47 عامًا على تحقيق إنتصار أكتوبر العظيم .. ملحمة أسطورية أطاحت بأكذوبة العدو والجيش الذي لا يقهر .. وثائق سرية للبيت الأبيض تكشف حجم الخسائر الجسيمة التي تكبدتها إسرائيل فى الساعات الأولي للحرب
الثلاثاء 06/أكتوبر/2020 - 10:53 م
47 عامًا على تحقيق انتصار أكتوبر العظيم الذي حقق معه أبطال القوات المسلحة المستحيل، وبذل خلالها آلاف الجنود دمائهم الطاهرة على تراب أرض سيناء، لاسترداد جزء من غال من أراض الوطن، فكان هذا اليوم بحق أكبر صفعة أمام العالم على كذب الادعاءات الإسرائيلية وانهيار أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وفي الساعات الأولى من الحرب لم تكن إسرائيل فقط التي لم تصدق ما يحدث بل العالم كله، وقف مذهولا أمام ملحمة عسكرية تاريخية بكل المقاييس، تدرس حتي الان معاركها فى أكبر الاكاديميات العسكرية بدول العالم والتي سطر خلالها شعب مصر وأمامه رجال مصر المخلصين من جنود وقوات اجيش المصري العظيم أسماءهم بأحرف من نور في تاريخ الكرامة والعزة المصرية .
سيرة القادة الذين صنعوا الملحمة العسكرية التاريخية
الرئيس محمد أنور السادات القائد الأعلى للقوات المسلحة: قاد بنفسه غرفة العمليات أثناء الحرب، وتمكن بحنكة من حسم المعركة سياسيًا، أمن السادات جبهته الداخلية وقضى على الصراعات وبعث رسالة الأطمئنان للداخل، وأدرك أن تلك المعركة مصيرية خالصة لا تحتاج لاستعراض القوة، أطلق خطة للخداع الاستراتيجي، وأخفى كل آثر الاستعداد للحرب، واستمرت المعركة حتي صباح 24 أكتوبر، مع وقف اطلاق النار الثاني.
الفريق أول أحمد إسماعيل القاد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية: عين بمنصب وزير الحربية والاستعداد للحرب يوم 26 أكتوبر 1972، وعبر عن ذلك بقوله: " كان هذا النهار أحد الأيام المهمة والحاسمة في حياتي كلها, بل لعله أهمها على الإطلاق" وخاض الفريق ضد العدو الصهويني، وكان له دور لا ينسى في إنقاذ الجبهة المصرية من الإنهيار، واستطاع أن يعبر بالجيش المصري من ثغرة الدفرسوار، ونجح في الحفاظ على وحدة الصف بين القادة.
الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الأسبق: يحمل سجله العديد من الأنواط والرتب العسكرية، مكنته من اكتساب ثقة القيادة السياسية في فترة صعبة، وتكليفه بالاستعداد للحرب ومعركة التحرير، وذكر في مذكراته:" عندما عينت رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، في 16 مايو 1971، لم تكن هناك خطة هجومية، وإنما كانت لدينا خطة دفاعية تسمي الخطة 200، وكان هناك أيضا خطة تعرضية أخري، تشمل القيام ببعض الغارات بالقوات علي مواقع العد والإسرائيلي في سيناء"، تمكن اللواء الشاذلي من رسم خطة ببراعة ودراسة نقاط قوة وضعف العدو.
المشير محمد علي فهمي، قائد قوات الفاع الجوي في حرب أكتوبر: استطاع إلحاق خسائر فادحة بالقوات الجوية الإسرائيلية، وصلت إلى ثلث سلاح الطيران الإسرائيلي، حتى اضطرت القيادة الإسرائلية، لإصدار الأوامر لطياريها بعدم الاقتراب من قناة السويس، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وكان أول قائد لقوات الدفاع الجوي المصري منذ 23 يونيو 1969 وحتي حرب أكتوبر.
اللواء نبيل شكري قائد سلاح الصاعقه: تولى قيادة سلاح الصاعقة، خلال حرب أكتوبر والاستنزاف، تمكن سلاح رجال الصاعقة المصرية، من تكبيد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة خلال حرب الاستنزاف، وكان اللواء نبيل شكري ممن ضمن المجموعة التي أرسلها السادات إلي قبرص، للقبض علي قتلة الأديب يوسف السباعي.
ماذا قال قادة إسرائيل بعد حرب أكتوبر..؟
جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل:" إن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا فى سيناء، وتوغل السوريون فى العمق على مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة على الجبهتين، سأظل أحيا بهذا الحلم المزعج لبقية حياتي، ولن أعود نفس الإنسانة مرة أخرى التي كانت قبل الحرب".
موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر:"إن المصريين يملكون سلاحا متقدما، وهم يعرفون كيف يستخدمون هذا السلاح ضد قواتنا ولا أعرف مكانًا فى العالم محميًا بكل هذه الصواريخ كما هو عند مصر، إن المصريين يملكون العديد من الأنواع المختلفة من السلاح، وهم يستعملون كل هذه الأنواع بامتياز وبدقة متناهية".
اهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية:" لا شك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين، بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء، وحينما سئل السادات هل انتصرت فى الحرب ؟ أجاب " انظروا إلى ما يجرى فى إسرائيل بعد الحرب وانتم تعرفون الإجابة على هذا السؤال .
حاييم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل الأسبق:" إن حرب أكتوبر انتهت بصدمة كبرى عمت الإسرائيليين ولم يعد موشى ديان كما كان من قبل، وانطوى على نفسه من ذلك الحين، لقد كان دائمًا على قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس فى وسعهم أن يهاجموا، وحتى فى غمرة الاختراق المصري لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته.
اللواء ايلى زاعيرا رئيس استخابرات العسكرية 1973:" إن ما حدث فى يوم الغفران كان أكبر من مجرد تقدير خاطئ للموقف سواء بالنسبة لاندلاع الحرب نفسها مرورًا بالعمليات الحربية كانت مفاجأة حرب أكتوبر زلزالًا هز إسرائيل هزة نفسية عميقة وأدى إلى انهيار الدعامات الأساسية لنظرية الأمن الإسرائيلية".
وثائق البيت الأبيض عن حرب أكتوبر..
كشفت إحدى الوثائق الأمريكية التي تم تسريبها في ذكرى حرب أكتوبر أنه في الوقت الذى هجم فيه الجيش المصري واجتاح خط بارليف، كان البيت الأبيض يعقد اجتماعات عالية المستوى لمحاولة إنقاذ إسرائيل وتقديم المساعدة لها، وكانت بعنوان "سري للغاية دقيق".
وذكرت وثيقة البيت الأبيض أنه أثناء الحرب تم عقد اجتماع سري للغاية من الساعة 8:20 إلى 8:40 دقيقة صباحًا، يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 1973، حتى يتم مد جسر جوي، وحضر السفير الإسرائيلي في واشنطن سيماشا دينيتز والملحق العسكري الإسرائيلي مورد خاي جور، ووزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، والجنرال برنت سكوكروفت، نائب مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي، وبيتر دبليو ردومان، عضو مجلس الأمن القومي.
وتبين أنه بعد الخسائر التى ألحقها الجيش المصرى بالإسرائيليين في حرب أكتوبر سعت جولدا مائير، إلى تعويض الخسائر من خلال المساعدات الأمريكية، وتولي السفير الإسرائيلي في واشنطن سيماشا دينيتز، مهمة التفاوض مع واشنطن بشأن حجم هذه المساعدات، وكان على "دينيتز" فى البداية أن يشرح حجم هذه الخسائر، والتى تمثلت فى الطائرات 14 فانتوم و28 سكاي هوك، و3 ميراج، و4 من طائرات السوبر ماستير، بإجمالى 49 طائرة، بجانب 500 دبابة، وانتهى هذا الاجتماع بأمر من كيسنجر، إلى الجنرال برنت سكوكروفت، نائب مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي، بمنح الإسرائيليين كل المعلومات، كما اعترف السفير الإسرائيلي، بأن مواجهة الجيش المصري ليست سهلة.
معاهدة السلام وشجاعة السادات في إخراج المستعمر نهائيًا
اتفاقات كامب ديفيد وقعها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن في 17 سبتمبر 1978، شهدهما الرئيس جيمي كارتر، فى منتجع كامب ديفيد الأمريكى، استمرت المفاوضات قبل التوقيع لمدة 12 يوما، حيث وصل الوفدان المصرى والإسرائيلى إلى كامب ديفيد يوم 5 سبتمبر 1978، وتم التوقيع يوم 17 سبتمبر.
أيد عدد كبير من دول العالم إنهاء حالة الحرب والصراع العربى الإسرائيلى بشكل سلمي، وبسبب الاتفاق تلقى السادات وبيجن جائزة نوبل للسلام لعام 1978 بالتقاسم، لدورهما فى إنهاء حالة الحرب بين الدولتين.
أهم نتيجة إستراتيجية للحرب هي تنفيذ الهدف الأساسي للرئيس السادات وهي إنهاء حالة اللاحرب واللاسلم في الشرق الأوسط، ومن ناحية أخرى كانت الحرب صدمة نفسية قاسية للشعب الإسرائيلي فقد أدرك الإسرائيليون أن قواتهم يمكن أن تقهر، وانتهت الحرب بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في يناير1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا والضفة الشرقية لقناة السويس لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية، وتم استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، وجميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية، ومهدت الحرب الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978م، و تم استرداد طابا عن طريق التحكيم الدولي في 19 مارس 1989 .