من الذاكرة.. حكاية الشهيد أحمد صابر ضحية غدر الإرهاب بشمال سيناء: "كان كثير الأعمال الخيرية في رمضان والناس بتحبه”
في شهر رمضان المبارك تتزين الشوارع بالفوانيس والأوراق الملونة، يقف الأهالي بالشوارع يعلقونها في جو يسوده المحبة والود والألفة، وتمارس كل أسرة طقوسها، حيث تلتف حول مائدة الطعام، تحرص على تناول وجبتي الإفطار والسحور معًا، ومن ثم أداء صلاة التراويح.
حكاية الشهيد أحمد صابر ضحية غدر الإرهاب بشمال سيناء
ولكن الأمر اختلف كثيرًا في منازل الشهداء هذه الطقوس، حيث افتقدت أسرة كل شهيد مكان نجلها على مائدة الطعام، تذهب لصلاة التراويح دونه، تختم كل أم القرآن الكريم له كرحمة له عند الله، وتزور المقابر بأول يوم رمضان وأول أيام العيد، وتعرض انقطاع أعماله بالصدقات والتبرعات للمحتاجين.
وفي مركز جرجا جنوب محافظة سوهاج، تفتقد أسرة الشهيد النقيب "أحمد صابر عبدالعواض" نجلها، الذي استشهد على يد الإرهاب بشمال سيناء، وشارك جميع أبناء المركز في تشييع جثمانه، وتفتقد الأسرة ممارسة طقوسها بشكل عادي، ويخيم الحزن على المنزل بكل مناسبة.
مكانه في البيت موجود ورمضانه في الجنة أحلي
التقي "مصر تايمز" بأسرة الشهيد "أحمد صابر"، واستمع إلى محطات هامة في حياته ومواقف كان لها أثر في نفوس كل من يعرفه، وبرغم وفاته منذ عام 2017، إلا أنه حتي الآن في سيرته العطرة يتحدث الجنود والعساكر.
"مكانه في البيت موجود ورمضانه في الجنة أحلي، وكان حريص على الصلاة والأذكار".. هكذا بدأ "صابر عبدالعواض"، والد الشهيد "أحمد"، حديثه لـ"مصر تايمز"، موضحًا أن نجله من مواليد محافظة المنيا، وانتقلوا إلى مركز جرجا في محافظة سوهاج بحكم طبيعة عمله، وتفوق "أحمد" بسنواته الدراسية وحصل على لقب الطالب المثالي، فضلًا عن حفظه القرآن الكريم وحرصه على الصلاة في اوقتها، والتحق بكلية العلوم وبعدها الحربية، وتنقل في عدة أماكن مختلفة خلال فترة عمله، آخرها كان في رفح حيث نُفذت العملية الارهابية وراح فيها ضحية.
محطات في حياة الشهيد
وأضاف والد الشهيد، أن نجله كان محب الخير ويسعي لاسعاد جميع أهله ومحبيه، حتي أن العساكر ممن كانوا معه في الجيش حتي الآن يذكرونه بالخير ويتتبعون أخبار أسرته محبة فيه، ويقول :"كان له مواقف كتير في الخير، كان بيراعي عساكر الكتيبة بعمل مصروف شهري لهم، ولو اشتغل في مكان يقبض آخر واحد عشان ميضغطش صاحب العمل، ابني عشان اتكلم عنه محتاجين شهور ولو هنكتب يبقي هنكتب كتاب، 6 سنين غياب وفي القلب لسة عايش".
وعلى مدار العام، تسعي أسرة الشهيد للقيام بالأعمال الخيرية التي تديم تردد اسمه على أهالي محافظتي المنيا (مسقط رأسه)، وسوهاج حيث أقام طيلة حياته، وذلك من خلال إقامة حفلات التكريم لطلاب المدارس، وتكريم اللاعبين الرياضيين المتميزين، وفي شهر رمضان توزيع المواد الغذائية على الأهالي.
ويختتم "صابر" حديثه لـ"مصر تايمز"، برسالة شكر إلى مديرية التربية والتعليم، التي أطلقت اسمه على مدرسة الثانوية بمسقط رأسه بالمنيا، قائلًا: "شكرًا لكل من ساهم في تخليد ذكري ابني في كل مكان، كذلك الجيش أطلق اسمه على إعصار محل استشهاده بالجيش الثاني، فضلًا عن عمل زملاءه له صدقة جارية، أسأل الله العظيم أن يتغمده بكامل مغفرته".