الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

نجلاء فتحى.. جميلة الشاشة التي هاجمها المرض والأقلام المريضة

السبت 19/يونيو/2021 - 02:18 م

فاطمة الزهراء فتحي مواليد الفيوم 21 ديسمبر 1950 أكتشفها المنتج عدلي المولد ليقدمها للعندليب عبد الحليم حافظ الذي تربطه بها علاقة قرابة وصداقة ويتحمس لها العندليب و يتفق معها علي الاشتراك مع نادية لطفي في فيلمه الاخير {أبي فوق الشجرة} ولكنها قد تعاقدت مع رمسيس نجيب علي بطولة ثلاثة أفلام مما أثار غضب عبد الحليم حافظ و سحب منها الفيلم.

هذا وقد أختار عبد الحليم حافظ إسمها الفني بعد ما كان هناك إجماع علي الا تظهر بإسم زهرة بسبب وجود الفنانة الكبيرة زهرة العلا ، رمسيس نجيب عندما رأها عمل لها تيست كاميرا عبارة عن مشهد فتاة يترك لها حبيبها جواب لينهي فيه علاقة حبهما ، وقال لها رمسيس نجيب {وريني هتتصرفي إزاي} فاندمجت نجلاء فتحي وأخذت الورقة ومزقتها تحت قدميها في مشهد أثار دهشة الجميع فصفق لها رمسيس نجيب الذي لم يتوقع منها رد فعلها التمثيلي وتبناها رمسيس نجيب تبني كاملاً.

استعان بالفنان الكبير عبد الوارث عسر ليتقنها اللغة العربية السليمة وأتي بمدرسين لها في اللغة الإنجليزية والفرنسية الي جانب اهتمامه بملابسها وميكاجيها وطعامها ونومها حتي اصدقائها كان حريص علي اختيارهم لها 
فلم يكن مجرد منتج بل كان أب وكان هذا دأبه مع كل من يقدمه من نجوم و نجمات قدم مع نجلاء فتحي اكثر من نصف افلامها.

من اهم هذه الافلام {حب و كبرياء} و{لا يامن كنت حبيبي} و{ البنات لازم تتجوز } و{اجمل ايام حياتي} و{جنون الحب} و{ قمر الزمان } و{سنة أولي حب} و{سونيا والمجنون} و{أبو ربيع} و{موعد مع الحبيب} 

كانت في فترة السبعينيات تعيد افلام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وكانت هذه الافلام تنجح عكس ما كان متوقع حتي ان الكثير من النقاد و المخرجين قالوا عنها فاتن حمامة السبعينيات.

قدمت ثنائي فني مع النجم محمود ياسين من أميز ثنائيات الرومانسية في فترة السبعينيات أثمر علي 25 فيلم من اهمهم {الوفاء العظيم} و{بدور} و{حب أحلي من الحب} و{الشيطان إمرأة} و{الشريدة} و{ أختي } و{ وتمضي الاحزان } و{أنف وثلاث عيون} وتم تكريمهما معا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كأفضل ثنائي فني رومانسي في السينما المصرية 

كانت علاقة نجلاء فتحي بالدونجوان رشدي اباظه علاقة من نوع خاص فكان لها بمثابة الاب والاستاذ و لكن قلب رشدي اباظه مال ناحيتها بل و أحبها لدرجة انه كان يقبل اي عمل معها دون أن يهتم بمساحة الدور أو وضع إسمه علي الأفيش أو الأجر وهو ما لا يفعله مع غيرها اطلاقا .

وعمل معها 15 فيلماً من اهمهم {صراع المحترفين} و{روعة الحب} و{القاضي والجلاد} و{م البيت للمدرسة} و{المتعة و العذاب} وكان آخر أفلامه معها فيلم { الأقوياء } الذي مات في نصفه و لم يكمل تصويره ، وتذكر النجمة نجلاء فتحي في مذكراتها التي نشرت في مجلة الكواكب منذ ما يقرب من عشرين عاماً ان رشدي اباظه قال لها عندما اشتركوا معا في ثالث افلامهما {روعة الحب} ، {بكرة أسمك يبقي قبل اسمي} ، وقد كان فلم يغضب و لم يثور عند وضع اسم نجلاء فتحي قبل اسمه في باقي الافلام التي اشتركوا فيها معا 

اشتركت نجلاء فتحي مع كبار نجوم الشاشة و مخرجيها و تميزت بموهبتها بالتلقائية و العفوية و المرح فقدمت ثنائي مع نور الشريف في افلام {المرايا} و{دمي و دموعي و ابتسامي} و{ثم تشرق الشمس} ، ومع حسين فهمي في افلام {وداعاً للعذاب} و{لا وقت للدموع } و{عاشق الروح} ، ومع محمود عبد العزيز في افلام { اقوي من الايام } و{حب لا يري الشمس} و{انا في عينيه} ، ومع احمد زكي ارتبطت به ارتباطاً فنيا في افلام { إسكندرية ليه } و{احلام هند و كاميليا} 

وارتبطت به عاطفياً فقد كان هناك مشروع زواج بينهما و لم يتم و احتفظا الاثنين بالصداقة ، تعاونت مع الزعيم في اكثر من عمل ولكن دون أن يجمعهما فيلماً كبطل و بطلة لعل اهم فيلم جمعهما فيلم {صابرين} عام 1977 

تعاونت نجلاء فتحي مع كبار مخرجين الشاشة يوسف شاهين و صلاح ابو سيف و كمال الشيخ و بركات و حسن الامام و عاطف سالم و نيازي مصطفى و حسام الدين مصطفى و اشرف فهمي و حسين كمال ، جاءت فترة الثمانينات و غيرت نجلاء فتحي من جلدها الفني تماماً علي عكس بنات جيلها التي لم يفعلن ما فعلته نجلاء فتحي.

فابتعدت عن الرومانسية و اتجهت للواقعية فهي أول فنانة تتحمس للإخراج النسائي فقدمت إيناس الدغيدي في اولي افلامها { عفواً أيها القانون } عام 1984 في سابقة لم تحدث من قبل بل و قالت للمنتج { متنازلة عن اجري بعد نجاح الفيلم } حتي يثق المنتج في مخرجة و قد كان نجح الفيلم و نجحت نجلاء فتحي في دورا جديدا مختلفاً و نجحت ايناس الدغيدي والذي يعد هذا الفيلم من اهم افلامها علي الاطلاق نظراً لأهميته القصوي ويقال ان هذا الفيلم ساهم بشكل كبير في تعديل بعض قوانين الاحوال الشخصية للمرأة 

ثم كان التغيير الاكبر من خلال فيلم {المرأة الحديدية} عام 1986 والتي تخلت فيه عن انوثتها ورومانسبتها تماما لكي تصير بطلة كاراتيه وكان هذا الفيلم لنجاحه اثر كبير في موجة سينمائية جديدة لبطلات افلام اكشن مثل سماح أنور 

احلام هند و كاميليا الفيلم الذي راينا فيه نجلاء فتحي الرومانسية خادمة تتطلع لحياة الرفاهية و لكن الحياة لم تستجب لها حصلت علي عشر جوائز في هذا الفيلم و تم تصنيفه واحدا من ضمن افضل100 فيلم سينمائي 

اتجهت للانتاج انتجت فيلماً واحدا {سوبر ماركت} مع عادل ادهم و ممدوح عبد العليم ، وحصلت فيه علي 7 جوائز وتم تصنيفه ايضاً ضمن افضل 100 فيلم سينمائي ، لم تتنازل يوماً عن الفن الهادف الجيد و لم تعمل الا اعمالا ذات قيمة خاصة بعد فترة النضج الفني ، وتعد فترة الثمانينات انضج مراحلها الفنية علي الاطلاق من هذه الافلام {الشريدة} و{غداً سأنتقم} و{مدافن مفروشة للإيجار} و{إشتباه} مع محمد منير و{ديسكو ديسكو} و{اللص} و{إحذروا هذه المرأة} و{لعدم كفاية الأدلة} و{تحت الصفر} ، فلم تعد في كل هذه الافلام نجلاء فتحي برومانستها ورقتها بل تخطت كل هذا بكثير لنجدها  إمرأة مقهورة من زوجها في { لعدم كفاية الأدلة }  أو امراة تنتقم من زوجها في فيلم { غداً سأنتقم }  أو شريرة في فيلم { إمرأة مطلقة } أو ناظرة مدرسة في فيلم { ديسكو ديسكو } 

الي جاء فيلمها الرهيب في الأداء و الموضوع و الشخصية فيلم {الجراج} الذي تتحدث فيه عن أم تواجه الفقر والمرض والموت في مأساة فنية إنسانية ، قدمت نجلاء فتحي اخر فيلمين لها في السينما و لم يلقي اي نجاحاً جماهيريا او فنيا فيلمي {كونشرتو درب سعادة} و{بطل من الجنو } ثم اختفت. 

قدمت في التليفزيون المصري مسلسلا يعد الاشهر في تاريخ الدراما المصرية مسلسل {ألف ليلة وليلة} مع حسين فهمي ، فهي اول من قدمت الف ليلة وليلة في التليفزيون المصري ويعد ايقونة فنية خالدة تعيش حتي وقتنا هذا منذ عام 1984 ويكفي اغنية التتر لسميرة سعيد {أحكي ياشهر زاد} .

قدمت في الاذاعة اكثر من مسلسل ناجح جماهيري علي رأسهم مسلسل {أرجوك لا تفهمني بسرعة} امام العندليب عبد الحليم حافظ الذي صالحها بهذا المسلسل بعد الخلاف بينهما في بادئ حياتها الفنية 

تزوجت نجلاء فتحي 4 مرات
 
المرة الأولى سرا من احمد عبد القدوس ابن الكاتب الكبير احسان عبد القدوس 
المرة الثانية من الفنان سيف أبو النجا الشقيق الأكبر للفنان خالد أبو النجا و أنجبت منه وحيدتها ياسمين 
المرة الثالثة من أحد امراء الخليج العربي وكان زواجا سريا وخفضت فيه نشاطها الفني لأقصي درجة 
المرة الرابعة من الكاتب الصحفي حمدي قنديل وهو اكثر زاوجها شهرة و استمرارا 

من المشهود لنجلاء فتحي علاقتها الطيبة بزملائها و الوقوف في ازماتهم الصحية فلم تترك سناء جميل ولا عادل ادهم ولا عاطف سالم ومديحة يسري ونور الشريف واحمد زكي ورشدي اباظه ومحمود عبد العزيز أثناء مرضهم وحتي موتهم كما انها تشارك في جمعيات خيرية لرعاية اطفال الشوارع و الايتام والمسنين 

إنعزلت وأنزوت نجلاء فتحي في الفترة الأخيرة نظراً لظروفها الصحية حتي بعد ما تم شفائها فضلت أن تعيش بعيد عن الفن والأضواء رغم كثرة العروض الضخمة التي تعرض عليها لمجرد ظهورها في برامج تليفزيونية.