والدة البطل "عمر القاضى" فى حوار لـ"مصر تايمز": مصدقتش نفسى لما شوفت ابنى فى "الاختيار 2".. وكان بيحب يزور دور المسنين والأيتام.. وبينادينى بـ"أم الشهيد".. والسيسى قال "انتى ربيتى بطل وراجل"
الإثنين 10/مايو/2021 - 11:32 م
"غربل السبيل علينا.. دُك الكمين"، كلمات مؤثرة وثقها مقطع صوتي مدته بضعة دقائق، وهو آخر ما نطق به الشهيد عمر القاضي قبل ملاقاة وجه ربه فى أول أيام عيد الفطر، ليصبح اسم "عريس بطل 14" مرتبط فى أذهان كل مصري بالشاب العشريني الذي قدم روحه فداءً للوطن.
"أنا معايا شهيد وكلنا فى السكة يا جدعان"، صباح أول أيام عيد الفطر، هنأ أفراد كمين "بطل 14" بعضهم بابتسامات، ولكن بالتزامن مع تكبيرات العيد، بدأ الهجوم الإرهابي واختلطت أصوات الرصاص مع التكبيرات، ليقف الملازم البطل عمر القاضى وأفراد الكمين فى وجه الإرهابيين ويتبادلوا إطلاق الرصاص حتى آخر نفس.
"قولوا لأمي ابنك مات راجل"، كان "عمر" مرابطًا كالأسود يحمي كمين "بطل 14" على خط المواجهة، حتى سقط هو وأمين شرطة و6 مجندين شهداء، وتروي دماءههم الطاهرة أرض سيناء.
وحرص "مصر تايمز" على التواصل مع السيدة راندا محمود، والدة الشهيد عمر القاضي، لتروي تفاصيل حياته منذ نشأته مرورًا بدخوله إلى أكاديمية الشرطة حتى استشهاده.
- بدايةً.. حدثينا عن رد فعلك بعد رؤية عمر فى مسلسل الاختيار 2
"مصدقتش نفسي"، وموقفي كان صعب وشعرت بالصدمة والسعادة، وأحاسيس مختلفة ومتضاربة لكن الأكيد أنني كأم فخورة بابني، وعلمت منذ السنة الماضية أن شخصية ابني ستجسد فى مسلسل "الاختيار"، فمنذ سنة حضر طاقم من العاملين بالمسلسل إلينا وسألوا كمال شقيق عمر عن حياته، كما أنهم سألوا عن عمر فى القطاع.
- كيف كانت طفولة عمر ودراسته؟
عمر كان جزء من قلبي ونموذجًا للشاب المثالي، وأقرب أولادي لي فطوال حياته كان هادئًا وخلوق وعلى دين ومتفوق فى دراسته ويحافظ على صلاته وحافظ للقرآن، كما أنه كان رياضي منذ الصغر فكان يمارس رياضة "الكراتيه"، وحاصل على الحزام الأسود فيها.
- حدثينا عن هوايات الشهيد عمر القاضي
عمر كان محبًا للخير فداوم على زيارة دور المسنين والأيتام، ومستشفيات أبو الريش و57357، بالإضافة أنه كان بارًا بأقاربه، وخيرًا مع المجندين فى القطاع وعند سؤاله كان يقول "دول غلابة يا ماما".
- هل كانت أمنية عمر الالتحاق بكلية الشرطة؟
عمر تمنى الالتحاق بكلية الشرطة منذ صغره بسبب شقيقه، فكان قدوته فى الحياه، حاولت فى البداية إثناؤه عن قراره لكنه أصر على الالتحاق بالكلية، ورفض مساعدة شقيقه فى تقديم الأوراق، فسارع فى إنهاء الأوراق اللازمة لتحقيق حلمه أن يكون ضابط عمليات خاصة.
- حدثينا عن فترة خدمة عمر فى العريش
عمر كان في غاية السعادة عقب علمه بسفره إلى العريش، وخرج إلى "البلكونة" وأطلق النيران فى الهواء من فرط سعادته، وبالنسبة لي شعرت بالخوف على حياة ابني.. عمر سافر إلى العريش 3 مرات، فى أول مأمورية له أصيب بقطع في الإصبع وجرح غائر في الكتف نتيجة طلقة رصاص خلال مشاركته في العملية الشاملة بسيناء، ونال بسببها شهادة تقدير، ولم يستسلم وأصر على استكمال مأمورياته ليستشهد فى ثالث مأمورية له.
- هل تمنى عمر الشهادة؟
ابني تمنى الشهادة ونالها، وكان دائمًا يناديني بـ"أم الشهيد"، وحاولت إثناؤه بعد إصابته فى العملية الشاملة إلا أنه قال لى: "افرضي جيتي تصحيني فى يوم لقيتيني ميت.. أنا مش عاوزك تقولي غير لا إله إلا الله لما أموت".. وكان "عمر"، متأثرًا جدًا بحادث الواحات الذي وقع فى أكتوبر 2017، وراح ضحيته عدد من ضباط قطاعي الأمن الوطني والمركزي، وعلّق الشهيد على الحادث عبر "فيس بوك" بقوله: "صباح الخير يا مصر.. الحقنا بالشهداء يا رب".
- كيف وصلك خبر استشهاد عمر فى العريش؟
يومها شعرت بإنقباضة فى قلبى، وحاولت الاتصال به عدة مرات ولكن لم أتمكن من الوصول إليه، وتصاعدت تكبيرات العيد وذهبت لأداء الصلاة، ثم عدت وحاولت تصفح الإنترنت من هاتفى المحمول، لكنى اكتشفت أن الإرسال انقطع، ولم أدرى أن ابن عم ابنى قطع سلك الإنترنت حتى لا أعرف خبر استشهاده، ونزلت إلى منزل العائلة فوجدت الجميع يرتدون ملابس الحداد، وينظرون لي بحزن حينها تأكدت أن عمر فارق الحياة، وأخبرتني ابنة عمه أنه استشهد وأصى بي قبل وفاته.
- ماذا كان رد فعلك بعد سماع التسجيل الصوتي لآخر لحظات حياته؟
فوجئت بثبات ابني وشجاعته وهو يتعامل مع التكفيريين قائلًا "تعالالي ياض لو تقدر"، وشعرت بغصة فى قلبي من صوت ابني المختلط بالطلقات وصدى تكبيرات العيد، والتسجيل الصوتي المنتشر هو صوت ابني 100%، واستطيع تمييزه بين ملايين الأصوات.
- حدثينا عن آخر وصايا عمر قبل استشهاده
علمت من صديقه "سمير" أنه أوصاه بي، وأخبره أن قلبه منقبض ويشعر بأنه أجله، وقال لزميله "غصب عني مش هقدر أسيب الكمين.. أنا حاسس أني خلاص هموت".
- ماذا أخبرك الرئيس السيسي خلال احتفالية أكاديمية الشرطة؟
يوم احتفالية تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة، وإطلاق اسم عمر على دفعة خريجي كلية الشرطة 2019، قال لى الرئيس السيسي "انتي ربيتي بطل وراجل.. وأنتي فوق راسنا"، مشيرًا إلى أنه فخر كبير لمصر.
- وجهي رسالة لشرطة مصر وجيشها
رسالتى لهم هي أن مصر أمانة فى أيديهم، وأنا أدعو الله أن يحمي جيش وشرطة مصر ويقدرهم على أداء رسالتهم، وأبنائنا الشهداء لم يموتوا ولم تذهب دمائهم هدر لكن الله اصطفاهم، بعدما أدوا رسالتهم على أكمل وجه، وضربوا أروع الامثلة في التضحية فداء للوطن.
