الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

90 عاماً علي ميلاد عذراء الشاشة.. ماجدة الصباحى

السبت 08/مايو/2021 - 11:18 ص

في يوم 6 مايو 1931 كان ميلاد واحدة من أهم نجمات الشاشة العربية بل و أميًزهن ماجدة الصباحي

لم تكن ماجدة الصباحي مجرد فنانة جميلة تقدم لنا أعمال فنية رومانسيه ناعمه رقيقه كشكلها ولم ترضي أن تكون حتي مجرد نجمة سينمائية تنتظر أن يعرض عليها الأفلام وتنتظر الفرصة من مخرج أو منتج أو كاتب 

تخطت كل هذه الحواجز لتصنع مجدها وليكون مختلف و مميز عن جميع من سبقها و من لحقها



بدأت كغيرها مجرد فتاة جميلة تظهر في الدور الثاني للبطلة الأهم في الفيلم مثل أفلام "حبايبي كتير" مع رجاء عبده و"ليلة غرام" مع مريم فخر الدين و"حكم الزمان" مع نور الهدى و"سيبوني أغني" مع صباح و "أنا بنت ناس" مع فاتن حمامه.

حتي بدأت تنتشر وتقدم دور البطولة الأولي ولكن في أفلام أقل مستوي من أفلام نجمتي الشاشة الأول فاتن حمامه و شادية فكان دور البطل هو الأهم من دورها وهي مجرد البطلة ذو الوجه البرىء ليس إلا وكان ذلك في أفلام "فلفل" مع إسماعيل ياسين و"دهب" مع أنور وجدي و"البيت السعيد" مع حسين صدقي و"أماني العمر" مع سعد عبد الوهاب .

ولكن لم يكن طموح ماجدة يكتفي بوجودها الغير المؤثر في السينما وهنا قررت أن تنتج بنفسها أفلاماً مختلفة عن كل ما هو سائد وتكون مميزة وقد كان.



بدأت عام 1956 أول إنتاجها في "أين عمري" وأول قصة لإحسان عبد القدوس علي الشاشة العربية ليكون هذا الفيلم واحداً من أهم أفلام السينما المصرية علي الإطلاق وينجح الفيلم أيضاً نجاحاً كبيراً غير متوقع بل ويمثل مصر في مهرجانات دولية ويحصد علي ثلاثة جوائز دوليه، حتى صار إسم ماجدة علامة كبيرة في سماء السينما المصرية ومن هذا الفيلم أطلق الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس عليها لقب عذراء الشاشة .

ولم تكتفي ماجدة بهذه التجربة بل إستمرت فيها و كان كل فيلم تقوم بإنتاجه أفضل من الآخر بل وكل ما يعرض عليها من بطولات فنية أخري غير إنتاجها يكون مختلف ومميز فأرادت ألا يكون لها تاريخ سينمائي مشرف فقط بل أرادت أن يكون لها إسم مشرف في تاريخ مصر كله كأمراة فنانة ساهمت في إنتاج أعمال فنية وطنية وقومية وإجتماعية وقد كان.



ففى أقل من عامين كان إسم ماجدة الصباحى مقترن بأقوى الأفلام و أهمها فى تاريخ السينما المصرية .

فهي النجمة الوحيدة في تاريخ السينما المصرية التي قدمت أفلام دينية من إنتاجها مثل فيلم "هجرة الرسول و عظماء الإسلام" وأكثر نجمة شاركت فى أفلام دينية مثل "إنتصار الإسلام و بلال مؤذن الرسول" 

وهى أكثر فنانة شاركت فى أفلام وطنية خالدة مثل "الله معنا" و"مصطفى كامل" و"ثورة اليمن" و"أرضنا الخضراء"، بل وأنتجت أهم فيلمين وطنيين فى تاريخ السينما العربية (جميلة بوحريد) 1958 عن كفاح شعب الجزائر، و(العمر لحظة) 1978 عن حرب أكتوبر وقد صنف هذا الفيلم كأهم أفلام حرب أكتوبر.

ويذكر للفنانة ماجدة قيامها بإنتاج أهم أفلام تعبر عن أهم قضايا المرأة مثل أفلام "المراهقات" و"الحقيقية العارية" و" مع الأيام" و"حواء علي الطريق" و"دنيا البنات" و"النداهة" و"أنف وثلاث عيون" . 

وبالرغم من أهمية ما قدمته في السينما المصرية إلا أنها قدمت أفلام تعد علامات مميزة في تاريخها الفني 
فقد وقفت أمام عبد الحليم حافظ وغنى لها أهواك و أتمني لو أنساك فى فيلم "بنات اليوم" وغنى لها فريد الأطرش أعذب أغانيه حكاية غرامى من فيلم "من أجل حبي" . 



وقدمت ثنائي فني مع يحيي شاهين في أفلام مهمه مثل (الغريب و قرية العشاق و مرت الأيام)
 
وأيضاً مع شكري سرحان فى أفلام (قيس وليلي وقصة ممنوعه وبين إيديك والجريمة والعقاب)  

وقفت أمام جميع بطلات جيلها الذهبي 
فاتن حمامه في (أنا بنت ناس)  
شادية في (الظلم حرام وماليش حد) 
صباح في فيلم (نهاية حب)  
هند رستم في فيلم (طريق السعادة)
نعيمة عاكف في فيلم (بائعة الجرائد)
تحية كاريوكا مع عمر الشريف في فيلم (شاطىء الأسرار) 
مديحة يسري في (لحن الخلود) 

بل وساندت نجمات جيل ما بعدها وقدمت نادية الجندى لأول مرة على الشاشة فى فيلم (جميلة بوحريد) . 

وجمعت بينها وبين نجلاء فتحى وميرفت أمين فى فيلم واحد (أنف وثلاث عيون) وأيضاً جمعت بينها وبين ناهد شريف ونبيلة عبيد فى فيلم (العمر لحظة) وبالرغم من أنها الممثلة الكبيرة والمنتجة أيضاً لم تخش من المقارنة أو مساحة الدور وهي تقف مع نجمات جدد .



مسيرة فنية مليئة بالإنجازات التي تميزت بها عن غيرها في تاريخ السينما المصرية فقد نري منتجات في بداية السينما المصرية ولم يستمروا للنهاية مثل بهيجة حافظ أو آسيا داغر أو ماري كويني . 

ولكن الوضع أختلف مع ماجدة الصباحى صاحبة النفس الطويل والإرادة القوية التى جعلت منها واحدة من أهم فنانات الشاشة العربية بل وتميزت عنهن بالأعمال المختلفة والغير تقليدية.

رحم الله هذه الفنانة الاستثنائية التى سيظل أسمها محفورا من ذهب في ذاكرة تاريخ مصر والعالم العربي .