محمد شوقى يكتب.. مسلسل "وكل ما نفترق" ما بين الإنتقاد والإنتقام.. هل من الممكن أن أنتقد عمل فني قبل عرضه؟.. أو لمجرد خلافات بين صناعه؟
الأربعاء 05/مايو/2021 - 04:53 م
مسلسل "وكل ما نفترق"، ما بين الإنتقاد والإنتقام .. نقف كثيراً أمام هذا المسلسل الذي أثير حوله جدلاً واسعاً حتي من قبل عرضه وهذا يدعو للتساؤل .. هل من الممكن أن أنتقد عمل فني قبل عرضه ؟ أو لمجرد خلافات بين صناعه ؟؟؟
بطلة العمل هي النجمة ريهام حجاج التي أثير حول مسلسلها العالم الماضي {لما كنا صغيرين} نفس الجدل وأيضاً قبل عرضه بحجة تصدر صورتها و إسمها علي صور و إسم النجمين الكبيرين محمود حميدة وخالد النبوي ولما عرض المسلسل و ظهر التتر وإسم ريهام حجاج يلي أسماء النجمين الكبيرين محمود حميدة وخالد النبوي بل حتي تتر المسلسل أصبح أهم تتر في رمضان الماضي وكان معبر و قوي ولا غرابه في ذلك فبصوت الديڤا سميرة سعيد وكان مسلسلاً من أهم مسلسلات رمضان الماضي.
ولكن هذه المرة تصدر مسلسل ريهام حجاج مشاكل قد تحدث في كل مسلسل وتمر بسلام ولكن هذه المرة يختلف الحال ، فمن الأيام الأولي لعرض المسلسل تصدرت مشكلة آيتن عامر مع المسلسل و بطلته النجمة ريهام حجاج صفحات السيوسشال ميديا مما أثر بالسلب علي نسبة مشاهدة المسلسل بالرغم من أنه المسلسل الوحيد في دراما رمضان الذي يعرض على عشر قنوات فضائية وكلهم نسب مشاهدتهم عالية وأيضاً يعرض علي عدة قنوات خليجية كبرى.
ومعظم من إنتقد هذا المسلسل لم يراه فقط هو إنتقده متأثراً بما حدث من خلاف والذي أثارته آيتن عامر وبالطبع تعليقات السيوسشال ميديا كان لها بالغ الأثر في ذلك خاصةً مع وجود مشهد ظهرت فيه النجمة ريهام حجاج متنكرة في ملابس رجل صعيدي و خصلات شعرها "قُصة" على جيبنها مما زاد الإنتقاد والسخرية حتي أتضح أمر هذا المشهد وهو أن كل من يحيط بها في الأحداث يعلم بتنكرها.
ولا أجد مسلسلاً في دراما رمضان تعرض لكم الإنتقادات اللاذعة مثل هذا المسلسل والغريب ليس في الإنتقادات بل أن معظم من وجه له الإنتقادات لم يشاهد المسلسل من الأصل ، فبعد أن أختلف الأمر في المسلسل وجدً فيه مسلسل إجتماعي به الكثير من التشويق والخط الدرامي للمسلسل أختلف تماماً وأصبح أكثر تشويق ومتعة ، ومع وجود أساتذة في الأداء التمثيلي في هذا المسلسل مثل عمرو عبد الجليل بأدائه المبهر و طارق عبد العزيز صاحب الحضور و الموهبة التي لا يختلف عليها أحد و النجم محمد جمعة الذي يُبهرنا بأدائه المتطور في كل دور يقدمه والنجمة الكبيرة سلوي خطاب التي تثبت أن الدور ليس بحجمه بل بقيمته ، حتى نجمي العمل أحمد فهمي و محمد الشرنوبي برغم كونهما مطربين إلا أنهما يتمتعان بحضور و إحساس عالي في الأداء التمثيلي لهما خاصةً في هذا المسلسل نجد بينهما مباراة في الأداء المتميز ومع ظهور نجم بحجم سيد رجب أضفي علي المسلسل قيمة كبيرة وجعل نسبة مشاهدته تزداد.
والمسلسل به مجموعة كبيرة من نجوم كبار كل نجم فيهم يستطيع أن يتحمل مسلسل مثل النجمة رانيا يوسف والنجم الكبير أحمد صيام ، المؤلف محمد أمين راضي يقدم لنا قصة مختلفة أحداثها يجمع بين التشويق بخط درامي اجتماعي يتطور مع كل حلقة وإن كانت الحلقات الأولى من المسلسل بها الكثير من المط و التطويل إلا أن حلقات المسلسل أصبحت أكثر تشويقاً و متعه خاصةً في منتصف الحلقات وأري أن المخرج مصطفى أبو سيف قدم عملاً فنياً جديد في دراما رمضان هذا العام.
فهو يمتلك زوايا إخراجية جديرة بالاحترام و تدل علي أنه مخرج يستطيع أن يصور الحوار قبل أن ينطق به الممثل وإن يجعل المسلسل في غاية التشويق الذي يجعل المُشاهد ينتظر الحلقة التالية ، وهذا هو أهم جزء من نجاح أي مسلسل تشويق المشاهد للحلقة التالية.
أما تامر كروان صاحب الموسيقى التصويرية فهو دائماً يقدم لنا عزف منفرد في كل عمل درامي يقدمه الموسيقى التصويرية خاصةً تتر البداية تكون عنوان المسلسل و قد أصاب تامر كروان كعادته، أما النجمة ريهام حجاج فقد كان الهجوم و الإنتقادات اللاذعة عليها لا أري فيه مبرراً يستدعي كل هذه الإنتقادات فهو إنتقام أكثر منه إنتقاد ولا أعلم لماذا كل هذا الهجوم.
ريهام حجاج أثبتت وجودها كنجمة في دراما شهر رمضان وهي تستطيع أن تقدم أدواراً متعددة و مختلفة وتمتلك أدوات الممثلة المتمكنة بحق ولها أعمال فنية درامية سابقة تدل على ذلك مثل مسلسلات رقم مجهول ويونس ولد فضة و وضع أمني وونصيبي و قسمتك و سجن النساء ولما كنا صغيرين و أخيراً وكل ما نفترق.
وفي السينما قدمت أفلام مثل رغدة متوحشة و مولانا وكرم الكينج و يوم مالوش لازمه و غيرها من الأعمال التي قدمت فيها نوعيات مختلفه من الأدوار ولكن لماذا كل هذا الهجوم نعم أنتقد ومن حقي أنا أقول أن المسلسل جيد أو عكس ذلك ولكن أن أقف و أهاجم المسلسل كون بطلته ريهام حجاج فأنا لا أدري لماذا من الممكن انتقدها كممثلة ولكن أنتقدها لمبدأ الإنتقاد ليس إلا فهذا هو ما حدث و يحدث من قبل عرض المسلسل و حتي الآن فهذا ليس إنتقاد ولكن إنتقام .
وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح فلقد أثبت المسلسل أنه مسلسل جدير بالمشاهدة خاصةً في آخر عشر حلقات له وأن صورة المسلسل قد تغيرت تماماً و أصبح مسلسل متميز و مختلف ولا يقل أهمية عن غيره من المسلسلات الرمضانية التي يُشار عليها
مع الأخذ في الإعتبار أن أعمال المؤلف محمد أمين راضي برغم جودتها و قيمتها الفنية العالية إلا أنها عندما تُشاهد مرة أخرى بعيداً عن صخب دراما رمضان تكون أكثر تميًزاً تماماً و كم من مسلسلات كثيرة في تاريخ الدراما العربية عند مشاهدتها بعد عرضها الأول أصبحت من أهم الأعمال الدرامية