عين الكاميرا .. بيلا جوتمان يلعن بنفيكا لمدة ١٠٠ عام
الجمعة 13/نوفمبر/2020 - 02:53 م
قالوا عن كرة القدم ساحرة مستديرة نظرًا لتغير أحوالها باستمرار ودون مقدمات، كرة القدم مليئة بقصص اللعنات وسوء الطالع والسحر ولكن يبقى أكثرها جنونًا هو ماحدث مع المجري بيلا جوتمان واللعنة التي ألقاها على النادي البرتغالي بنفيكا ولازالت مستمرة حتى وقتنا هذا.
كان المجري مدربًا مغمور يلعب كرة هجومية ويقدم مستوى رائع مع فريق ميلان الإيطالي، وبأداء أشاد به الجميع مما جعل العملاق الإيطالي يتربع على ترتيب جدول الدوري فى وقتها ، ولكن فجأة وبدون أي مقدمات قامت إدارة ميلان بإقالة جوتمان والتي كانت بمثابة صدمة بالنسبة لـه فخرج غاضبًا وصرح "أقالوني رغم أنني لم أكن مجرمًا، أو شاذًا جنسيًا، وداعًا".
مع حدث معه في ميلان جعل جوتمان يضع شرطًا في عقده مع أي نادي يوقع معه، بعدم إقالته من تدريب الفريق في حالة تصدره لـ ترتيب جدول الدوري، وذهب بيلا في رحلة بعيدًا عن إيطاليا بل وعن أوروبا، حيث انتقل لأمريكا الجنوبية وخاصة إلى البرازيل لتدريب نادي ساو باولو، وقد تمكن من الحصول على البطولة المحلية في موسمه الأول 1957/1958، وكان يقدم الفريق أداء رائع عن طريق اللعب بطريقة 4-2-4، ويقول البعض أن هذه الطريقة انتشرت في البرازيل كلها بفضل جوتمان مما دفع المنتخب البرازيلي للفوز بمونديال 1958 .
ثم عاد المجري لأوروبا مرة ثانية ولكن هذه المرة في البرتغال وتحديدًا في بورتو، تم تعيين جوتمان مدربًا لفريق التنانين عام 1959 واستطاع تحقيق الدوري في هذا الموسم متخطيًا بنفيكا بعدما كان متأخرًا عنهم بخمس نقاط كاملة .
المدرب المجري لم يعد مغمورًا فقد بدأت الأنظار تتوجه نحوه، ليقوم فريق بنفيكا بالتعاقد معه، ولم تكن بداية لطريق المجد بالنسبة لـ "جوتمان" وحده ولكن بالنسبة لـ "بنفيكا" ايضًا.
أعلنت إدارة بنفيكا عن إنهاء التعاقد مع أي لاعب لا يريده جوتمان، ولكن ماحدث كان غريبًا حيث قرر جوتمان الإستغناء عن مايقرب من 20 لاعبًا من الفريق الأول، ولم يكتفي بذلك ولكن قام بتصعيد مجموعة من الشباب وقرر الاعتماد عليهم في الفريق الأول وكان على رأس هذه المجموعة الشاب أوزيبيو معجزة البرتغال، ليحصد بنفيكا لقب الدوري مرتين متتاليتين، واستطاع حصد لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ بنفيكا بعد الفوز على برشلونة الإسباني في النهائي عام 1961.
وفي الموسم التالي عاد لينهي هيمنة ريال مدريد على البطولة والتي دامت لخمس سنوات بالفوز على النادي الملكي بـ5 أهداف مقابل 3 ، ليصبح بيلا جوتمان هو صاحب بطولتي دوري أبطال أوروبا الوحيدتين في تاريخ نادي بنفيكا، ليظن الجميع أنه سيستمر في البرتغال لفترة طويلة ولكن ماحدث لم يكن أحد يتوقعه.
ذهب جوتمان لإدارة بنفيكا وطلب منهم علاوة مالية نظرًا لما حققه من إنجاز تاريخي ، ولكن تفاجئ برد فعل عجيب من إدارة بنفيكا و رفضوا العلاوة مما جعل جوتمان يشعر بالخذلان .
فخرج جوتمان وقال جملته الشهيرة والتي تسببت في لعنة بنفيكا لمدة 57 عام ويمكن أن تستمر لأكثر من ذلك "بنفيكا لن يتوج بأى بطولة أوروبية لمدة 100 سنة مقبلة" قالها جوتمان وكأنه يلقي تعويذة ما .
لم يلتفت أحد لكلمات جوتمان و ظن الجميع أنها مجرد كلمات قيلت في لحظة غضب، ولكن كان عامًا واحدًا كافيًا لجعل الشكوك تتسلل داخل عقل مشجعى بنفيكا.
ففي عام 1963 وصل بنفيكا لنهائي دوري أبطال أوروبا ولكنه خسر أمام ميلان الإيطالي بهدفين مقابل هدف، وبعد عامين يعود ليخسر نهائي آخر في دوري الأبطال ولكن هذه المرة أمام قطب الميلان الآخر الأنتر، مما أدى إلى ازدياد الشكوك وظهور علامات الحيرة على كل من له علاقة بنادي بنفيكا، تحولت الشكوك إلى حقيقة بعدما خسر بنفيكا النهائي الثالث أمام مانشستر يونايتد في 1968 بأربع أهداف مقابل هدف.
ثم عاد بنفيكا ليخسر النهائي الرابع، نهائي الكأس الأوروبية على يد أندرلخت البلجيكي موسم 1983 بهدفين مقابل هدف، ولم تكن هذه نهاية الأمر فلم يعد بنفيكا يخسر النهائيات فقط بل أصبح يخسرها ب سيناريوهات أكثر قسوة، ففي موسم 1988 خسر بنفيكا النهائي الخامس نهائي دوري أبطال أوروبا على يد أيندهوفن الهولندي بركلات الترجيح .
تأهل بنفيكا في عام 1990 لنهائي دوري أبطال أوروبا وسيلعب أمام ميلان الإيطالي بقيادة المدرب القدير ساكي، المباراة ستقام في فيينا حيث دُفن بيلا جوتمان ،ليذهب "إيزيبيو" لـ قبر معلمه يترجاه بأن يصفح عنهم قائلًا، "لن نصبر لـ 100 عام يا بيلا .. هذا صدقني كثير للغاية، سامحنا يا رجل" ، ولكن لم يصفح بيلا عن من خذلوه وخسر بنفيكا النهائى مرة اخرى .
وفي 2013 قامت إدارة نادي بنفيكا بكل شىء محاولين إنهاء اللعنة حيث قامت الإدارة ببناء تمثال خاص لجوتمان في مدخل النادي حاملًا لقبي دوري الأبطال الوحيدين في تاريخ النادي، لعله يصفح عنهم ولكن يبدو أن هذا التمثال البرونزي أستفز بيلا أكثر.
فخسر بنفيكا في هذا العام لقب الدوري في الجولة الأخيرة ولكنه تمكن من الوصول لنهائي الدوري الأوروبي ليواجه فريق تشيلسي الإنجليزي ورغم الأداء الجيد من بنفيكا و ضياع كم كبير من الفرص، لكم ارتقاء إيفانوفيتش مدافع الفريق اللندني في الدقيقة الأخيرة كان له راى أخر فقام بوضع الكُرة في أقصى الزاوية ليفوز تشيلسي وسط حسرة الجميع في البرتغال.
ولم يكن نهائي الكأس مختلفًا بشكل كبير حيث كان بنفيكا متقدمًا بهدف نظيف حتى الدقيقة 79 على نادي فيكتوريا جيماريش، ولكن تشاء الاقدار و تنقلب النتيجة لتصبح 2/1 لصالح نادي فيكتوريا في الدقيقة 80 ،و يخسر بنفيكا ثلاث بطولات في أسبوع واحد في الدقائق الأخيرة!.
وعاد بنفيكا في عام 2014 لـ نهائي الدوري الأوروبي ولكن هذه المرة أمام اشبيلية الأسباني، بعد 15 تسديدة على المرمى من بنفيكا مقابل 7 تسديدات فقط من الفريق الأندلسي ينتهى الوقت الأصلي بالتعادل ويلجأ الفريقان لضربات الترجيح و يخسر بنفيكا نهائي آخر .
خسر بنفيكا في 57 عامًا ثماني نهائيات أوروبية منها 5 لدوري أبطال أوروبا و3 للدوري الأوروبي ،فقد انتقم بيلا من من خذلوه أو انتقمت له كرة القدم.