في ذكرى ميلاده.. "فتى الشاشة" أنور وجدي أسطورة فنية تأليف وتمثيل وإخراج.. اكتشفه يوسف وهبى بعدما طرده والده.. البداية كومباس صامت.. وأول مرتب 3 جنيهات"
الأحد 11/أكتوبر/2020 - 08:05 م
أنور وجدي.. اسم حفر من ذهب في تاريخ الفن المصري، وتحديدًا في ذاكرة السينما، فبالرغم من أن بداياته كانت من المسرح، إلا أن عشاق الشاشة الفضية لا يمكن أن ينسوا أنور وجدي الشاب الذي جسد جميع الأدوار بين أبناء الحارة المصرية وأيضا ابن الذوات.
بمناسبة ذكرى ميلاد أنور وجدي نسلط الضوء في "مصر تايمز" على "فتى الشاشة" بالتقرير التالي:-
عاش أنور وجدي 50 عاما فقط في دنيانا، ومنذ ميلاده في القاهرة يوم 11 أكتوبر عام 1904، بدأ "وجدي" رحلة طموحه للصعود إلى سماء الفن، حيث نشأ في حي الظاهر بوسط القاهرة، والده "يحيى وجدي الفتال" رجل تجارة سوري انتقل مع أسرته من سوريا إلى مصر في النصف الثاني من القرن الـ19 بعد إعلان إفلاسه ومحاولته إيجاد فرص جديدة لتجارته في المحروسة.
وصول أنور وجدي إلى القاهرة بعد إفلاس والده
الاسم الحقيقي لـ " أنور وجدي "، هو "محمد أنور يحيى وجدي الفتال"، ويبدو أن مصر لم تكن الملاذ للأب فقط، بل للابن أيضا الذي عشق الفن من نعومة أظافره، فجعلت الأقدار بدايته من القاهرة وليس من حلب.
تعلم أنور وجدي في المدرسة الفرنسية الشهيرة "الفرير"، وهو نفس الطريق الذي مضى فيه الكثير من النجوم، منهم فريد الأطرش وشقيقته أسمهان.
أنور وجدي وحلم هوليوود
بدأ حياته الفنية هاويا في بعض الفرق الصغيرة، لكن حلم " أنور وجدي " كان قد استقر على السفر للولايات المتحدة الأمريكية، حيث "هوليوود" عاصمة السينما، وقام "وجدي" بإقناع صديقين له بضرورة السفر معه، وفي بورسعيد تسلل الثلاثة إلى أحد البواخر المسافرة لكن تم القبض عليهم وإعادتهم، وعندما علم الأب السوري برغبة ابنه في العمل في السينما والسفر إلى هوليوود قام بطرده من المنزل.
البداية من عماد الدين "كومبارس" صامت في يوليوس قيصر
وفي شارع عماد الدين قلب وسط البلد، ابتسمت القاهرة في وجه أنور وجدي وعندما بدء العمل مع يوسف وهبي في فرقة رمسيس بمرتب شهري 3 جنيهات، وكان دوره يقتصر على توصيل الأوردرات إلى الفنانين والتأكد من وجود كل الإكسسوارات قبل بداية العرض المسرحي، وفي يوم ما أعطى يوسف وهبي دور صغير لـ أنور وجدي، وكان دور جندي روماني صامت في مسرحية يوليوس قيصر وحصل على 4 جنيهات كراتب شهري.
أنور وجدي يترك المسرح ويدخل عالم السينما
دخل أنور وجدي عالم السينما أول مرة على يد يوسف وهبي أيضا، وذلك في أدوار ثانوية في أفلام مثل "أولاد الذوات" عام 1932، و"الدفاع" عام 1935، وترك أنور وجدي المسرح نهائيا وتفرغ للسينما، حيث عمل مع كبار المخرجين آن ذاك كأحمد سالم ونيازي مصطفى وحسين فوزي وفؤاد الجزايرلي، وأهم أفلامه في تلك الحقبة كان "العزيمة" عام 1939 مع المخرج كمال سليم، والذي أصبح أحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
بداية الخمسينيات كانت نهاية مشوار أنور وجدي السينمائي، ومن أبرز الأفلام تلك الحقبة فيلم "أمير الانتقام" عام 1950 عن رواية "الكونت دي مونت كريستو"، وفيلمي "النمر" و"ريا وسكينة" عام 1953، وفيلم "الوحش" عام 1954.
أنور وجدي "فنان كشكول".. تأليف وإخراج وإنتاج
في عام 1945 قرر أنور وجدي أن يدخل عالم اﻹنتاج بفيلم "ليلى بنت الفقراء"، وكتب سيناريو الفيلم بنفسه، ورشح لبطولته ليلى مراد التي كانت نجمة مصر الأولى في تلك الفترة، ورشح المخرج كمال سليم ﻹخراج الفيلم، لكن كمال سليم توفي أثناء التحضير للفيلم، وقرر أنور وجدي أن يكمل إنتاج الفيلم وأن يقوم بإخراجه بنفسه.. وعندما عرض الفيلم حقق نجاحا باهرا، ليصبح بعدها أنور وجدي ظاهرة سينمائية عبقرية مبدعة بحق.
تزوج 3 مرات وطلق مرتين وعشق ليلى فوزي وامرأة فرنسية
الزوجة الأولى: لـوجدي كانت إلهام حسين الممثلة التي دفعها أنور للتمثيل فقدمها للمخرج محمد كريم وبالفعل قامت بفيلم "يوم سعيد" ولكن إلهام طلبت من المخرج عدم الأستعانة بأنور وجدي و خاصة إنه لم يكن حينها نجم شباك وزادت الخلافات بينهما وانفصل أنور عن إلهام حسين بعد ستة أشهر من الزواج.
الزوجة الثانية لوجدي، كانت الفنانة ليلي مراد وكانوا من انجح الثنائيات في السينما المصرية وقيل إنهم تزوجوا بعد فيلم " قلبي دليلي" واستمر زواجهما 7 سنوات وانفصلوا فنيا وواقعيًا بعد أن رافق الفنان أنور وجدي لسيدة فرنسية وهو متزوج ليلي مراد وكشفته ليلي وطلبت الطلاق.
الزوجة الثالثة كانت الفنانة ليلى فوزي، وذلك بعد مرور سنتين من انفصال أنور عن ليلي مراد تقدم أنور لطلب يد ليلي فوزي التى كان زواجه منها حلمًا بالنسبة له حيث كان فى بداية نجوميته قد تقدم لخطبتها من والدها لكن والدها اعتذر وفضل عليه المطرب عزيز عثمان ولكنه هذه المرة نجم الشاشة والفتى الأول، ثم بعض ذلك تم الزواج وأثناء قضاء شهر العسل بالسويد أصابه المرض.
كلمة النهاية
وسافر أنور وجدي إلى فرنسا للعلاج من المرض الوراثي الذي كان لديه "مرض الكلى متعددة الكيسات"، وطلب من ليلى فوزي أن تسافر معه إلى هناك، حيث كان بينهما علاقة حب قديمة عادت لتتوطد بعد طلاقه من ليلى مراد، وتزوجا في القنصلية المصرية في باريس في سبتمبر 1954.
ولم يكن هناك علاج لذلك المرض حينها، وتوفي أنور وجدي جراء مرضه بعد أربعة أشهر فقط من الزفاف في مدينة ستوكهولم في السويد.