رمضان زمان حاجة تانية
الثلاثاء 27/أبريل/2021 - 05:38 م
رمضان جانا .. مرحب شهر الصوم مرحب .. أهو جه ياولاد ، هكذا كنا ولازلنا نستقبل شهر رمضان المبارك ذكريات لا تنسي ولا يستطيع أحد أن يمحوها من الذاكرة فقد تكون أجمل ذكريات العمر وأنقاها.
تأتي هذه الذكريات الجميلة منذ أواخر شهر شعبان مع كل جيران الشارع الكل يقوم بتزيين الشارع بشراشيب مضان المميزة و فانوس كبير في وسط هذه الشراشيب و أسلاك النور الملونه التي تملأ جوانب الشارع ، الكل ينتظر إستطلاع هلال شهر رمضان و فور سماع المفتي بأن رمضان غداً الكل يهلل و يفرح ويهنىء الكل الكل وتنتشر في أرجاء المدينة أغنية رمضان جانا وتزدحم الأسواق لشراء مستلزمات رمضان المميزة قمر الدين والقطايف و الكنافة البيتي قبل أن تنال منها يد التطور و تجعلها شكلا بل روح .
كيف ننسي بل كيف نستطيع أن ننسي قرآن و آذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت و لمة العيلة التي لم تكون طوال العام إلا في رمضان و عزومات الأهل والأصدقاء و الجيران و تبادل الأطعمة و الحلويات من بيت لبيت و الأطباق التي لا تخرج من البيوت خاوية
وإجتماع العائلة علي التليفزيون المصري قناة أولي و ثانية قبل غزو الفضائيات و الإعلانات التي أفقدت مذاق و رونق هذه العادة الرمضانيه الساحرة
تأتي الفوازير وما أدراك ما الفوازير سنوات عديدة نقضيها مع نيللي و حضورها الطاغي لدرجة أنها أصبحت أحد أهم أيقونات رمضان و سنوات مع سمير غانم و فطوطة و سنوات جميلة أيضاً مع الجميلة شيريهان و حكايات ألف ليلة وليلة عروسة البحور مرة و ورد شان مرة أخرى و أخيراً فاطيما و حليمة و كريمة
والمسلسلات الرمضانيه الخالدة التي مازالت في الأذهان بابا عبده و الفتي الطائر هو وهي وأخو البنات والشهد والدموع وليالي الحلميه و رأفت الهجان وضمير أبلة حكمت و عائلة الحاج متولي و لن أعيش في جلباب أبي و المال والبنون وأرابيسك وزيزينيا وأم كلثوم.
عشرات المسلسلات التليفزيونية الرمضانيه التي لا تنسي بداية من تتر المسلسل المحفور في الذاكرة لأبطال المسلسل و أحداثه ولمة العائلة عليه وكان بالكثير أربع مسلسلات علي قناتي التليفزيون المصري الأولي و الثانيه بدون زخم مسلسلاتي يصل لعشرين او ثلاثين مسلسل و فواصل إعلانية أطول من مدة المسلسل تتحكم هذه الفواصل في المسلسل و النجوم و الموضوع.
كانت الشوارع تكاد تكون خاوية عند وقت إذاعة المسلسل الرمضاني فلهذا كان ومازال خالداً و محفوراً في الذاكرة مع نجوم مسلسلات رمضان المخرج محمد فاضل و المخرج يحيي العلمي والمخرج إسماعيل عبد الحافظ والكاتب الكبير وحيد حامد ومحمد جلال عبد القوي وأسامة أنور عكاشة الذي يعد أهم من صنع دراما رمضان الخالدة.
وجميع نجوم مصر الذين شاركونا هذه الذكريات الجميلة الخالدة فهؤلاء ساهموا بشكل إيجابي في دراما رمضان التي لا تعوض والتي لاتزال تعرض ونسعد بها وأيضا الأعمال الرمضانيه للأطفال التي كان يشاهدها الكبار قبل الصغار مثل بوجي و طمطم وفوازير عمو فؤاد مع العملاق فؤاد المهندس وفوازير جدو عبده مع العملاق الكبير الأستاذ عبد المنعم مدبولي وأخيراً مسلسلي سلاحف النينجا و بكار الذي علق في أذهاننا بصوت غناء التتر الرائع لمحمد منير
ومن ينسي برامج المقالب و المسابقات و البرامج الممتعة الرمضانيه يا تليفزيون يا مع رمسيس ، الجائزة الكبرى مع طارق حبيب ، الكاميرا الخفيه مع إسماعيل يسري و فؤاد المهندس ثم إبراهيم نصر و إبتكاره لشخصية زكية زكريا ، وبرنامج إلحقونا ثم أديني عقلك ، ثم يأتي المسلسل الديني الذي إرتبط بشهر رمضان المبارك والذي أختفي تماماً الآن فكلنا كنا نستتمع لمسلسلات لا إله إلا الله و مسلسل محمد رسول الله بأجزائهما الخمسة ثم مسلسلات القضاء في الإسلام و أبو حنيفة النعمان و عمر بن عبد العزيز.
وكثير جداً من الأعمال الدرامية الدينية التي إختفت تماماً هذه الأعمال العظيمة من خريطة شهر رمضان فكانت مسلسلات بها من الثقافة والفن والفكر والتنوير والدين الحنيف حتى فيلم السهرة في رمضان كان مختلف فكانت هناك أفلام تليفزيونية منتقاه تنتج خصيصاً لهذا الشهر الكريم وتعرض فيه مثل أفلام الوزير جاي و فوزية البرجوازية و محاكمة علي بابا و أنا لا أكذب ولا لكني أتجمل وأنا وأنت و ساعات السفر و المجنون و أسعد الله مساءك وغيرها الكثير من هذه الأفلام التي إمتلئت متعه و فن و ثقافه و إحترام لعقل و ذوق المشاهد و إحترام الشهر الكريم
حتى المسحراتي لم يكن ينساه التليفزيون المصري فقدمه بشكل بسيط تلقائي علي يد الشيخ سيد مكاوي في تابلوه فني رمضاني لا ننساه حتي اليوم ولا يزال يقدم إلي الآن ولا نشعر بالسحور بدونه وكان ختام اليوم التلفزيوني الرمضاني نقل شعائر صلاة الفجر من المسجد الحسين ونفحات الحسين المطلة من التلفزيون لكل بيوت مصر.
ومذيعة الربط التي كنا نأتنس بها و نشعر كأنها أحد أفراد الأسرة والتي كانت تظهر بين كل فقرة لتقدم الفقرات والبرامج فكنا ننتظر رؤيتها وطلتها علي الشاشة بمنتهي الشياكة والإبتسامة التي لا تفارقها مثل مذيعات عظيمات نتذكرهن إلي الآن بكل حب و تقدير وإحترام نجوي إبراهيم وسوزان حسن وسهير شلبي وفريدة الزمر ونجوي عزام و ماجدة أبو هيف و نادية حليم و نهال كمال .
كيف ننسي كل هذا الجمال والرقي الذي نشأنا عليه و عشنا معه و عاش فينا خاصة أننا نعيش الآن أجواء رمضان مختلف تماماً عن ذي قبل سواء في الحياة اليومية أو الشارع المصري أو الفن المصري فلم يعد لرمضان مذاق ولا رونق ولا طعم و حلاوة زمان ، سلاماً طيباً عطراً علي كل من ساهم في هذه الذكريات الجميلة التي لاتزال عالقه في قلوبنا و أذهاننا مهما مرت السنوات.