سمير غانم.. المادة الخام لخفة الدم المصرية

سمير غانم الذي غاب عنا منذ ساعات ولكن لا تغيب عنه بهجته و طلته و أعماله.

كوميديا سمير غانم كانت غير كل هؤلاء فمجرد ظهوره يبعث الضحك والتفاؤل ويصنع جو من البهجة وإن كان العمل الفني غير جيد.

 

أضحك من أجل الضحك ولم يشغل بال الجمهور بالقضايا الراهنة والمشاكل الساخنة فهو رجل يصعد على خشبة المسرح ليضحك الناس وهى مهمة صعبة جداً ولكنه إستطاع أن يقوم بها بإقتدار وعظمة.

من منا لم يضحك حتي وقتنا هذا علي مسرحية "المتزوجون" وكل مشهد وعبارة و إفيه له، من منا ينسي أدواره التي أهلكتنا من الضحك ولا تزال مثل أفلام (البنات عايزة إيه ويارب ولد وتجيبها كده هي كده وحسن بيه الغلبان ومحطة الأنس والمنحوس وكله تمام والمشاغبون في الجيش) . 

من منا ينسي أجمل ذكريات الطفوله مع فطوطة تلك الشخصية الأسطورية التى عاشت ولا تزال تعيش بداخل كل واحد منا وكم كنا نسعد بإلتقاط الصور التذكارية في العيد مع صورة فطوطة المجسمة في ستديوهات التصوير وكم أسعدتنا بفوازير سمورة و فطوطة التي كلما عرضت كلما إستمتعنا بها أكثر و أكثر .

حتي ظهور سمير غانم في استكشات كوميدية لا ننساها فلم يترك أي عمل فني أو إستعراضي إلا وصنع منه البسمة والفرحة والسعادة .

أضحك الجميع بمنتهي السهولة وبعيداً عن تعقيدات السيناريو والحوار والخروج عن النص والمألوف، سمير غانم حتي مجرد ظهوره في برنامج أو حوار أو إعلان أو حتي صورة له يكفي لنشر البهجة والسرور .

فكل من أضحكونا وأسعدونا علي مدار تاريخ السينما والمسرح لهم كل التحية والتقدير أما سمير غانم فهو لم يضحكنا من خلال أعماله الفنية بل أضحكنا بمجرد وجوده وظهوره في حياتنا .

فليرحمك الله و يغفر لك بقدر ما أسعدتنا وأمتعتنا وهوًنت علينا الكثير