عادل حمودة: البرنامج النووي الإيراني قد يكون أكذوبة للضغط على الغرب
قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن المشروع النووي الإيراني ظهرت حوله العديد من علامات الاستفهام على مر السنين الماضية، منها ما تم تأكيده ومنها ما تم نفيه "وده اللى هيخلينا نتكلم الآن عن ما يُعرف بـ: أسطورة البرنامج النووي الإيراني".
1967، قدمت واشنطن لطهران أول مفاعل للأبحاث النووية
وأضاف حمودة خلال برنامجه "واجه الحقيقة" على قناة القاهرة الإخبارية: بدأت القصة في الخمسينات أثناء حكم الشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان مؤمنا بأن الطاقة النووية هي بوابة التصنيع ورمز الحداثة والتقدم. الغريب في الأمر أن الولايات المتحدة كانت أول دولة ساعدت إيران من أجل إمتلاك مفاعلات نووية، في سياق "برنامج الذرة من أجل السلام"، الذي تبناه الرئيس الأمريكي أيزنهاور، أراد أيزنهاور مساعدة الدول النامية على استغلال الطاقة النووية في تحقيق أهداف سلمية، والأهم كسب حلفاء لبلاده في الحرب الباردة.
وأضاف: في 1967، قدمت واشنطن لطهران أول مفاعل للأبحاث النووية والذي تم تشغيله في جامعة طهران. أصبح هذا المفاعل نقطة انطلاق لمشاريع لاحقة بمليارات الدولارات بالمشاركة مع المانيا وفرنسا وجنوب أفريقيا، لكن مع الأسف بعد 11 سنة انقلب الحكم على الشاه وتسلمت الثورة الإسلامية "الخمينية" السلطة وجمدت المشروع كما أصدرت فتوى بأن الأسلحة النووية محرمة شرعاً. طبعا، الفتوى اتغيرت أول ما بدأت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت من 1980 الى 1988، خصوصًا لما عرفت طهران عن جهود العراق لتطوير السلاح النووي، مما دفعها لاستئناف عملها النووي.
وأكمل: شهد البرنامج النووي الإيراني عددا من المحطات، بدأت المحاولة الأولى في عام 1982 بعقد سلسلة من المؤتمرات عن أنشطة تحويل اليورانيوم على نطاق صغير ثم توسعت هذه المؤتمرات في وقت لاحق، ثم اتجهت طهران لاستيراد أجهزة للطرد المركزي من كيانات غير محددة، وأشارت العديد من التقارير أن إيران تواصلت مع أبو القنبلة النووية الباكسانية "أو الأب الروحي للبرنامج النووي الباكستاني" عبد القدير خان. ولم تقر إيران رسمياً بشكل قاطع بحصولها على سلاح نووي، ولكن ما أقدمت عليه في التسعينات يرجح أنها اتخذت قرارها السياسي في هذا الشأن، ومع مطلع التسعينات بدأت إيران في البحث عن بلد يتعاون معها في مشروعها النووي، ووقع الاختيار على الاتحاد السوفياتي السابق.
وقال حمودة: تعاقدت طهران مع الروس عام 1995 لتطوير مفاعلها وفقا للطراز السوفيتي، واعتبرت هذا التعاقد فرصة لإعادة إحياء برنامجها النووي. تأسست منظمة بحثية مشتركة بين روسيا وإيران باسم برسيبوليس، وذلك لإمداد إيران بخبراء الطاقة النووية الروسية، والمعلومات التقنية المهمة.
وبناء عليه، بدأ الروس بناء محطة "أصفهان" ومفاعل "آراك" ومحطة "نطنز". طبعا الغرب بدأ يستشعر الخطر وتصاعد التوجس الدولي من خطر إمتلاك إيران للسلاح النووي، وكان عام 2002 بداية انفجار الوضع بين الغرب وإيران، خاصة بعد تصريحات علي رضا جعفر زاده، المتحدث باسم الجماعة الإيرانية المنشقة عن المجلس الوطني للمقاومة في إيران، أكد جعفر زاده بصورة علنية على وجود موقعين نوويين تحت الإنشاء لتخصيب اليورانيوم وتحديدًا في موقع تحت الأرض في منطقة نطنز وآخر في مرفق المياه الثقيلة في أراك.
واستطرد: في عام 2003، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها ولأول مرة أن إيران لم تعلن بشكل كامل وحقيقي عن أنشطتها النووية في التخصيب والمعالجة.
تخصيب اليورانيوم لإنتاج وقود للمفاعلات في مستويات عليا
واتهمت الوكالة إيران بـ تخصيب اليورانيوم لإنتاج وقود للمفاعلات في مستويات عليا من التخصيب تسمح بتصنيع الأسلحة. لكن إيران رفضت هذا التقرير وقالت أن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط. على أن المؤكد أن حالة من الغموض سيطرت على حقيقة المشروع وحجم التقدم الذي وصل إليه. في النهاية استخدمت إيران البرنامج كوسيلة ضغط على العالم الغربي، وشهدت العلاقات الإيرانية الغربية عملية شد وجذب على خلفية البرنامج النووي.
وأضاف: على سبيل المثال، في مايو 2003، بعد وقت قصير من الغزو الأمريكي للعراق، أطلعت على تقارير عن قيام عناصر من الحكومة الإيرانية بقيادة محمد خاتمي بتقديم اقتراح سري عن صفقة كبرى من خلال القنوات الدبلوماسية السويسرية. المثير أن إيران اقترحت أنها ستعرض بشفافية كاملة برنامجها النووي، وتعهدت بوقف دعمها لجماعات مثل حماس وحزب الله، في مقابل حصولها على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وتطبيع العلاقات الدبلوماسية. لكن إيران قالت أن إدارة بوش لم تستجب لهذا الاقتراح.
في السنوات الأخيرة وبالتحديد عام 2015 ظهر اتفاق لوزان بين إيران ومجموعة 5+1، والذي ينص على رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن طهران في مقابل قبول التزامها ببرنامج نووي سلمي. لكن بعد عدد قليل من السنوات وبالتحديد في عهد الرئيس الأمريكي السابق ترامب انسحبت أمريكا من الاتفاقية و ده رجعنا تاني لنفس المربع. ويبقى السؤال المهم "ليه الولايات المتحدة الأمريكية انسحبت؟"
لنرى مبررات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:
اشترطت إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن للعودة للاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015
أن تعود طهران أولاً إلى التزاماتها بموجب الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مايو 2018. في المقابل، تطالب إيران بأن تبادر الولايات المتحدة بالعودة للاتفاق نفسه، وتهدد بالتخلي الكامل عن التزاماتها خاصة بعد قيامها في عام 2020 برفع نسبة تخصيب اليورانيوم المسموح بها إلى 20% بدلا ًمن 3% فقط في الوقت نفسه أكدت إيران على ضرورة رفع العقوبات.
والحقيقة أن طوال حالة الشد والجذب بين إيران والغرب كانت هناك تقارير كثيرة تتعارض مع الراوية الرسمية الإيرانية، من ضمنها تقارير من داخل إيران نفسها.
يعني مثلا، السنة دي حصل حاجة غريبة، في 29 يوليو، أعلنت قناة "بيسيم جي ميديا"، المقربة من جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، عن متابعة "مشروع عماد السري" في منشأة فوردو النووية، لصنع أول رأس حربي نووي، وعرضت القناة مقطع فيديو بعنوان "متى تستيقظ القنابل النووية الإيرانية من نومها؟".
وكشف الفيديو عن خطة إيران لتحويل برنامجها النووي "السلمي" إلى "برنامج عسكري نووي" وتطرق الفيديو بالتفصيل لما أطلق عليه مشروع "عماد" النووي السري، هو مشروع يقال أن طهران تعمل عليه منذ أواخر تسعينات القرن الماضي. ويهدف مشروع عماد إلى اختبار 5 رؤوس حربية يزن كل واحد منها 10 كيلو طن من أجل تحميلها على صواريخ، وهذا يعادل القوة التدميرية لـ 5 قنابل مثل تلك التي ألقيت على مدينة هيروشيما.
يزعم الفيديو أن وكالة المخابرات البريطانية قد أعلنت أن إيران لديها ما يكفي من المواد لصنع قنبلة ذرية.
في الواقع الفيديو ده بيطرح سؤال مهم: هل هو شكل من أشكال الحرب النفسية وإظهار القوة المزيفة لإيران، أم أنه عرض حقيقي لإنتاج قنبلة ذرية؟ الحقيقة أن مشروع عماد النووي ليس هو المشروع الوحيد الذي أُعلن عنه. هناك الكثير من الوثائق التي اُعلن عنها سواء في إيران نفسها أو إسرائيل .
في 2018 جاء الاعلان الاسرائيلي والذي كشف عما وصفه بمشروع ايران النووي الذي يُنفذ في الخفاء. الغريبة ان طهران لم ترد علي الوثائق الاسرائيلية، ولم تكذب لم تصدق
ويبقى السؤال: هل هو فعلًا حقيقة أم أكذوبة؟