أسر شهداء "حادث الواحات" يروون لـ"مصر تايمز" أوجاعهم: ولادنا رجالة وأبطال وحاربوا لآخر نفس.. وكانوا بيتمنوا الشهادة وبيحبوا الخير.. وبيوت كتير كانت مفتوحة بسببهم
السبت 08/مايو/2021 - 11:17 م
بدموع ونبرة صوت حزينة متألمة، روى أهالى شهداء حادث الواحات لـ"مصر تايمز" تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة أبنائهم واستشهادهم أثناء مداهمات قوات الأمن للعناصر الإرهابية التكفيرية بالكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء.
والدة الشهيد إسلام مشهور: ابنى راجل وزغرطت لما شوفته بعد استشهاده
قالت سوزان عبدالمجيد، والدة الشهيد إسلام مشهور: "لما عرفت إن ابني رايح مأمورية فى الواحات قلبي اتقبض وكنت متوترة جدًا كأني كنت حاسة.. وهو مكانش بيحب يتكلم كتير عن شغله عشان ميقلقناش عليه.. وبعد ما سافر كلم باباه وقاله أنه فى مأمورية خارج القاهرة وقفل تليفونه فقلقت عليه"، مضيفةً: "يوم استشهاده صحيت من بدري عشان أجهزله الأكل اللي بيحبه ومفتحتش التلفزيون ولا تابعت أي أخبار لا أنا ولا اخواته".
وتابعت والدة الشهيد: "الخبر انتشر على المواقع والفيس بوك والتلفزيون واحنا منعرفش حاجة.. اتفاجئت أن قرايبنا كلهم بيكلموني وبيتطمنوا عليا وبيقولولي أنتي كويسة؟.. قلقت لحد ما زمايلي اتصلوا بيا افتكرت أنه اتصاب.. بعدها لقيت جيراني والناس بيجروا على البيت وبيقولولي إسلام استشهد.. لحد ما عرفت أنه أول واحد مات فى المداهمة"، مؤكدة: "طلبت أني أشوفه بعد ما وصل مستشفى الشرطة.. دخلت عليه لقيته شبه الملاك ووشه أبيض ومنور ولما بوست راسه ابتسملي معرفتش أعمل حاجة غير أني أزغرط".
وتابعت والدة الشهيد: "جنازة ابني بقت عاملة زي زفة العريس من كتر زغاريط الناس فيها والعدد الكبير اللي حضرها.. ويوم السنوية بتاعه اتقلب لعزاء من كترة الناس.. وصاحب الكومباوند اللي عايشين فيه بنى جامع بإسمه من كتر ما الناس كانت بتحبه ومتأثرة بوفاته".
وأكدت والدة البطل إسلام مشهور: "إسلام كان أصغر ولادي ومحترم وهادي وملتزم وعلى دين وأخلاق بشهادة كل صحابه وزمايله وأهله وخطيبته.. عمره ماجه على حد ولا ظلم حد.. من صغره وكان نفسه يدخل كلية الشرطة عشان أبوه كان مثل أعلى ليه وقدوة كان عاوز يبقى زيه.. وأول نصيحة ليه بعد ما اتخرج أبوه قاله "أوعى تظلم حد ولا تيجي على حد واتقي ربنا فى شغلك".. متابعة: " ابني كان متأثر بالأحدات الإرهابية والظباط اللي بتستشهد وكان بينعيهم على طول على صفحته وبيقول ياريت أموت شهيد أحسن ما أموت على سريري".
وقالت والدة إسلام: "إسلام كان مع زميله وبيهزر معاه قامت رصاصة جت فيه ومات فى ساعتها"، مضيفة: "هو كان متأثر بالأحدات الإرهابية والظباط اللي بتستشهد وكان بينعيهم على صفحته وبيقول ياريت أموت شهيد أحسن ما أموت على سريري وسمى نفسه "خريج المدرعة" وربنا اختاره وهو فى المدرعة.
وتابعت أم البطل: "بعد ما استشهد الكل كان بيتكلم إن ابني بيعمل خير.. وفي يوم قالت لي خطيبته أنه كانو بياكلوا برا ولما إسلام شاف طفلين فقرا بيمسحوا العربيات فى الشارع جابلهم وجبتين وهو ميعرفهمش"، مضيفة: "هو كان بيعمل خير وبيبر أهل وجدع مع صحابه وبيساعد الأيتام والفقرا".
وتابعت: "قبل ما يروح القطاع قبل استشهاده طلب من باباه أنه يروح معاه عشان يشتروا بدلة سودة يحضر بيها فرح صاحبه.. بعد كدة غير رأيه وطلب من أبوه أنه يروح يجيبها لوحده"، وأتمت: "مسلسل الاختيار عمل فني وتاريخي عظيم وحاجة كويسة ومشرفة، وبيبرز تضحيات شهدائنا من الجيش والشرطة.. لازم الناس تعرف هما وأهاليهم بيضحوا قد إيه عشان بلدهم.. البلد دي من غير الجيش والشرطة هتضيع".
ابن خالة البطل أحمد جاد: جنازته خرجت من نفس مسجد كتب كتابه
"أحمد كان إنسان بمعنى الكلمة وبيوت كتير مفتوحة بسببه".. بهذه الكلمات وصف أحمد سيد، ابن خالته البطل أحمد جاد، الذي استشهد أثناء مداهمات قوات الأمن للعناصر الإرهابية بالكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء، فى الحادث المعروف بـ "حادث الواحات".
وقال ابن خالة الشهيد: "أحمد كان إنسان بمعنى الكلمة، وحاجج بيت ربنا مرتين مرة لنفسه ومرة لوالده.. كان بيحب الخير وبيوت كتير مفتوحة لحد دلوقتي بسببه"، متابعًا: "كان ملتزم بمعنى الكلمة لدرجة أنه وزع مصاحف فى كتب كتابه.. ومكانش بيتكلم عن شغله معانا عشان حساسيته.. وهو وأخوه الكبير بنوا جامع فى مطروح باسم والدهم اللي كان مدير أمن المنيا وأسيوط"
وتابع ابن خالة البطل: "خبر استشهاد أحمد كان يوم خطوبة بنت عمته ووالدته كانت معانا.. مكناش متابعين أي أخبار عشان زحمة اليوم.. واتفاجئنا بتليفونات بتجيلنا فى الخطوبة زمايلنا بيقولولنا افتحوا الأخبار شوفوا فيها إيه"، مضيفًا: "مكناش مصدقين الخبر وخدنا والدته وروحنا البيت ومكناش متأكدين 100٪ من خبر الاستشهاد".
وأورد ابن خالة الشهيد أحمد جاد: "معرفناش نتأكد من خبر الاستشهاد غير تاني يوم الصبح لإن الطيران كان مستني أي نور عشان يكشف المكان وأحمد كان جوا الصحرا بحوالي 40 كيلو.. لحد ما لقوا جثته الساعة 6 الصبح"، متابعًا: "والدة أحمد كان وقع الخبر عليها صعب جدًا لأنه قريب ليها ومعرفناش نهديها بأي طريقة.. وبناته جيدا وجميلة لحد دلوقتي مكسورين لأنهم متعلقين بيه جدًا"، مضيفًا: "أحمد اتصلى عليه فى نفس المسجد اللي اتكتب كتابه فيه وجنازته كانت عظيمة جدًا وحضرها ناس كتير".
وتابع ابن خالة الشهيد: "أحمد اتمنى من صغره يدخل كلية الشرطة واشتغل على نفسه جدًا فى الاختبارات.. وبعد ما اتخرج كان بيحب شغله حتى لو على حساب أهله لدرجة أنه ممكن كان يقعد فيه أكتر من أسبوع.. وعرفنا أنه يوم استشهاده قعد يصلي كتير قبل المداهمة"،.. مضيفًا: "من كتر حب الناس فيه فيه مدرستين باسمه واحدة فى كفر طهرمس والتانية فى مطروح".
وأتم ابن خالة الشهيد: "مسلسل الاختيار عظيم أنه بيرصد كل التضحيات.. وعلى قد ما فرحانين بالمسلسل بس قلبنا بيتقطع عليه و علي زمايله.. أنا عارف ان حلقة حادثة الواحات هتبقا صعبة علينا بس فخور "، مضيفًا: "الفنان أحمد رفعت اللي بيجسد شخصية الشهيد شبهة فى كل حاجة مش بس الشكل لا هو شبهة فى التزامه وأخلاقه وحتى طريقة كلامه".
والد الشهيد عمرو صلاح: كان بيتمنى الشهادة ونالها خلاص وده قوانا كلنا
"أبنى كان يتمنى الشهادة لحد ما نالها، واللى حصل ده زادنا قوة وإيمان "، كانت كلمات نطقت على لسان والد الشهيد النقيب عمرو صلاح وتعليقه على مشهد استشهاد نجله إثر مداهمات قوات الأمن للعناصر الإرهابية بطريق الواحات، فى الحادث المعروف بـ "حادث الواحات".
قال والد الشهيد النقيب عمرو صلاح: " أبنى كان حاسس أنه هيموت وقالنا ده قبل المأمورية.. أبنى كان محبوب جدًا وكل الناس بتحبه وبيحب الخير لغيره".
وأضاف: "أنا استقبلت خبر وفاته قولتلهم مش زعلان وربنا يرحمه واحتسبته عندالله شهيد خلاص.. كان طالب الشهادة ونالها فعلًا وده قوانا كلنا".
وتابع أيضًا :" أنا عرفت أن عنده مأمورية وكنت قلقان عليه وصحابه قالولى أنه قالهم أنا هموت فى اليوم ده".
"الحقيقة كانت أصعب بكتير".. تعليق عم الشهيد المقدم محمد حبشى بعد مشهد استشهاده
قال عادل (عم) الشهيد محمد حبشى : " الحقيقة كانت أصعب بكتير من المشهد عليه.. مكنتش مصدق ساعتها خبر وفاته.. احتسبناه عند الله شهيد وأن لله وإن إليه لراجعون".
وأضاف عادل: "كان خدوم جدًا وبيحب الناس والناس كلها بتحبه والعزاء مكناش عارفين نقف من كتر حبايبه اللى شرفونا وكان بيحب يساعد كل محتاج وبياخد باله من بيته وزوجته وأولاده ومن أى حد فى العيلة".
وتابع عادل: "يوم الحادث كلمنى وقالى أنا عندى مأمورية مهمة يا عمى وخد بالك من أبويا وبيتي زى مايكون قلبه حاسس.. وتوفى وأبوه ميعرفش خبر وفاته خالص وفاكر أنه بمأمورية محدش قاله لأنه كان مريض ومن الممكن لم يتحمل الخبر.. وتوفى والده بعديه بـ 42 يوم وحتى يوم وفاته مكنش يعرف أن أبنه مات".