الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

درس التراويح بالجامع الأزهر: تدبر آيات القرآن يأخذ بالمسلم إلى مراجعة النفس وتطهيرها‏

الثلاثاء 04/أبريل/2023 - 10:01 م
جانب من القاء
جانب من القاء

قال الدكتور مجدي عبد الغفار حبيب، أستاذ ورئيس قسم الدعوة بكلية الدراسات العليا بجامعة ‏الأزهر، إن من يستمع إلى آيات القرآن بتدبر بالعقل وتأثر بالقلب وتغير بالنفس خرج بعد ‏السماع من خلال الصلوات ليفتح ملفات عديدة في حياته ما أحوج كل واحد منا إلى فتحها ‏ومراجعة نفسه، وهنا نقف وقفات على بعض هذه الآيات التي تقام بها صلاة التراويح اليوم من ‏سورة الحِجر، لنرى من خلالها ما يجرى من أحوالنا، ولنعرض أحوالنا على كتاب الله، فنجاتنا ‏من خلال ما نقرأ فإذا قرأنا تدبرنا وإذا تدبرنا بالقرآن عملنا، والقرآن فيه ما فيه من آيات، ومن ‏هذه الآيات يخبر الله المؤمنين ويبشرهم بجنات النعيم.‏

درس التراويح بالجامع الأزهر يدعو إلى تخلق المسلمين بأخلاق الدين وانعكاسه في عباداتهم ‏ومعاملاتهم‏

 

وأضاف فضيلته خلال درس التراويح بالجامع الأزهر اليوم الثلاثاء الثالث عشر من رمضان، ‏أن المؤمنين شعارهم: {ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَـٰمٍ ءَامِنِینَ}، ماهيتهم ووصفهم: {وَنَزَعۡنَا مَا فِی صُدُورِهِم مِّنۡ ‏غِلٍّ إِخۡوَ ٰ⁠نًا عَلَىٰ سُرُرࣲ مُّتَقَـٰبِلِینَ}، فمن أراد هذا الموطن فعليه بالسعي إليه على وصفه، ووصفه ‏السلامة والأمن ونقاء الصدر من الغل، هذه السلامة إن عاش غيرك فيها بسبب كنت فيها، فمن ‏كان غير ذلك فكيف ينال سلامة الجنة من لم يعرف السلامة في الحياة، وكيف ينال أمن الجنة ‏من فرَّ غيره منه في الحياة.‏

 

وأشار فضيلته إلى أن الآيات الأولى في السورة تقول: {إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ}، ‏وفي وسط السورة يحثنا هذا الكتاب المحفوظ من رب العالمين إلى سلامة الصدور، فإذا اتسعت ‏صدورنا فيما بيننا انتقلنا باتساع الصدور لفهم الصدور، أما إذا ضاقت الصدور فيما بيننا غاب ‏فهم الصدور، وانتشر الحقد والغل والضغينة، وإذا نظرنا إلى عباد الله في مساجد الله، وإلى ‏الآلاف في الجامع الأزهر كل يوم، فإن هناك مفهوم ينبغي أن ننظر إليه وهو اختلاف الناس ‏وأفكارهم وألوانهم، فهناك تباين بين البشر في أفكارهم ومشاربهم لكنهم جميعًا اجتمعوا هنا على ‏الصلاة وذكر الله.‏

وأكد أستاذ ورئيس قسم الدعوة بكلية الدراسات العليا أن المؤمن عليه الانطلاق من خلال اتفاق ‏‏الأذكار وترك اختلاف الأفكار التي في عقل كل منا، فمن أحسن الجوار في الصلاة أحسن ‏‏الجوار في الحياة والعكس بالعكس، وهناك إرشادات عظيمة في نهاية السورة: {فَٱصۡفَحِ ٱلصَّفۡحَ ‏‏ٱلۡجَمِیلَ}، وما أحوجنا إلى العفو والصفح، فالمؤمنين عليه أن يتخلقوا بخلق هذا الدين فيكون ‏‏الدين عنوانًا يظهر في عبادته وسلوكهم ومعاملاتهم وعملهم وأماناتهم وعهدهم، وينبغي أن ‏‏نخرج من هذا الشهر وقد تغيرت نفوسنا للأحسن ونطهر وننقي صدورنا، فهذا الذي سنقبل به ‏‏على الله {یَوۡمَ لَا یَنفَعُ مَالࣱ وَلَا بَنُونَ}. ‏