"شرارة الإنتفاضة الفلسطينية".. تعرف على القصة الكاملة لحى "الشيخ جراح" .. إسرائيل تسعى منذ عام 1948 لاحتلاله نظرًا لموقعه الذي يربط بين شرق وغرب القدس
الثلاثاء 11/مايو/2021 - 12:13 ص
يشهد حي الشيخ جراح، بمدينة القدس المحتلة، على مدار الأسبوعين الماضيين، مواجهات محتدمه واشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأهالى الحي، بعد أن قرر الأهالي ونشطاء مواجهة أوامر إخلاء منازلهم لصالح جمعيات مستوطنين إسرائيليين، وهو ما سبب حالة من الاستياء العام في الأوساط الفلسطينية.
واندلعت عدد من المواجهات بين الفصائل الفلسطينية، وقوات الاحتلال الإسرائيلي على خلفية تهجير أهالي الحي، حيث دعا "أبو عبيدة"، الناطق باسم "كتائب القسام" اليوم الأثنين، القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من المسجد الأقصى حتى السادسة مساء، محذرا من العواقب، ليعلن الجيش الإسرائيلي من جانبه عن موافقة مجلس الوزراء الأمني المصغر "الكابينيت"، على تنفيذ خطة للقصف الجوي المكثف على غزة .
ويقع حي "الشيخ جراح" شمال البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة ، وتم إطلاق هذا الاسم عليه نسبة إلى الشّيخ حسام الدين الجراحي، الذي لُقِّب باسم الجرّاح، وهو الطبيب الخاص بالسلطان سلاح الدسن الأيوبي، وعلى غرار ذلك سُمّي هذا الحي نسبةً له، حيث يبلغ عدد سكانه حوالي 3000 نسمة بينهم 28 عائلة مهجرة لجأت إليه بعد نكبة عام 1948.
وقامت الأردن في عام 1956، بتسكين 28 أسرة من أسر اللاجئين الفلسطينيين في الحيّ، بمنطقة تمسّة كرم الجاعوني، وذلك بموجب إتفاق عقدته المملكة الأردنية مع منظمة "الأونروا"، التابعة للأمم المتحدة، مقابل تنازلهم عن حقّهم كلاجئين وتملّكهم البيوت في مدة أقصاها 3 سنوات، هو الأمر الذي لم يتمّ، حيث حالت الحرب 1967 دون تسجيل هذه البيوت ذمن اتفاق الطابو الأردني.
وكانت إسرائيل تسعى منذ عام 1948 لاحتلال الحيّ، وذلك نظرًا لموقعه الذي يربط بين شرق وغرب القدس، بإعتباره نقطة رصد إستراتيجيّة مهمة للجامعة العبريّة الواقعة على جبل المشارف في القدس، حيث لم تستطع قوات الاحتلال السيطرة على الحيّ حتى عام 1967 بعد حرب النكسة، ومنع اتصال الأحياء المقدسيّة وفصلها من خلال وحدات استيطانيّة.
وتوجّهت بعض الجماعات الاستيطانية والتي تسمي نفسها بإسم "أشكانزيّة وسفارديّة" في عام 1972م لتسجيل الأرض بدائرة الأراضي الإسرائيليّة، وقبلت المحاكم الإسرائيليّة الطلب، كما رفضت في المقابل أن تنظر في طلبات الطعن التي قام أهلي الحي من الفلسطينيين بتقديمها بلمحكمة معتبرة الأوراق و المستندات التي قدمها الأهالي مزوّرة.
ونحجت الأذرع الاستيطانيّة لحكومة الإحتلال بتهجير 3 عائلات، حيث تم تهجير عائلة الكرد عام 2008، وهجّرت عائلتي غاوي وحنون وعام 2009، وما زال الأهالي يناضلون حتّى اليوم بمنطقة "كرم الجاعوني " ضدّ مخطّطات التهجير والاستيطان.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو" قد أعلن نهاية العام الماضي، عن توسيع الخطط الاستيطانية الاسرائيلية بما يشمل أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وأغوار نهر الأردن، وكان من ذمن هذه الخطط، بناء 200 وحدة إستيطانية جديدة بنطاق حي الشيخ جراح وبالتحديد في المنطقة التي تسكنها العائلات الفلسطينية بمنطقة " كرم الجاعوني".