السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

‏"مصر تايمز" فى منزل ضحية الغدر ببولاق الدكرور: أناشد النائب العام عشان حقه يرجع.. "محمود" نزل يجيب لبس العيد رجعلنا جثة عشان بيدافع عن أبوه.. ووالده:ابنى مات عشان ركنة عربية بـ 10 جنيه (فيديو وصور)

الإثنين 24/مايو/2021 - 10:23 م
صورة من أمام منزل
صورة من أمام منزل الضحية

لم تتخيل أسرة الشاب محمود رؤوف، أن حياتهم ستنقلب رأسًا على عقب بين ليلة وضحاها، وتصبح كلمة "راحت أغلى حاجة عندنا" ‏تتردد على ألسنتهم وتصف حالتهم بعدما تحول منزلهم الملئ بالبهجة والسرور خلال لحظات إلى مآتم، وتفقد الأسرة البسيطة أحد ‏أفرادها متأثرًا ببضعة طعنات غادرة أودت بحياته على يد حارس أحد العقارات السكنية.

قبل لحظات من شراء ملابس العيد، كانت جثة الشاب "محمود" الباردة ممدة على الأرض فى شارعه بمنطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور ‏دون حراك، وحوله أصدقاءه وأهله يبكونه، داعين الله أن يكون على قيد الحياة، ولكنه دفع حياته ثمنًا لدفاعه عن والده المسن، بعدما ‏اعتدى عليه حارس عقار وحاول ضربه على مرأى ومسمع أهالى منطقة بولاق الدكرور.

‏بشهادة أهالي منطقة صفط اللبن، كان "محمود"، يتحلى بالأدب والأخلاق الحميدة، مما دفعهم لوصفه بـ"ابن موت"، ويخلدوا ذكرى الشاب الراحل بتدوين جملة ‏‏"فى الجنة يا محمود" على الجدران المواجهة للمكان الذي شهد واقعة مصرعه.

وانتقل "مصر تايمز" إلى منطقة بولاق الدكرور، ليلتقي أسرة الشاب "محمود رؤوف" وشهود عيان على واقعة قتله من الجيران ‏والأهالى.‏

بدموع لا تتوقف، بدأت "فاطمة"، والدة الشاب كلامها قائلة: "محمود مش ابني ده كان صاحبي.. كان بار بيا وبأبوه وهو اللي كان منور علينا البيت.. ومكانش بيقولي يا ماما كان بيحب يقولي يا بطة أو فطاطين.. كان أحلى حاجة فى البيت وخلاص راحت"، متابعة أنه كان الأخ الأوسط بين أشقائه، ويمثل لهم مصدرًا للبهجة والأمان رغم سنة الذي لم يتجاوز ١٧ عامًا، ورسم حلمًا بأن يصبح لاعب كرة قدم شهير ومحترف مثل شقيقه فالتحق بنادٍ رياضي ليحقق حلمه.

ووصفت والدة الشاب يوم وفاة فلذة كبدها بـ"المشؤوم" مشيرة إلى أنه قبل الواقعة بدقائق كان الشاب سعيدا بحصوله على مبلغ مالي منها لشراء "لبس العيد"،  استعدادًا للسفر مع أصدقائه ثاني أيام عيد الفطر، بعدما أجل شراءه ٤ أيام متتالية، مضيفةً أن قدره كان بانتظاره فى الشارع ليقضي على حياته وأحلامه ويصبح ضحية للدفاع عن والده.

وتابعت، أن الشاب ودعها ونزل إلى الشارع وخلال ٥ دقائق،  سمعت صوت صراخ واستغاثات عالية دفعتها للنظر من شرفة شقتها لتجد فلذة كبدها غارقًا فى دماءه فى الشارع أمام المارة، مشيرة إلى أن أصدقائه كانوا غير مصدقين وفي حالة جنونية ويحاولون إيقاف أي سيارة لنقله إلى المستشفى وإنقاذه حتى نقلوه إلى مستشفى القصر العيني ولكن روحه فاضت إلى بارئها قبل وصوله، مضيفة: "فى المستشفى ادونا الفلوس اللي كان هيجيب بيها لبس العيد".

وقال "رؤوف" والد المجني عليه، إن يوم الواقعة فوجئ ببواب أحد العقارات يعنفه ويحاول تهديده بعدما ركن التاكسي ملكه فى الشارع العمومي، قائلًا: 'المكان دا بتاع حد تاني مش هتركن هنا"، مضيفًا أنه ذهل بعدما قام حارس العقار بإمساكه من رقبته وحاول التعدي وتهديده عليه بسبب ركن سيارته فى الشارع.

وأضاف والد الضحية، أن نجله سمع استغاثته وهرع ليشاهد حارس العقار ممسكًا برقبة والده ويحاول الفتك به فعنفه قائلًا: "انت بتعمل إيه مع بابا"، مشيرًا إلى أنه عقب هذه الكلمات أخرج القاتل "مطواه" من طيات ملابسه وطعن بها نجله طعنه فى جنبه ثم باغته بآخرى فى ذراعه وطعنة أخيرة غادرة فى صدره أودت بحياته.

وتابع والد "محمود"، أنه كان فى حالة من الذهول بعد رؤية فلذة كبده على الأرض غارقًا فى دماءه ويلفظ أنفاسه الأخيرة وتابع: "القاتل مهوشوش بالمطواه لا ده قصد يقتله.. راجل عنده ٥٠ سنة يعمل عقله بعقل طفل ليه؟.. وليه أصلا يشيل مطواه معاه وهو بواب عمارة.. ابني مات قصاد عيني عشان ١٠ جنيه".

وأضاف أن الضحية نقل إلى مستشفى القصر العيني ولكنه كان قد فارق الحياة قبل شراء ملابس العيد، متابعًا: "أغلى حاجة فى حياتي واللي كنت عايش عشانه راح خلاص.. مش عارف هعمل إيه من بعده".. وقال من بين دموعه: "بنتي اللي عندها ٦ سنين بتواسيني وبتقولي محمود فى الجنة يا بابا".

وناشد والديّ الشاب محمود، المستشار حمادة الصاوي النائب العام، بالقصاص من قاتل فلذة كبدهم، قائلين: "بنناشد النائب العام ان حق محمود يرجع واللي قتله يتعاقب.. إحنا مش عارفين نعمل ايه".

وقال أحد جيران محمود، إن المجني عليه كان محبوبا من أهالي المنطقة بسبب أخلاقه وصفاته الحسنة الذين جعلوهم يطلقون عليه "ابن موت"، مؤكدًا أن الشاب كان يتسم بـ"الجدعنة" و"الشهامة" بعدما جمعتهم عدة مواقف فى الشارع، وقال: "من كتر ما بيحبوه هنا كتبوا على الحيطة اللي مات قصادها فى الجنة يا محمود".

بينما قال أحد شهود العيان، أنه فوجئ يوم الواقعة باستغاثات من والد محمود المريض بعدما حاول حارس العقار "أبو عبد الله"، الفتك به والتعدي عليه، وحاول الضحية الدفاع عن والده إلا أنه تلقى عدة طعنات جعلته جثة هامدة خلال لحظات، وقال: "الموضوع كله حصل فى دقايق.. البواب كان بيضرب عم رؤوف ومحمود سمعه فجري عليه مفيش ثواني واتقتل ووقع على الأرض غرقان فى دمه واحنا فضلنا واقفين مش مصدقين اللي حصل".