حصاد 6 أعوام.. كيف حصن مرصد الأزهر المرأة والطفل من استقطاب الجماعات الإرهابية؟
السبت 12/يونيو/2021 - 04:35 م
تحرص وحدات مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بلغاتها الأجنبية الـ13 على متابعة كل ما يتعلق بقضايا المرأة والطفل، انطلاقًا من أهمية دورهما المجتمعي والحفاظ على تماسك الأسرة وحمياتها وتحصينها، وانطلاقًا من أن المرأة هي حائط الصد الأول داخل الأسرة لحماية نفسها وأولادها، وما تم رصده على مدار الأعوام الماضية من قيام التنظيمات الإرهابية من خطف وتجنيد لبعض الأطفال والنساء وعمل غسيل أدمغة لإقناعهم واستغلالهم في تنفيذ أعمال إرهابية. لذا قام المرصد بالعديد من الأنشطة والفعاليات، ونشر العديد من التقارير والمقالات الخاصة بالمرأة والطفل لرفع مستوى الوعي وتحصين الأسر من الوقوع فريسة في أيدي التنظيمات المتطرفة.
وعلى مدار ستة أعوام مضت اهتم مرصد الأزهر بقضايا المرأة والطفل انطلاقًا من أهمية هذه القضايا ودورها في المجتمع وحرصًا على بيان حقوقها وفق منهج أزهري معتدل، مع تفنيد الفتاوى والأفكار الضالة لجماعات الإرهاب تجاه المرأة. ويمكن إيجاز ما قدمه المرصد في هذا الشأن على النحو الآتي:
أولًا: إصدارات وتقارير.. حماية للمرأة وتفنيدًا لأكاذيب «داعش»
كتاب «النساء في صفوفِ الجماعاتِ المُتطرِّفة»
هو كتاب توعوي يهدف إلى فضح التنظيمات المتطرفة وخطابها الإعلامي الضال والمضلل، والذي تخدع به بعض النساء في الشرق والغرب، مدعية زورًا أنها تطبق شرع الله في مشهدٍ كذبته شهادات العائدات من هذه التنظيمات، واللائي أكدن على أن الحياة في التنظيمات المتطرفة تتعارض مع الزخم والدعاية الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يستعرض الكتاب دوافع انضمام النساء للجماعات الإرهابية، والطُرق التي تنتهجها هذه الجماعات في استقطابهم، ودور المرأة داخل تلك الجماعات، والعمليات الإرهابية التي قامت بها، وأعداد المنضمّات لـ «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، وكذلك أعداد المعتقَلات منهن في أوروبا.
العدد 32 من مجلة مرصد ربع السنوية
في إطار احتفاله باليوم العالمي للمرأة في مارس 2021م، خصص مرصد الأزهر عددًا خاصًا من مجلة «مرصد» التي تصدر عن المرصد، للحديث عن المرأة. وتضمن هذا العدد مجموعة من التقارير الخاصة بالمرأة، وهي مقالات وتقارير تتميز بالطابع الأكاديمي البحثي، الموثق بالمصادر والمراجع من مصادر بـ13 لغة أجنبية.
ثالثًا: «عام المرأة» ويومها العالمي.. والتفاعل مع المبادرة الرئاسية
تفاعل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2017م عامًا للمرأة، ودشن المرصد خلال هذا العام سالف الذكر حملتي «هن»، و«أنت ملكة». وتضمنت الحملتان أربعة محاور هي: (رفقًا بالقوارير- إنجازاتها تلهمني- لو كنا في زمن النبوة- عادات وتقاليد أم دين). وكان الهدف من هاتين الحملتين هو التأكيد على دور المرأة، وتوضيح مكانتها في الإسلام.
مبادر «شهر المرأة».. مارس 2021م
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (مارس 2021م)، أطلق مرصد الأزهر مبادرة «شهر المرأة»، بتخصيص شهر مارس كله للحديث عن المرأة وأهمية دورها في المجتمع من خلال مقالاته وتقاريره وظهوره الإعلامي وحملاته التوعوية باللغة العربية واللغات الأجنبية. وذلك إيمانًا منه بالدور الأساسي للمرأة في استقرار وتنمية المجتمعات على كافة الأصعدة محليًا ودوليًا، بالتزامن مع احتفالات الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة.
ثالثًا: مقالات وتقارير .. المرأة بين النضال والمعاناة
قام المرصد بكتابة عشرات المقالات والتقارير والدراسات الخاصة بالمرأة، من أبرزها:
- جهود المرأة العربية في مكافحة التطرف: وهو مقال لتسليط الضوء على نماذج نسائية تصدت للإرهاب والتطرف، سواء من الناحية الفكرية أو الميدانية؛ مثل الدكتورة "فاطمة السالم"، الأستاذة بكلية الإعلام بجامعة الكويت، التي لعبت دورًا عظيمًا في مكافحة التطرف من خلال تقديمها الكثير من الدراسات التي تركز على مواجهة التطرف، ومشاركتها المثمرة في محاضرات دولية، سلَّطت الضوء من خلالها على دور الإعلام الإلكتروني في محاربة الإرهاب. وكذلك الدكتورة «عبلة الكحلاوي»، الأزهرية المخلصة، التي جاهدت بالكلمة والقلم، وسعت إلى نشر التسامح والتعايش وصحيح الدين، من خلال مؤلفاتها وبرامجها التلفزيونية.
- المرأة في وثيقة الأخوة الإنسانية: دراسة تجيب عن سؤال كيف ترى «وثيقة الأخوة الإنسانية» المرأة؟ وكيف يسعى أكبر رمزان دينيان في العالم إلى تمكين المرأة وضرورة تمتعها بكافة حقوقها المشروعة على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية، وتحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية المنافية لثوابت العقيدة والكرامة.
- المرأة الفلسطينية.. نضال متقد وشعلة لا تنطفئ: مقال يوضح أن المرأة الفلسطينية كانت ولا زالت أيقونة النضال الفلسطيني، ومعينًا لا ينضب من الكفاح ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم؛ فهي أم الشهيد وأخته وابنته، وهي التي تغرس في أبنائها حقوقهم، والسعي وراءها لاستردادها من الكيان المغتصب، فضلًا عن أعباء الحياة والتحديات التي تواجهها بسبب نير الاحتلال.
- المرأة في الخطاب الإعلامي والإفتائي لتنظيم داعش الإرهابي: دراسة أجابت على العديد من الأسئلة منها لماذا تنضم النساء إلى الجماعات المتطرفة، ولماذا تستقطب هذه الجماعات المرأة، وما هي ملامح الخطاب الإعلامي والافتائي الذي تقدمه للمرأة كي تستقطبها.
ويخلص المرصد من هذه الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها أن خطاب تنظيم داعش الإرهابي تجاه المرأة يوصف بالاستعلائي، ويحملها فيه أسباب الهزائم، ونشر الشائعات، وخفض الروح المعنوية للمقاتلين.
- الإسلاموفوبيا سبب في معاناة المرأة في أوروبا: مقال يوضح أن جرائم الاعتداء على النساء المسلمات في أوروبا تأتي على رأس الجرائم المرتبطة بالإسلاموفوبيا؛ حيث تتزايد حالات التعدي على نساء مسلمات بشكل ملحوظ، وذلك لسهولة تمييزهن من ملابسهن في الأماكن العامة، وأماكن العمل والدراسة.
- المرأة أكثر ضحايا العنف والإرهاب: مقال يوضح المرصد من خلاله أن المرأة – جانية أو مجنيًا عليها – تُعدُ من أكثر ضحايا العنف والإرهاب. فالجماعات المتطرفة والإرهابية على اختلاف ألوانها وتعدد مذاهبها لم تتوانى عن استغلال المرأة، بل وتطوير دورها في صفوف تلك الجماعات؛ لتصبح درعًا بشريًا، أو منفذة لهجمات انتحارية، أو وعاءً للأفكار المتطرفة، أو مفرخه للأشبال، أو أداةً في عمليات تجنيد واستقطاب المؤيدين الجدد للفكر المتطرّف، أو للدعاية الالكترونية، والأعمال اللوجستية، والشرطة النسائية والرقابية، ومليشيات نسائية، وجمع التبرعات للتمويل، وتهريب الأسلحة ونقل المتفجرات.
- الأطفال في التنظيمات المتطرفة: دراسة قام بها المرصد من أجل توضيح ظاهرة استقطاب الجماعات المتطرفة للأطفال، ووسائل هذه التنظيمات في الاستقطاب هادفًا من ورائها توعية المجتمعات بوسائل الاستقطاب وآلياته.
رابعًا: ورش عمل وندوات.. جهود مكثفة لنشر الوعي وبناء الكوادر
ندوة «المرأة بين إنصاف الإسلام وظلم جماعات الإرهاب»
نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في نوفمبر 2017 ندوة حوارية بعنوان: «المرأة بين إنصاف الإسلام وظلم جماعات الإرهاب»، وذلك بالمدينة الجامعية للبنات بمدينة نصر. كان الهدف من هذه الندوة توضيح أن الإسلام كرّم المرأة وأنصفها، وعاد بها لمكانتها التي وضعها الله - سبحانه وتعالى- لها، وجعلها نصف المجتمع؛ أمًّا، وزوجةً، وأُختًا، وبنتًا.
برنامج تدريبي لطلاب وخريجي اللغات والدراسات الإسلامية
نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف برنامجًا تدريبيًا لطلاب وخريجي كليتي اللغات والترجمة والدراسات الإنسانية بنات بجامعة الأزهر، في مجال الوعي بظاهرة التطرف، وكان ذلك في الفترة من 29 سبتمبر وحتى 3 أكتوبر 2019، بمقر المرصد بمشيخة الأزهر.
محاضرة «ترسيخ قيم المواطنة والانتماء»
محاضرة تفاعلية قام بها المرصد في 18 فبراير 2020م ضمن استراتيجيته في نشر القيم الإنسانية بين الأطفال في المدارس، وبالتعاون مع وزارة التعليم لطلاب مدرسة بورسعيد للغات بحي الزمالك، التابعة لمنطقة غرب القاهرة التعليمية.
محاضرة «التعايش السلمي ومناهضة الأزهر والكنيسة للسلبيات المجتمعية»
محاضرة تفاعلية قام بها المرصد في مارس 2020م ضمن استراتيجيته في نشر القيم الإنسانية بين الأطفال في المدارس، وبالتعاون مع وزارة التعليم لطلاب مدرسة بورسعيد للغات بحي الزمالك، التابعة لمنطقة غرب القاهرة التعليمية، وخلال هذه الندوات قام المرصد بحوار تفاعلي مع الطلاب حول أهمية الانتماء للوطن، وخطورة الشائعات التي يروجها المغرضون على أمن المجتمعات.
خامسًا: الردود الشرعية.. وتفنيد شبهات المتطرفين
من أهم ما يقوم به المرصد هو تفنيد ما تنشره الجماعات المتطرفة على أبواقها الإعلامية من خطاب إفتائي ضال ومضلل ولا يمت بصلة إلى صحيح الدين. ويقوم المرصد بترجمة ردوده إلى 13 لغة ونشرها على منصاته الإعلامية المختلفة. ومن أهم ردوده الشرعية فيما يخص المرأة، قدم المرصد لمتابعيه ردوده بالعناوين الآتية:
- المرأة في الإسلام: رد فيه المرصد على استعلاء الجماعات المتطرفة على المرأة في خطابهم الإعلامي، ودعم المرصد ردوده بالآيات والأحاديث النبوية.
- شبهة حرمة خروج المرأة من بيتها للعمل: رد المرصد تحت هذا العنوان على فتوى لتنظيم داعش بعدم جواز خروج المرأة إلى سوق العمل نهائيًا مستندين في فتواهم الباطلة إلى تفسيرات مغلوطة لآيات وأحاديث نبوية.
- قضية النقاب: تحت هذا العنوان وضح المرصد حكم النقاب الذي تجبر بعض الجماعات المتطرفة النساء على ارتدائه.
- حكم الإسلام في قتل نساء وصبيان العدو: رد شرعي وضح المرصد من خلاله مسلك الدين الحنيف، تجاه الضعفاء، والنساء والأطفال، موضحًا فساد منهج المتطرفين في هذا الموضوع.
- هل يدعو الإسلام إلى المساواة بين الرجل والمرأة؟: قام المرصد بالرد الشرعي الذي يوضح الحكم في قضية المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام مدعمًا رده بالآيات والأحاديث.
- المرأة لم تخلق فقط للإنجاب: رد شرعي وضح المرصد من خلاله أن المرأة في نظر الإسلام تتمتع بشخصية مستقلة محترمة ذات حقوق مقررة، وواجبات معتبرة، مثلها مثل الرجل، ولم يكن دورها في الحياة قاصرًا علي الإنجاب، بل خلقها الله تعالى لتشارك الرجل في شتى مجالات الحياة، فلم تحرم من أي نوع من أنواع المشاركات التي تتناسب مع فطرتها وخلقتها.
- هل المرأة أقل شأنا من الرجل في الإسلام: رد شرعي وضح المرصد من خلاله أن الإسلام قد أنصف المرأة ورفع من شأنها، وأعطاها الحرية التامة في ممارسة جميع حقوقها وعزز مكانتها في كل من الشأن السياسي والعلمي والفقهي والعسكري مفندًا آراء من يزعمون أن الأحكام الخاصة بالمرأة تمثّل ردة حضارية.
- موقف الإسلام من زواج القاصرات: رد شرعي أجاب من خلاله المرصد على اللغط في هذه القضية، وما تثيره الجماعات المتطرفة حولها من آراء شاذة تخالف صحيح الدين وكافة الأعراف.
- خروج المرأة لتلبية متطلباتها الحياتية دون محرم: وضح المرصد من خلال هذا الرد أن شريعة الإسلام لم تفرض على المرأة أن تكون أسيرة في البيت وكذلك لم تقيد حريتها أو تحرم المجتمع من عطائها، فللمرأة أن تخرج لتحصيل المصالح الدينية والدنيوية ما لم يترتب على خروجها مفسدة راجحة.
- استقلال ذمة المرأة ماليا واجتماعيا: رد شرعي وضح المرصد من خلاله حكم استقلال الذمة المالية للمرأة في الإسلام، مفندًا مزاعم الجماعات المتطرفة مفندًا الآراء التي تحيف على حقوق المرأة وتمتهن كرامتها، وتعتبرها وممتلكاتها سلعة مملوكة.