خطيب الجامع الأزهر: النصر والتقدم يحتاج لعزيمة وتضحيات
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، حيث دار موضوعها حول "الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وذكرى نصر أكتوبر".
في بداية الخطبة أوضح الدكتور هاني عودة، أن احتفال المصريين هذه الأيام بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، بالتزامن مع احتفالهم بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، هذا النصر المبين الذى منحه الله سبحانه وتعالى لأهل مصر ولجنودها البواسل، والذي استردت به قواتنا المسلحة شرف بلادنا وأرضنا العزيزة، فكان هذا النصر مبعث فخر ليس للمصريين وحدهم، ولكن لكل من يؤمن بقيم العدل والحق في هذا العالم، حيث ضرب المصريون أروع الأمثال في البطش على يد المعتدي، وصد عدوانه ودحره.
وبين خطيب الجامع الأزهر، أن نصر أكتوبر المجيد، الذي يعد علامة فارقة في التاريخ الإنساني الحديث، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث جاءت بشارة النصر للمصريين في رؤية ساقها الشيخ عبد الحليم محمود؛ شيخ الأزهر الشريف آنذاك، إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، يبشره بأن النصر حليف المصريين في هذه المعركة الحاسمة؛ فكانت رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم حق انطلق منه جنودنا مهرولين لتحقيق النصر واستعادة الأرض والزود عن البلاد، وانطلق علماء الأزهر في الميادين والساحات والجبهات، يبثون روح الطمأنينة ويحشدون المصريين خلف جنودهم الشرفاء الذي انطلقوا بأرواحهم لصد بطش العدو ودحره.
وأضاف عودة، أن دور الأزهر تعاظم في هذه الملحمة التاريخية، حين وقف على منبر جامعه علماء الأزهر وشيخه الإمام الراحل الشيخ عبد الحليم محمود، يحثون الناس على أن يتحدوا على قلب رجل واحد، خلف جنودنا الشرفاء في معركتهم المقدسة، بما يؤكد على وطنية هذه المؤسسة وتاريخها المشرف ودور علماؤها الأجلاء الذين لا يتخلفون عن وطنهم، لأن دعم الوطن ومساندته جزء من عقيدة هؤلاء الرجال، وهو ما تعلموه من سيرة وتعاليم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الذكرى العطرة.
وفي ختام الخطبة: قال عودة "علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدفاع عن الأرض عقيدة من أجل العزة والكرامة ومن أجل أن نحصل على رضى الله سبحانه وتعالى، ولا يجب التخلي عنها أو التفريط فيها، كما علمنا رسولنا الكريم أن النصر والتقدم يحتاج إلى عزيمة وإلى تضحيات لكي تحصل الأمم على حريتها وتحرز تقدمها لا بالتنظير ومجرد الكلام وهو ما ضرب به المصريون أروع الأمثال في هذا المقام.