الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

دراسة تكشف دور القارة الإفريقية في دحر ومواجهة الإرهاب

الخميس 10/فبراير/2022 - 08:10 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصدر مركز دراسات فاروس المختص بالشئون الإفريقية، دراسة تكشف دور أفريقيا في دحر التطرف، مشيرا إلى أن أفريقيا قارة محورية، تمتلك نظريًّا الأسس التي تستطيع من خلالها تحقيق الرفاهية والأمان لشعوبها، وذلك بصلابة ما يمكن أن نطلق عليه "أركان الارتكاز للقارة الأفريقية" المتمثلة في أربع دول رئيسية وهم: مصر التي تمثل الارتكاز الشمالي للقارة والتي تمتد في بعض الأحيان بقوتها الكامنة لعمق القارة، وجنوب أفريقيا محور ارتكاز الكتلة الجنوبية للقارة، ونيجيريا الارتكاز الغربي، وإثيوبيا ارتكاز القرن الإفريقي، . تلك القوى الأربع تمثل بثِقلها السكاني بالأساس مدفوعة بقدراتها الاقتصادية وجذورها الحضارية أركان الاتزان الأربع لحدود القارة.

وذكرت دراسة لمركز دراسات فاروس المختص بالشئون الإفريقية أن انعكاسات سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دول القارة، قد أثر بشكل مباشر على بناء جيوش وطنية قادرة على حماية أمن تلك الدول ومقدراتها من أي تهديدات، تلك الجيوش وعلى الرغم من توافر المقومات لدى بعض بلدانها سواء الإمكانيات الاقتصادية والبشرية التي تمكنها من أن تصبح قوة مؤثرة في محيطها مثل نيجيريا وإثيوبيا، لم تستطع أن تصل إلى تلك المؤسسية التراكمية التي تصل في النهاية لهيكل قوة متكامل يؤدي دوره بكفاءة في صون مقدراتها، ومساعدة جوارها الإقليمي في الأزمات والصراعات المتعددة والممتدة، وقد نرى بأن الاستثناء من ذلك يتمثل في كل من مصر والجزائر اللتان استطاعتا لعقود أن ترسخا لقوات مسلحة احترافية لديها كافة عناصر القوة القتالية التي تمكنها من تنفيذ مهامها بشكل متكامل ومنظم بشكل منفرد أو بالتعاون مع جيوش مجاورة أو صديقة.

ولفتت الدراسة أن الناتج الطبيعي هو بيئة خصبة للغاية لتوطن التنظيمات الإرهابية بشكل واسع في مختلف القارة الأفريقية وتحديدا في المحيط الاستراتيجي لدول الارتكاز إن لم يكن بداخلها، مصحوبا بتوغل تنظيم داعش في القارة وصراعه مع أفرع تنظيم القاعدة والتنظيمات المتشددة الأخرى سعيا منه للانفراد بالنفوذ الأوحد في أفريقيا، وهذا ما أدى لأن أصبح النشاط الإرهابي معقدا للغاية من حيث نمطه وانتشاره وسيولته بين بعض حدود دول القارة ضعيفة القدرات الأمنية والعسكرية، ما أدى لعدم قدرة تلك الدول ومن خلفها الحلفاء الدوليين العاملين منذ سنوات على محاربة الإرهاب بتلك المناطق، والسيطرة وحصر تلك النشاطات الإرهابية، وهو ما ترتب عليه استشراء تلك الحركات وأنشطتها في دول كانت قد انتهت من وجود تلك التنظيمات.. ويمثل الإرهاب خطرا على ارتكازات 

ارتكاز شمال أفريقيا:
شهدت منطقة ارتكاز الشمال تهديدات غير مسبوقة ولم تشهدها حتى الآن باقي الارتكازات من حيث عدد الهجمات الإرهابية التي استهدفت مصر عبر الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة سواء في شمال سيناء أو الحدود الليبية المصرية أو الحدود السودانية المصرية، إذ إن ذروة هذه التهديدات شملت عمليات استهداف طائرات ومركبات ومؤسسات لكن التعامل الحاسم في التصدي لهذه التهديدات دحر هذه التنظيمات بنسبة كبيرة.

ارتكاز القرن الأفريقي:
شهدت هذه المنطقة الهامة خلال العقدين الماضيين تحركًا متفاوتًا من قبل تنظيم القاعدة خاصة في شرق إفريقيا، سواء من حيث محاولة الارتكاز أو النشاط بأعمال تستهدف مصالح غربية بشكل رئيسي، إلى جانب جماعات متشددة محلية ارتبطت بعد ذلك بتنظيمات إرهابية دولية مثل حركة الشباب المجاهدين الصومالية التي بايعت تنظيم القاعدة، فضلا عن سوء الإدارة في دولة هامة مثل إثيوبيا واشتعال الصراع العرقي هناك ما أدى إلى عدم الاستقرار.

ارتكاز غرب أفريقيا:
لا تزال دول الساحل والصحراء تعاني من ويلات الإرهاب -على اختلاف تنظيماته- والتي برز فيها مؤخرا تنظيم داعش الذي اشتد عوده هناك بعد مبايعة حركة بوكو حرام الإرهابية له، والتي استنزفت نيجيريا ودول الجوار بهجمات كارثية، وهذا بدوره أثر على قدرات تلك الدول الهشة ودفعها للاستعانة بحلفاء مثل دول الساحل والصحراء والتدخل الفرنسي في محاولة لكبح جماح الجماعات الإرهابية في تلك الدول خاصة بعد الخسائر الفادحة في جيوش تلك الدول بعد الهجمات الدامية في دلتا النيجر وبوركينا فاسو ومالي.