جيوش تشاد ونيجيريا والكاميرون في محاربة بوكو حرام، وفي الصومال تنشط بعثة الاتحاد الأفريقي أميصوم في دعم عملية السلام ومكافحة الإرهاب.

وتابعت الدراسة أنه رغم تكثيف الدول الأفريقية اعتمادها على العنصر الأمني والعسكري في مكافحة الإرهاب، إلا أنه لم يسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة في مكافحة الإرهاب، فلاتزال حركة الشباب في الصومال تواصل نشاطهنا العملياتي في وسط الصومال، فيما أصبحت الحركات المتطرفة في منطقة الساحل متناغمة بشكل كبير مع المجتمعات المحلية التي تعاني من الفقر والتهميش، وفي حوض بحيرة تشاد وشمال شرق نيجيريا تنشط حاليا ثلاثة تنظيمات إرهابية متطرفة وهو تنظيم بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا (ISWAP) وأخيرا تنظيم أنصارو الموالي للقاعدة.

وتابعت الدراسة فشل الأداتين الأمنية والعسكرية وحدهما  في معالجة ملف الإرهاب في أفريقيا يفتح الباب للتساؤل عن أدوات أخري يمنكن أن تشكل كيانا متناغما مع الأداة الأمنية والعسكرية في مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية في أفريقة، وفي مقالنا اليوم سيتم التطرق بشكل أساس علي الرؤى المجتمعية في معالجة الظاهرة الإرهابية في العديد من الدول الأفريقية.

ولفتت الدراسة انه منذ نشاط عمليات بوكو حرارم في عام 2009 ربطت العديد من التفسيرات والتحليلات حول انتشار الإرهاب في ولايات شمال شرق نيجيريا إلي حالة الفقر المدقع والتهميش التي تعانيه ولايات بورنو وآداماوا ويوبي، إلا أن ثمة ولايات نيجيرية أخري لازالت تعاني من انتشار الفقر مثل ولايات غومبي وباوتشي، فكلاهما ضمن أفقر عشر ولايات نيجيرية بالإضافة إلى احتلال غومبي المرتبة الثالثة من ناحية الفقر الشديد في البلاد.

واوضحت الدراسة أنه رغم تشابه الظروف بين ولايتي غومبي وبورنو، إلا أن غومبي وباوتشي نجحتا في إحجام الظاهرة الإرهابية حيث لم تتعرض الولايتين لهجمات إرهابية سوي في عام 2010 ومن بعدها تمكنت إدارة الولايتين في التصدي للارهاب مستغلين في ذلك الطابع المجتمعي والجغرافي للولايتين.

وأكد معهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا ولايتي غومبي وباوتشي نجحتا في استغلال موقعهما الجغرافي في تحجيم الظاهرة الإرهابية، فكلا الولايتان ليستا حودية كما هو الحال في بورونو  وكانو وأداماوا على سبيل المثال، إذ سمحت الحدود الرخوة بين نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون في تسلل العناصر الإرهابية بحثا عن الملاذات الأمنة في بحيرة تشاد وتوريد الأسلحة والمؤن للجماعات الإرهابية.

ولفتت الدراسة أنه ساهم الموقع الجغرافي للولايتين في التضييق على معاقل بوكو حرام في ولاية غومبي خاصة في غابات سامبيسا الممتدة بين غومبي وباوتشي وبورنو، ومؤخرا تركزت بوكو حرام وبقية الحركات في امتداد الغابة الواقع في ولاية بورنو مبتعدة عن الجزء الواقع في داخل ولاية غومبي.