الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

أقدم سائق حنطور في الفيوم: "التاكسي والسرفيس قضا على المهنة" (فيديو)

الأحد 15/مايو/2022 - 01:45 ص
مصر تايمز

 يجلس عم "رجب"فى عالم آخر، بعربة الحنطور الخاصة، على جانب الرصيف ينتظهر زبون ليسير على الأسفلت، ليكسب لقمة عيشه بالحلال وبعرق جبينة من خلال مهنة لا يعرف غيرها منذ أن عمل بها فى شبابه منذ أكثر من 55 عاما .

قضى "رجب السيد"، من عمره 55 عامً، واقفَا بميدان السواقى وسط مدينة الفيوم بحنطوره ينظر للمارة بالشارع يبحث بينهم عن من يرغب فى ركوب الحنطور أو طفل يعجب بالحصان فيلح على والدته أو والدة ليتصور بجوارة أويركبه لمشوار قريب، أو رجل مسن يرى فيحن للأيام الماضية فيطلب منه توصيله لمكان ما ثم يأخذ عم رجب رزقه ويذهب الى منزله فى المساء يشترى طعام له ولحصانه ويرضي بما رزقة الله به طول اليوم .



ألتقت عدسة " مصر تايمز" مع عم" رجب" والذى يبلغ من العمر 68 عاما، قال قضيت منها 55 عاما سائقا للحنطور بدأت باستقلال حنطور فى الثامنة عشرة من عمرى وتوارث المهنة أب عن جد، وكانت هذه أسعد أيام حياتى لا أنساها أبدا ولى معها ذكريات جميلة وأخرى صعبة، تهالك الحنطور أكثر من مرة وقمت بتجديدة، وظلليت هكذا كلما تهالكت عربة الحنطور قمت بتجديدها وكلما أجهد الحصان بعته وقمت بشراء غيره واستمريت بمهنتى على مدار 55 عاما، رأيت فيهم لحظات سعيدة وأوقات صعبة لكنى فى النهاية أعشق مهنتى ولا أستطيع العمل بغيرها حت الأن بالرغم من تقدمى فى العمر الإ أنى لا أستطيع الجلوس بالمنزل وأسعى وراء لقمة عيشى .

كما أكد عم رجب لـ "مصر تايمز" أن مهنة الحنطور أنقردت تماما عن أيام زمان لأنها كانت الوسيلة الرئيسية الوحيدة وهى والكارو للإنتقال فى شوارع المدينة وبين المدينة والمراكز والقرى كان زبائنه يصطفون بالأسصم يسير فى شوارع المدينة مستقلا الحنطور ويردد أغانى أم كلثوم وعبد الحليم وعبدالمنعم مدبولى حتى يصل للمكان الذى يرغبه الزبون مع المتعه بالسير فى الشوارع .

وأضاف كذك، أن الآن تغير الوضع كثيرا وأصبح راكب الحنطور نادرا وأًصبح الجميع يفضل التاكسى والسيارات السرفيس ولكنه رغم هذا التغيير ورغم غلاء المعيشة لا يستطيع أن يترك "مهنته" التى لا يعرف غيرها، ويشير الى أنه لا يتخيل نفسه بعد هذا العمر فى مهنة أخرى ويصر على الخروج فى السابعة صباحا من كل يوم الى مكانه الذى أعتاد الوقوف فيه ينتظر زبونه الذى ما زال يحب إستقلال الحنطور من فترة لأخرى ويطلب منه توصيله لأى مكان يريده ثم يمنحه ما يحلو له من المال واصبح الأن الأجرة أو التوصيلة بعشر جنيها مثل أجرة التاكسى داخل المدينة .
 

وأشار عم "رجب" إلى أن لديه 6 أبناء منهم 3 شباب و3 أناث تزوجوا ويعملون فى مهن مختلفة ولكنه يرفض ترك عمله ليرتاح كما يطلب منه أبناءه ويصر على الاستمرار فى عمله حتى آخر يوم فى عمره، مؤكد لم أقدرعلى قعدة البيت لا أتحملها وممكن أموت لو جلست بالمنزل .

وعن علاقته بالحصان أكد أنه معه منذ 3 سنوات ويعتبره ابن من أبناءه يطعمه قبل أن يطعم نفسه ويقوم بشراء طعام الحصان قبل طعامه نظرا لأنه حيوان لا يطلب أكل ولا شراب .

كما تحدثعن ذكرياته مع الحنطور والزبائن، قائلً:ا أن المواقف كثيرة لا حصر لها منها أن الزبائن كانت تطلب منه أن يعنى للخيل وكان يلبى طلبهم فى فرحة وسعادة، وأيضا كثير من الزبائن كانوا ينسون بعض الاشياء أو المتعلقات فى عربة الحنطور وتظل معه حتى يصلها إلى أصابها ومنهم من كان يعرفه لأنهم من زبائنه فيقوم بتوصيلها الى منزلهم ويرفض أخذ أى حلاوة أو مال .