طالب بكلية الطب بقنا يعمل في كسر القصب لمساعدة إخوته.. ناصر: أتمنى أكون طبيبًا للغلابة (فيديو وصور)
"الشغل مش عيب طالما حلال".. شعار رفعه ناصر طالب بكلية الطب، دون أن ينظر إلى كلام الناس ولم يخف من التأثير على لقبه كونه طالب في كلية الطب، بل وضع أمامه حال أسرته وأنهم في حاجة إليه، لذا رمى كل شيئًا خلفه وسلك طريق الكفاح والعمل الشاق داخل الزراعات حاملًا على أكتافه عيدان القصب الثقيل طوال النهار مقابل 100 جنيه فقط، ليعود إلى منزله ويكمل واجبه تجاه أسرته بالمذاكرة والإجتهاد دراسيًا، وبالرغم أنه لم ينقطع عن العمل لتوفير مصروفاته إلا أنه خلال العامين الماضيين حصل على تقدير إمتياز، فاستطاع التوفيق بين طريقي العلم والعمل، وضرب مثالًا في صنع المستحيل طالما توجد الإرادة.
ناصر حسين عبدالحكيم الدلال، وشهرته ناصر الدلال، من قرية الحسينات، مركز أبوتشت شمالي محافظة قنا، وطالب بالفرقة الثالثة بكلية الطب البشري جامعة جنوب الوادي، ذلك الشاب الذي يعمل في فصل الشتاء داخل الزراعات يكسر ويرفع ويقشر القصب بينما في الصيف يسافر إلى محافظات وجه بحري للعمل في المعمار لمساعدة أسرته وتوفير مصروفاته.
قال طالب "الطب" أن قصة كفاحه بدأت عندما كان في الإعدادية وقرر الخروج للعمل لمساعدة والده في مصروفات إخوته الخمسة، فعمل كل شئ في الزراعات والمعمار خاصة كسر القصب كونه من قرية ريفية وتشتهر بزراعات القصب مقابل جنيهات بسيطة، في ذات الوقت عمله الشاق لم يؤثر على دراسته بل كان متفوقًا ومن الأوائل على مدرسته، واستكمل ذات الطريق في الثانوية العامة بل زاد تفوقه بجانب العمل.
وأضاف "الدكتور ناصر" أن السبب وراء عمله هو رد الجميل لوالديه وجدته قائلًا: "هما السبب في اللي وصلتله"، فدائمًا يبحث على أي طريق لينال رضاهم خاصة أن حال والده يصعب عليه فلديه 6 أبناء " في طب وهندسة ونظم معلومات وتجارة واثنين ثانوية عامة" تحتاج دراستهم لكوم من المال لذلك خرج طالب الطب وشقيقيه طالب الهندسة ونظم المعلومات للعمل والوقوف بجانب والدهم سواء بالعمل في الزراعة والنقاشة والمعمار.
يستقيظ ابن قنا في الخامسة صباحًا خلال فترة إجازة متجهًا إلى عمله في كسر القصب وأيام الدراسة يراعي دروسه ليحقق حلمه ويصبح معيدًا في كلية الطب ويفتح عيادة خاصة به ويحدد سعر الكشف ليتناسب مع الناس البسيطة، مشيرًا أنه سوف يتخصص في جراحة القلب ويسير على خطى قدوته الجراح العالم الدكتور مجدي يعقوب.