الحكاية الرابعة أكل عيش
السبت 18/سبتمبر/2021 - 03:53 م
مشهد1 نهار/خارجي
ميكروباص كلوز على وجه السائق الذي يستمع لأغنية مهراجانت بصوت مرتفع لقطة متوسطة لسيدة في أواخر الثلاثينات من عمرها ترتدي ملابس بسيطة لكن مهندمة وجميلة، تجلس السيدة بين شخصين في الكنبة الأولى من الميكروباص ويرن هاتفها ( نوكيا قديم) تنظر السيدة في شاشة الهاتف فتجد اسم " عزة"
السيدة
ايوة يا عزة
لا انا لسة في طريقي للبيت اهو
يمد الشخص الجالس خلف السيده يده له بعشرين جنيه
الراكب
ونبي يا ابلة اديله اتنين من العشرين
تأخذ السيدة منه النقود وتعطيها للسائق وهي تتحدث في الهاتف
السيدة
لا لو عوزتيني كلميني انا مابقاش عندي واتساب
جبت تليفون صغير كدة يمشي الحال لحد ما الدنيا تظبط
( موجهة كلامها للسائق)
وطي شوية يااسطى لو سمحت
السيدة ( يبدو عليها السعادة لسماع خبر مفرح)
بجد يا عزة؟
طيب كويس اوي ابعتيلي التفاصيل وانا اول ما هروح هقوله
على جنبك لو سمحت
قطع
مشهد2 نهار/داخلي شقة/الصالة
تجلس نفس السيدة على السفرة مع زوجها يتناولان الغداء
السيدة عندي ليك خبر حلو
الرجل ( يبدو عليه الإحباط وعدم الاهتمام)
خير.. كسبنا جايزة ولا ورثنا ؟
السيدة ( تتجاهل سخافته)
عزة صاحبتي كانت بتكلمني وانا راجعة من الشغل
قالتلي ان جوزها عرف يجبلك انترفيو عنده في الشركة
المدير هيستناك بكرة الساعة عشرة
هنخلص غدا وهقوم اكويلك البدلة الرمادي ايه رأيك ولا السودا هتبقى احلى؟
الرجل ( وهو متعصب)
انتي اتجننتي؟ بتحكي لصاحبتك حاجة زي دي
وطبعا قلتلها جوزي العاطل اللي بديله مصروفه وحق سجايره
صح؟
السيدة
لا مش صح .. حرام عليك
انا مستحملة وبقول بكرة الظروف تتحسن
بشتغل شغلانتين عشان حضرتك رافض
تنزل شغل على مرتب ولا بوذيشن اقل من اللي كنت فيه
الرجل
وانا كمان ذنبي ايه.. انا كنت راجل مدير في مصنع كبير
لولا ظروف الكورونا انا كان زماني اترقيت ومرتبي زاد اكتر
السيدة
وحصل اللي حصل وصفوا المصنع.. نقعد حاطين ايدينا على خدنا ولا نشوف شغل
حتى لو مؤقت؟
الرجل
عاوازني انزل اشتغل تحت ايد مدير بعد العمر والخبرة دي كلها
للدرجة دي مش خايفة على كرامة جوزك؟
السيدة
انت عارف ان دا مش صح واني بعمل كل حاجة عشان البيت دا يفضل مفتوح
بس انا تعبت.. مصاريف وفواتير مياه وكهربا كل شهر
الرجل
انتي بتعايريني؟
السيدة
لا انا بفوقك
الرجل
وانا مش هنزل اشتغل اقل من مدير زي ما كنت
السيدة
وانا خلاص تعبت ومش عارفة اعمل ايه
تتركه وتقوم من على السفرة
