علي الغندور.. حول منزله إلي مسجد وأنقذ حياة إلهام شاهين
السبت 26/يونيو/2021 - 11:39 م
- عاشق المسرح الذي تتلمذ علي يده اشهر نجوم السينما
- أحبه السادات و حضر له كل عروضه المسرحية
- رفض نجومية السينما من أجل عشقه للمسرح
كثيراً ما نراه ممثلاً قديرا إرتبطنا به منذ الصغر في مسلسلات درامية كنا ننتظرها بالدقيقة والثانية.. هو أحد أهم فناني مصر الموهوبين و المثقفين و المتميزين علي أعلي مستوي فني وثقافي لكنه مثل مثل الكثير ممن علي شاكلته لم يحالفه الحظ ليكون نجما ساطعا في عالم الفن .
مواليد 15 ديسمبر 1930 من مواليد مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، ويُعد من أوائل الذين شاركوا في إنشاء مسرح التلفزيون، وعمل أستاذاً لمادة التمثيل العملي بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي كرمه لاحقاً بإطلاق اسمه على قاعة التدريب بالمعهد، كما انه تولى منصب مدير عام الثقافة الجماهيرية في مصر .
حصل الراحل علي الغندور على درجة الدبلوم من معهد التمثيل سنة 1952، وعمل مديراً لمسرح محمد فريد "الحكيم" سابقاً، ثم مدير المكتب الفني لوزير الثقافة المصري عبد المنعم الصاوي، ثم تولى مركز مدير عام الثقافة نزلت الجماهيرية للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية وقد كان مثالًا للالتزام وأثرت سياسته الإدارية بالإيجاب في كل من خلفه في هذا المنصب، وكان من أوائل الذين شاركوا في إنشاء مسرح التلفزيون، وعمل أستاذاً لمادة التمثيل العملي بالمعهد العالي للفنون المسرحية .
كانت بدايته متواضعة في بعض الأعمال، إلا أن الانطلاقة الحقيقية بدأت مع المخرج كامل التلمساني عام 1955 في فيلم موعد مع إبليس بمشاركة زكي رستم ومحمود المليجي ليقف أمام عمالقين كبيرين لتتوالى الأدوار بعد ذلك في أفلام عديدة وشهيرة في السينما والتلفزيون والمسرح، ومن أشهر أفلامه: (صائدة الرجال، خان الخليلي، الكرنك، صائد النساء، إحنا بتوع الأتوبيس، سنة أولى حب، سواق الأوتوبيس، ملف في الآداب، رمضان فوق البركان، التوت والنبوت، الصعاليك، زوجة رجل مهم، باب النصر) .
ولكن أعماله التليفزيونية كانت هي الأقرب والأهم في مشواره الفني الكبير فهو أحد أيقونات زمن ماسبيرو الجميل والدليل اعماله التي تذاع من وقت لآخر علي قناة ماسبيرو زمان وتنال إعجاب الجيل الجديد وحنين الجيل القديم مثل مسلسلات (عالم عم أمين، عصفور النار، محمد رسول الله الجزء الثالث، حكايات هو وهي، سنبل بعد المليون و الطاحونة و أديب و أحزان نوح و عودة الروح ) .
أما المسرح فحدث ولا حرج فقد كان معشوقه لدرجة أنه ضحي بأعمال كثيرة من أجل خشبة المسرح التي كان يقدسها فمنذ بدأ وهو أستاذ كبير تتلمذ علي يديه كبار نجوم الشاشة العربية مثل نور الشريف ومحمود ياسين وصلاح السعدني .
وكانت أغلب أعماله المسرحية من روايات نجيب محفوظ منها: (بين القصرين ، ميرامار)، كذلك أخرج مسرحية (الشبعانين) عام 1966 بمشاركة عمر الحريري وأمين الهنيدي .
كانت آخر أعماله في عام 1989، حيث شارك في مسلسل (أحزان نوح) وفيلمي (أنا والعذراء والجدي) و(العميل رقم 13)، وقد توفى في نفس العام يوم 29 مايو .
حصل على جائزة أحسن ممثل في التلفزيون عام 1962 عن مسلسل (تنوعت الأسباب) بمشاركة الممثلة الراحلة أمينة رزق وإخراج يحيى العلمي، كما حصل على جائزة أحسن ممثل دور ثاني في فيلم (سواق الأتوبيس) مع نور الشريف الذي قال له أثناء التصوير "لو ماخدتش جايزة في الفيلم ده تبقي كارثة" .
تم تكريمه في عيد الفن من الرئيس محمد أنور السادات، وأيضًا تم تكريمه من الرئيس مبارك بمناسبة عيد ميلاد التليفزيون المصري عام 1984 .
وكانت تربطه علاقة محبة و تقدير مع الرئيس محمد أنور السادات لدرجة أن الرئيس السادات كان يحرص على حضور مسرحياته علي خشبة المسرح قبل توليه منصب رئيس الجمهورية وبعد توليه قام بتكريمه في عيد الفن في أواخر السبعينات .
كان علي الغندور أبا حنونا مع كل من يعمل معه من وجوه جديدة شابه.. ففي مسلسل " أديب " مع نور الشريف و نورا كان هناك مشهدا تحترق فيه النجمة الصاعدة آنذاك إلهام شاهين وتم عمل اللازم ليظهر المشهد بشكل طبيعي لكن حدث خطأ كاد أن يودي بحياة إلهام شاهين وكادت النار أن تحرقها بالفعل صرخت نورا حتي ملء صراخها ستوديو 5 وهرول علي الغندور لينقذ الهام شاهين من الموت وراح يطلفىء النار التي كادت أن تقتلها حتي انتهت بسلام فما كان منه إلا أن يتشابك مع المخرج يحيي العلمي ويقول له "منك لله ليه كده كنت هتموت البنت" والجميع يهدأه ولولا نور الشريف و نورا ما أكمل تصوير المسلسل .
عرف عن الراحل التزامه الديني فكان يوقف التصوير أثناء الصلاة وقام بأداء فريضة الحج والعمره أكثر من مرة حتي أنه كان يؤم الصلاة في منزله مع أولاده حتي أن الجيران كانوا يطلقون علي منزله "مسجد علي الغندور"
وفي 29 مايو عام 1989 رحل علي الغندور دون ضجيج إعلامي.. رحل بعد ما أثري الحياة الفنية بأعمال زاخرة بالفن الراقي الهادف الذي يبني ولا يهدم ينير ولا يظلم .
رحمه الله و غفر له