يحيى شاهين.. "سي السيد" السينما المصرية
"بين القصرين ، قصر الشوق ، السكرية ، الإخوة الأعداء ، لا أنام ، جعلوني مجرما ، شيء من الخوف ، هذا هو الحب، نساء في حياتي، الأخوة الأعداء، سلامة، زينب، الغريب ، الأرض" ، هي اشهر اعماله السينمائية ، كما قدم عدد من الأدوار التلفزيونية المتميزة منها: ومازال النيل يجري ، القضاء في الإسلام ، الأيام ، وشارع المواردي . انه العملاق الفنان الكبير يحيى شاهين.
"يحيى يحيى حسن شاهين"، ولد يوم 28 يوليو عام 1917م في جزيرة ميت عقبة بمحافظة الجيزة، حصل على دبلوم الفنون التطبيقية – تخصص نسيج - عام 1933م، وعمل لفترة موظفاً في المحلة. ثم انضم للفرقة القومية للمسرح وعمل مع فرقة فاطمة رشدى ظل يعمل بين السينما والمسرح حتى تفرغ للسينما في 1946.
وكان اول بطولة له في فيلم {سلامة} أمام كوكب الشرق أم كلثوم وهي من رشحته بدلا من حسين صدقي و حتي تكسر الحاجز بينهما كانت حريصة علي تناول الفطار و الغذاء معه بل وعندما سألته عن اجره فقال لها 150 جنيه فغضب و جعلت اجره 600 جنيه مثلما كان سيحصل عليه حسين صدقي.
وقدم مع ليلي مراد 4 أفلام {ضربة القدر و خاتم سليمان و الحياة الحب و سيدة القطار} وهو النجم الوحيد الذي لا يمانع أنور وجدي الوقوف أمام ليلي مراد ، وقف بطلاً أمام راقية ابراهيم في الفيلم الخالد { زينب } الذي يعد اهم علامات الشاشة العربية عام 1952 ، قدم ثنائي فني مع ماجدة الصباحي في 10 أفلام أهمهم { الغريب وأين عمري وقرية العشاق ومرت الايام }، كان أيقونة لكبار مخرجين الشاشة يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ وحسن الامام وعز الدين ذو الفقار وبركات، الي جانب اعماله الخالدة مع كبار نجمات الشاشة العربية فاتن حمامة و شادية وسعاد حسني و نادية لطفي ولبني عبد العزيز وزبيدة ثروت وهند رستم وهدي سلطان، كما خاض تجربة الإنتاج وحصل على العديد من الجوائز عن أكثر من دور ومنها دوره في "جعلونى مجرما" و"نساء في حياتى" و"ارحم دموعى" و"الأرض".
تمكن الفنان "يحيي شاهين" بفضل موهبته الصادقة أن يصبح واحدًا من كبار الفنانين ، خاصةً عقب تجسيده لشخصية "السيد أحمد عبد الجواد" من خلال ثلاثية نجيب محفوظ "بين القصرين- قصر الشوق- السكرية"، والذي يعد اهم ادوراه علي الشاشة العربية واحد ايقونات الالقاب الشعبية في مصر و العالم العربي كما تألق في أداء الأعمال الدينية والتاريخية، منها "فجر الإسلام ، رسول الإنسانية ، و بلال مؤذن الرسول "و "القضاء في الإسلام".
حصل الفنان الكبير على جوائز دعم السينما الجائزة الأولى عن دوره في فيلم ارحم دموعي والثانية عن فيلم جعلوني مجرما شهادة تقدير عن فيلم "نساء في حياتي" من مؤتمر فينيسيا الدولي الجائزة التقديريه الذهبية من جمعية كتاب ونقاد السينيما المصرية فاز بوسام العلوم والفنوم من الدرجة الأولى كمهندس تطبيقي سنة 1980 حصل على شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي سنة 1987 جائزة مهرجان القاهرة السينيمائي وجائزة غرف السينيما سنة 1989 وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة . حصل على درع السويس ودرع اسوان وشهادة تقدير وتفوق للرواد للسينيمائيين سنة 1993 من جريدة الأهرام المسائي ويعد الفنان الوحيد الذي تم تكريمه من الملك فاروق جمال عبد الناصر والسادات ومبارك وأما عن حياة الفنان يحيى شاهين الخاصة ، فلم تكن متاحة للجميع، لكنه تزوج فى سن كبير من إمرأة مجرية أنجب منها طفلتين، ولكنهما لم يتفاهما، فقررت الزوجة العودة للمجر، وأخذت معها الطفلتين، وهو ما سبب له اكتئابًا حادًا، وبعدها تزوج من زوجته التى رافقته حتى آخر يوم فى حياته، السيدة مشيرة عبدالمنعم، التى أنجب منها ابنته داليا.
عرف عن يحيي شاهين الإلتزام و التقرب إلى الله فحرص علي اداء فريضة الحج اكثر من 10 مرات الي جانب اشتراكه في جمعيات الخير ودار لتحفيظ القرآن الكريم ورفضه لأدوار كثيرة تخالف التزامه هذا خاصة في اواخر ايامه.
صادف يحيي شاهين في رحلة الحج له ان قابل هناك شيخ الأزهر عبد الحليم محمود وهو احد اهم مشايخ الازهر الشريف علي الاطلاق واحد اهم الدعاة الحق الذين لا يخشون في الحق لومة لائم فسأله يحيي شاهين عن { هل الفن حلال أم حرام } فأجابه اجابة غير متوقعة قائلاً { أنتو كفنانبن تستطيعوا أن تعظوا مئات بل آلآف بل ملايين من الناس إذا إلتزمتوا إنما نحن كمشايخ مهما نعظ فالعدد محدود } فقام يحيي شاهين بتقبيل جبينه و يده باكياً من هذا الرأي الذي أثلج صدره.
و في 18 مارس عام 1994 م يرحل الفنان "يحيى شاهين" عن عالمنا بعد رحلة حياة عمرها 78 عاماً قضى منها 58 عاماً في خدمة الفن الراقي و الهادف ، قدم خلالها أعمالاً فنية رائدة أوضحت بصماته على صفحات الفن السينمائي . رحم الله الفنان الكبير يحيى شاهين.. رحمه الله وغفر له