شيخ الأزهر: الاقتصار على أداء الفرائض يكفى لتحصيل السعادة في الدنيا والآخرة
الثلاثاء 27/أبريل/2021 - 12:19 م
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، إن هناك آيات قرآنية كثيرة تعلم الناس أن الله لا يكلف الإنسان من الأوامر إلا القدر الذي يستطيع الوفاء به، وتتسع له قواه وطاقته ووقته، مؤكدًا أن الله لا يكلف الإنسان ما يعجز عنه أو يحمله على الانقطاع وعدم الاستمرار.
وأضاف الطيب، في برنامج "الإمام الطيب"، أن الحكمة النبوية أكدت أن العمل القليل الدائم خير من الكثير المنقطع، بل نهت صريحًا عن المغالاة في التدين والعبادة، وزمت بشكل واضح التشدد في الدين.
ولفت إلى دعاء الرسول الكريم على المتشددين بالهلاك، إذ قال -صلى الله عليه وسلم- ثلاثًا: «هلك المتنطعون»، مضيفًا أن التاريخ يشهد أن هؤلاء المتشددين لا يظهرون إلا ريثما يهلكون.
وأشار شيخ الأزهر الشريف، إلى تعنيف الرسول للإمام الذي أطال الصلاة بالناس، قائلًا: «قال له يا معاذ لا تكن فتانا فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمسافر».
وذكر أن الرسول كان يسرع في صلاته إذا سمع بكاء الأطفال، ويقول: «إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي، مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه».
وأوضح أنه بلغ من يسر التكاليف في الإسلام أن الاقتصار على أداء الفرائض فقط يكفي لتحصيل السعادة في الدنيا والآخرة، مشيرًا إلى أن رجلًا وعد النبي بأنه سيلتزم فقط بأداء الفروض دون زيادة عليها أو نقصان، ليقول عنه الرسول: «أفلح إن صدق».
ونوه بالحديث الشريف: "ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع، إلا فتحت له أبواب الجنة وقيل له ادخل بسلام"، مؤكدًا أن فلسفة الأمر في التشريع الإسلامي تتعارض كليًا مع محاولات التنميط التي تروجها المذهبيات المنتشرة على الساحة الآن، وتحاصر بها حياة المسلم، وتمثل في الوقت نفسه انحرافًا في فهم الإسلام، وعرضًا منفرًا رديئًا لشرائعه وأحكامه.