"اصحي يانايم".. حكاية العم "وليم" أول مسحراتي قبطي بسوهاج: بلف كل يوم وبدون مقابل
"اصحي يانايم وحد الدايم".. كلمات ينطق بها لسان العم "وليم" صاحب الوجه البشوش والابتسامة السمحة، لمدة 30 يومًا في شهر رمضان المبارك، ينتظره الكبار والصغار يتغنى بالكلمات السابقة ومعه طبلة يحتضنها بين يديه، يدق بالعصا عليها ويصدر رنين يطرب الآذان.
"اصحي يانايم".. حكاية العم "وليم" أول مسحراتي قبطي بسوهاج: بلف كل يوم وبدون مقابل
المسحراتي، الكنافة، صلاة التراويح..كلها أشياء دائمة الوجود بالشهر الكريم معتادين عليها، ولكن الغريب في قرية المدمر بمركز طما شمال محافظة سوهاج، أن المسحراتي العم "وليم" مسيحي الديانة، غلبت الوحدة الوطنية عنده كل الحواجز وشارك أصدقائه وأحبائه من المسلمين بهجتهم بشهر رمضان، ينتظر انتصاف الليل ويخرج يجوب شوارع القرية وييّقظ أهلها.
التف الأطفال حول العم "وليم" كحلقة الياسمين يكررون كلماته يضحكون من قلوبهم، في مشهد لن تراه إلا في ام الدنيا، ينفذ المعنى الحرفي للجملة "يحيا الهلال مع الصليب"، ويقول صاحب ال60 عامًا أنه اعتاد على ذلك منذ سنوات طويلة ويفعله من أجل مشاركة محبيه بهجة الشهر، كما أنه يشاركهم تعليق الزينة في الشوارع.
ويضيف المُسن البشوش صاحب الفرحة، أن الأطفال ينتظرونه كل يوم بشهر رمضان قائلًا "نص الليل يجي اطلع ألف في الشارع، كل الأطفال تصحي و تيجي تلعب وتصحي الناس معايا، وفي الصبح يسألوني جاي امتي يا عمو اقولهم بالليل يا حبايب عمو، رمضان فرحة لكل مصري وشهر مبارك علينا كلنا".